د. سمير البهواشى يكتب: الحب السلبى

الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 11:05 ص
د. سمير البهواشى يكتب: الحب السلبى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن فوضى الطرق، وما ننكره من سلوكيات فى قيادة السيارات، ورغبة الجميع فى استباق غيرهم، وتخطى الرقاب فى المساجد، وما يحدث فى طوابير المصالح الحكومية من هرج ومرج وعدم نظام، وشيوع الفقر والجوع، ووجود الغش والجشع والاحتكار والقتل العشوائى لأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، أو لأتفه الأسباب وغيرها من الأمراض الاجتماعية التى تعانى منها مجتمعاتنا إنما هو نتيجة طبيعية لتفشى الأثرة والأنانية، وحب الذات، وعدم تفعيل خلق الإيثار الذى حثت عليه جميع الأديان وعلى رأسها الإسلام حيث قال تعالى فى كتابه الكريم: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } (9) سورة الحشر.

فالايثار ثمرة الجود، الذى يجعلك تترك ما أنت محتاج إليه لغيرك، وأن تؤثر الخلق على نفسك بأن تقدمهم عليها فى مصالحهم فيما لا يحرم عليك دين، ولا يقطع عليك طريقا، ولا يفسد عليك وقتاً، والجود قد يكون بالنفس أو بالمال أو بالعلم أو بالراحة والرفاهية أو بالجاه أو ببسط الوجه، أو بالعرض كما كان يفعل أبو ضمضم أحد الصحابة رضوان الله عليهم، فقد كان يقول كل يوم إذا أصبح : "اللهم إنه لا مال عندى فأتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضى فمن شتمنى أو قذفنى فهو فى حل" فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): "من يستطيع منكم أن يكون مثل أبى ضمضم؟" والإيثار ضد الشح، الذى يثمر البخل. والأثرة عكسه ومعناها استئثار صاحب الشئ به عليك، وهى صفة غير محمودة فى الإنسان عموما وفى المسلم على وجه الخصوص.

وللأسف فإن حبنا الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذى تجلى فى مقاطعة المنتجات الدنماركية بعد إساءتهم له كشفنا أمام أنفسنا وقتئذ وما تفعله بعض الجماعات الدينية الآن من الاستقواء بمن أساؤا للرسول سابقا، ومن يجب أن نكون لهم قدوة فى الحب للخير والعدل والجمال وحرمة دم الإنسان، أيا كان ما لم يكن بحق ولو أن القصاص فى القرآن سلك ثلاثة طرق أولها إسلام وهو من قتل يقتل والثانى إيمان، وهو قبول الدية من القاتل والعفو عنه وثالثها إحسان، وهو عفو المقتول له عن القاتل نظير عفو الله عنه وعن ذنوبه فى الآخرة أقول أن ما يحدث الآن ممن يدعون ( بتشديد الدال)، الدعوة إلى الله أظهر مرضا آخر نعانى منه فى الدعوة إلى الله وحب رسولنا ولا نبحث له عن علاج وهو الحب السلبى للدين المتجرد عن إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به فى السماحة والاعتدال والوسطية فلم يخير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أوسطهما، والقرآن الكريم يقول فى سورة آل عمران :" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة