إسراء أحمد فؤاد تكتب: مكالمة أوباما وروحانى تثير القلق بأمريكا والخوف فى إسرائيل.. الرئيس الإيرانى فى مواجهة الحرس الثورى الرافض للتقارب مع «الشيطان الأكبر».. ونتنياهو يحذر الغرب من الانخداع فى روحانى

الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 04:44 ص
إسراء أحمد فؤاد تكتب: مكالمة أوباما وروحانى تثير القلق بأمريكا والخوف فى إسرائيل.. الرئيس الإيرانى فى مواجهة الحرس الثورى الرافض للتقارب مع «الشيطان الأكبر».. ونتنياهو يحذر الغرب من الانخداع فى روحانى أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك ساعات من المباحثات واللقاءات يتناساها الزمن سريعاً، ودقائق معدودة يسجلها التاريخ ويستغرق تحليلها ساعات، منها مكالمة لا تتجاوز 15 دقيقة اعتبرت من أكثر الاتصالات الهاتفية ضجيجاً، باعتبارها أول اتصال على أعلى مستوى بين إيران والولايات المتحدة منذ 34 عاماً، حيث رفع أوباما هاتفه ليحادث الرئيس الإيرانى حسن روحانى أثناء حضور الأخير فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل مغادرته عائداً إلى طهران.. خلقت ردود أفعال سريعة ومتفاوتة، داخل إيران وأمريكا وأيضا أثارت رعباً فى إسرائيل.
خلال 15 دقيقة محادثة هاتفية بين أوباما وروحانى، أبلغ روحانى الإدارة الأمريكية سياسات طهران فى مختلف القضايا وعلى رأسها البرنامج النووى الإيرانى الذى يثير مخاوف الأمريكيين.
لكن ما الذى دفع أوباما للاتصال به، وهو مطمئن أنه سيجد ما يجعله يرد على خصومه ممن سيهاجمونه إثر هذا الاتصال.
وقد ساهم أصدقاء البيت الأبيض ممن خالطوا روحانى أثناء عمله كمسؤول لفريق المفاوضات النووية خلال فترة حكم الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى. ومنهم جاك سترو وزير خارجية بريطانيا الأسبق، الذى لعب دوراً كبيراً فى عرض شخصية روحانى لدى الإدارة الأمريكية، ولا أشك أنه تحدث لأوباما عن فكر روحانى المعتدل. سترو هو من دعاة فتح الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووى وإقامة علاقات دبلوماسية معها. وزار إيران أكثر من مرة قبل عشر سنوات التقى خلالها مرات عديدة بروحانى. سترو عبر عن سعادته لانتخاب روحانى فى مقاله بصحيفة ديلى تلجراف ووصفه بأنه مفاوض متمرس ولم يبد مرونة، لكن يمكن التفاهم معه والثقة به، ثم إنه كان يفتخر ببلاده ويدافع عن معتقداته.. ويقول سترو بأن وزير خارجية أمريكا آنذاك كولن باول كان يرغب فى تسهيل الأمور كى يتم التوصل إلى تسوية لكن المحافظين الجدد فى إدارة بوش حالوا دون ذلك.
عودة إلى الـ15 دقيقة فقد أحدث ضجة.. داخل إيران أثار هذا الاتصال ثائرة المحافظين المتشددين ممن يتمسكون بنهج ويسيرون على خطى الإمام الخمينى وينعتون أمريكا بالشيطان الأكبر الذى لا ينبغى الاقتراب منه، وظهر ذلك فى صحفهم من أمثال كيهان وجمهورى إسلامى فكتب حسين شريعتمدارى مدير كيهان ونائب المرشد الأعلى ينتقد تعامل روحانى فى زيارته لنيويورك وأنه لم يسر على نهج «المرونة البطولية» الذى أطلقه المرشد الأعلى على خامنئى. روحانى يصطدم أيضاً بتيار متشدداً على رأسه الحرس الثورى الذى انتقد قائده محمد على جعفرى وقال بأنه خطأ تكتيكى، ويسعى المتشددون إلى عرقلة مساعى روحانى نحو التعامل الفعال مع العالم.
والطرف الثانى هم الإصلاحيون فى إيران ممن ساندوا روحانى ورأوا أنه لم يخطئ فى محادثة أوباما هاتفياً طالما أنها ستقود إلى تقليل مخاوف الغرب تجاه إيران، وبالتالى رفع العقوبات الظالمة وتقليل حدة الصراع. ويرى الإصلاحيون فى إيران أنه حتى لو قبلت طهران الجلوس أمام واشنطن على طاولة مفاوضات مباشرة ستجلس وهى مرفوعة الرأس. فيما حذر محللون سياسيون من الإفراط فى التفاؤل فى التعامل مع واشنطن. وطبيعى أن ثلاثة عقود، من الصراع بين بلدين لا يتفقان سياسيا لن يتبدل فى 15 دقيقة باتصال هاتفى.
لم ينقسم الداخل الإيرانى وحده أمام الاتصال التاريخى بين روحانى وأوباما، بل استاء المحافظون فى واشنطن من أوباما، وحذروا أوباما من الانخداع بالدبلوماسية الناعمة التى ينتهجها روحانى، مؤكدين أن الوجه الذى ظهر به بالأمم المتحدة بشأن البرنامج النووى الإيرانى لا يختلف كثيرا عن وجه إيران القديم.
ويرى محللون أن المشكلة بين طهران وواشنطن تكمن فى أزمة عدم الثقة بين الجانبين، ومتطرفين فى البلدين لا يرغبون فى إحداث مرونة لتقليل الصراع بينهما. وأن النهج المعتدل لروحانى لن يجعله يتخلى مثلاً عن مشروعه النووى ويعيد العلاقات مع واشنطن إلى سابق عهدها. بل إن الشيخ روحانى المعتدل كما قال فى مذكراته التى كتبها ووثق فيها سنوات ترأسه المفاوضات النووية، أنه متمسك بالطاقة النووية السلمية فى بلاده، لوضعها فى مصاف الدول التى تمتلك التكنولوجيا. ولا ينبغى أن يتفاءل الغرب كثيرا بالنسبة مسألة وقف التخصيب، لكن ما سيقوم به روحانى فى المحادثات النووية ربما يتعلق بحل الملف النووى دبلوماسياً والعمل على تبديد مخاوف الطرف المقابل، الشفافية، وبناء الثقة مع الغرب، مقابل تخفيف العقوبات على بلاده، ووضع برنامجها النووى تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخروج من المفاوضات بربح للطرفين.
لكن الجارة العبرية انتابها القلق وكانت نظرتها الكلية متشائمة وعبر نتنياهو عن عدم ارتياحه للاتصال الهاتفى ويلتقى أوباما فى البيت الأبيض بواشنطن، ليناقشا البرنامج النووى الإيرانى وتحولات الدبلوماسية الإيرانية. ويرى ليبرمان رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست أن حملة روحانى هدفها تحقيق المصالحة مع الغرب، ووصفها بأنها مناورة قائمة على الأكاذيب.. بينما إيران لا يهمها كثيراً ثقة إسرائيل أو تفاؤلها بروحانى من عدمه، لأنها لا تعترف بإسرائيل. إسرائيل لا تعبر عن أى تغيير فى إيران فى صالح تل أبيب التى ترتاح للنهج المتشدد أكثر من المعتدل، لأنه يساعد فى إظهار إيران أمام المجتمع الدولى بمظهر البلد الخطر الذى ينبغى عزله، ولهذا يسعى نتنياهو لإعادة طرح «الإيرانو فوبيا» فى المجتمع الدولى.
صدى المكالمة امتد إلى دول الخليج وأعربت صحف عربية فى الخليج عن قلقها أن يأتى هذا الاتصال مع الغرب على حسابها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة