الكاتب السعودى عبد الله محمد العبد الله فى روايته المعنونة (يتيمة الزوج) يتمتع بموهبة سردية جذابة على الرغم من أن الرواية لا تتسم بالشروط "الفنية" اللازمة فى مجالات معينة خاصة فى مجال الشخصيات ونموها والأحداث وتسلسلها.
من السمات التى تلفت النظر عند عبد الله محمد العبد الله فى عمله هذا أنه يذكّر بقصص "الجدّات" الدافئة والجذابة وإن تكن لا تهتم دائما بتطور الشخصية ونموها أو بمنطقية تسلسل الأحداث، إنها معبأة بالدفء وبالصور الإنسانية الأليفة من حيث العائلة وهمومها وما يربط بين أفرادها أو يفكك العلاقات بينهم.
وهو عندما يقص يذكّر القارئ بأجواء "كان يا ما كان" والانسياب الذى يتبعها عادة وينتقل بها من حدث إلى حدث ومن حال إلى حال فيشعر القارئ بالامتلاء بالدفء ولا يهمه- للوهلة الأولى على الأقل- مدى إقناعية الشخصية أو الحادثة.
إلا أن ما يشفع بالأمر فى هذين المجالين أن ما يروى بعيدا عن أجواء التحليل الفنى والحذلقة الفنية وقريب إلى الحياة اليومية بعادياتها وتأثيراتها التى لا تنتج عن طرح قضايا فكرية أو نفسية عميقة وعويصة بل تركز على الهموم التى نعرفها فى قصص الجدات وبعد "كان يا ما كان."
ومن المقبول فى الأمر أن المبالغات الكبيرة بعيدة عن أجواء الرواية وبعض ما قد يمكن أن يوصف بأن فيه قدرا من المبالغة يبقى فى حدود المحتمل ولا يصل إلى مستوى غير المعقول. وقد وردت فى الرواية شخصيات عديدة ربط المؤلف بينها بخيوط بدت قوية ومقنعة فى أكثر الأحيان.
جاءت الرواية فى 140 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار (بيسان للنشر والتوزيع والإعلام) فى بيروت.
تتحدث الرواية عن يوسف وسارة الزوجين اللذين يحب أحدهما الآخر وقرار يوسف الزواج من أخرى بسبب مشكلة عدم رزقهما بأولاد. هنا قد نجد مأخذا على الكاتب فى أنه لو يوضح الوضع بشكل كاف بالنسبة إلى العقم الذى نسبه إلى يوسف ثم إنجابه بعد زواجه من أخرى وعلاج تعرض له.
يبلغ يوسف سارة بأنها حرة فى أن تبقى زوجة له أو أن تتركه فبقيت معه قابلة بغصة الحرمان من الأولاد قبل أن يخضع هو للعلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة