متى ننتهى من فصول تلك "الكرخانة"؟ تلك الكلمة التركية، التى تعنى البيع المحرم وتشير إلى السوق السوادء، وتُطلق على بيوت الدعارة وقد أيقنت أن دعارة الفكر والكلمة، أشد خطراً وأكثر وباءً من دعارة الجسد.
يقولون دائما، إن فى الإعادة إفادة والتكرار يعلم الشطار، ولكن أرى أننا لا نتعلم، ولا نستفيد بل نعيد المشاهد بنفس الغباء، باختلاف الوجوه فقط .
واحترت كثيراً فى سؤالى، لماذا مغضوب علينا إلى هذا الحد؟ إلى أن وصلت لنقطة عدم الحيرة فالجواب كان دائماً بيننا، ونبحث عنه فى الآخرين.. إنها الحقيقة المعلومة للجميع والخافية علينا، فالعيب أكبر من النظام، وليس فى شخص الرئيس وحده، ولا حتى فى بطانته إنما فيمن يطبق عليهم هذا النظام، فـ "الأنا" هى كلمة السر وبعد أن كان لاشىء يعلوفوق صوت المعركة أصبح صوت الأنا يعلو فوق كل شىء.. فأنا، وبعدى الطوفان.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فهل قررنا أن نثور على أنفسنا ونتغير قبل أن نطالب النظام بالتغيير، هل قررنا محو كل المساوئ، والموبقات، التى ترسخت بداخلنا واعتدناها يوميا فى حياتنا .
ماذا تنتظر من شعب يسمى الرياء والنفاق مجاملات، والرشاوى تسليك مصالح، والكذب عنده أصبح بالألوان، والضحك على الناس فهلوة والنطاعة راحة، وأخذ ما ليس لى ذكاء ونقص الكيل نصاحة، وانعدام الضمير فى كل شىء مقابل قلة الأجر هوعدل وحق.
ماذا تنتظر من شعب أصبح يُفتى فى كل شىء وفجأة تحولنا من بلد أغلبه أمى، وجاهل إلى أناس يتشدقون بالثقافة والسياسة، والتحليل ومن أشخاص ينتمون لدول العالم الثالث، إلى أشخاص يعلمون لكل شىء سبباً حتى إنهم سيخبروك، لماذا غرقت قارة أتلانتس، وما هو سر مثلث برمودا.
بالله عليكم كفاكم أحاديث السفسطة، والافتراءات والافتاءات، كُفوا السنتكم عن هذا وعن ذاك وانظروا إلى أنفسكم فلينظر كل منا إلى نفسه، ويصلح منها حينها سينصلح المجتمع تلقائيا.. لا ترهق نفسك فى تحليل أفعال غيرك أو إصلاحها، بل اصلح من ذاتك أولاً.
ليت كلاً منا ينشغل بتطهير الكرخانة، التى بداخله سنرى حينها بلدا وشعبا ونظاما آخر ( والقطنة ما بتكدبش) .
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
