بعد اعتذار المملكة العربية السعودية عن عضوية مجلس الأمن، لأسباب تتعلق بموقف المجلس من القضيتين السورية والفلسطينية، أكد بعض السياسيين والمؤرخين والكتاب، أن هذا الموقف موقفًا ثوريًا يحسب للسعودية، وأشادوا بمواقفها الإيجابية فى الفترة الأخيرة، تجاه مصر، ومساندتها لثورة 30 يونيو، والمساعدات التى قدمتها لمصر.
قال الدكتور محمد عفيفى، رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، إن اعتذار السعودية عن العضوية يعتبر موقفًا إيجابيًا، خاصة بعد اتهمها البعض أن مواقفها غير إيجابية أمام العالم؛ لذلك فهذا موقف يحسب لها تريد به تغيير النظام العالمى، وتغيير منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأضاف عفيفى أن مواقف السعودية فى الفترة الأخيرة فيه تطور وتغيير بشكل كبير، خاصة بعد التأييد الكبيرة لثورة 30 يونيو، وأن مثل هذه المواقف لم نرها سابقًا، مما يؤكد وجود أجيال جديدة فى السعودية.
ومن جهته قال أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، أن اعتذارها عن العضوية موقف ثورى نحييها عليه، خاصة أنه من المعروف أن السعودية دولة محافظة فى سلوكها السياسى، ولا تميل إلى المواجهة الحادة، وبهذا الموقف نلاحظ تطورا جديدة فيها سياستها.
وأضاف شعبان أن موقف السعودية صحيح، لأن مجلس الأمن مهيمن عليه من قبل الدول الأعضاء، التى تفرض مصالحها ورؤيتها على المجتمع الدولى، فتمر من خلالها مئات المواقف المعادية لمصالح الشعوب.
وأكد شعبان أنه إذا لم يتم تغيير النظام الدولى، وتركيبة الأمم المتحدة، وآليات عملها، ستظل الجهود الدولية فى حالة سيطرة كاملة من الدول الكبرى، التى تملك حق الفيتو، ويظل باقى الدول مجرد مظهر، ولذلك نحتاج لتغيير هذه المنظومة بالكامل، لتحقيق التوازت الدولى لصالح العالم كله، وليس لبعض الدول فقط.
من ناحية أخرى قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أعتقد أن اعتذار السعودية له علاقة بالخلاف بين السعودية ومجلس الأمن حول القضية السورية، ولذلك اتخذت هذا القرار.
وأضاف عيسى، ولكن بشكل عام فالانسحاب من المنظمات يعتبر عملا سياسيا غير مفيد، فالعرب موجودون فى الأمم المتحدة منذ عام 1948، وطيلة هذه المدة كان هناك قرارات كثيرة تصدر لصالحنا، وبعضها لم يعجبنا ومع ذلك لم ينسحب أحد، لأن الانسحاب لن يفيد، ولن يجدى.