قال الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، إن الصراع السياسى فى تاريخ المسلمين لابد أن نفرق بين الإسلام وتاريخ المسلمين، وحينما نتحدث عن التاريخ فهو تاريخ المسلمين وليس تاريخ الإسلام، ولا ينكر باحث أن المسلمين حدث بينهم صراع سياسى عنيف عبر التاريخ كان يتسبب فى بعض الأوقات لحروب أهلية قتل فيها الآلاف بسبب خلافات سياسية منذ وفاة النبى- ص- وهو لم يستخلف أحد لنظام الحكم لأنه جاء ليبلغ دين وليس نظام حكم وتوفى النبى، ولم يدفن بعد وكان الصحابة فى سقيفة بنى ساعدة لاختيار خليفة، وحدثت فتن سياسية حيث رشح الأنصار سعد بن عبادة خليفة ورفض المهاجرون ورشحوا خليفة حتى قيل نقتسم السلطة منا أمير ومنكم أمير المهم انتهت أول فتنة سياسية وتولى سيدنا أبو بكر، وبعد ذلك قتل سعد بن عبادة فى ظروف غامضة وقيدت ضد مجهول (أن الجن قتل سعد بن عبادة) وفى عهد سيدنا عثمان حدثت فتنة كبرى حيث قتل سيدنا عثمان بدون محاكمة ودفاع عن نفسه وبقى ليلتين لا يستطيعون دفنه اتهام وثورة وقتل وكان بسببها انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة وخوارج وبدأت أقسى الصراعات السياسية والحروب الأهلية بمعركة الجمل واستخدام الدين فى السياسة حيث رفع كل فريق المصاحف على السيوف وقتل 13 ألفا، وجاءت معركة صفين بين على ومعاوية وقتل فيها الآلاف وقتل سيدنا على على أيدى الخوارج وتولى سيدنا الحسن وتنازل لسيدنا معاوية حقنا للدماء.
وورث سيدنا معاوية الحكم لابنه يزيد وتسلسلت الصراعات السياسية بمقتل الحسين وفواجع الخلاف السنى والشيعى وجاءت نكبات الخلافات المتتالية وتصفية الحسابات ابتداء من الخلافة الأموية ولعن سيدنا على من على المنابر حتى عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز الذى أوقف ذلك، ولا ننسى أن الكعبة ضربت بالمنجنيق فى عهد الحجاج لأسباب سياسية والمنجنيق أشبه بالهاون الآن أو الجرينوف وقتل عبد الله بن الزبير معارض سياسى وعلقت جثته على باب الحرم أشبه بالتمثيل بجثث ضباط كرداسة وأسوان، وتم غزو المدينة فى عهد يزيد بن معاوية وتم استهدافها ثلاثة أيام قتل فيها وتم النهب والحرق قتل 4500، وتم اغتصاب ألف امرأة وليس أفظع من السفاح أول الخلفاء العباسيين وسمى لذلك من كثرة سفحه للدماء حيث أمر بإخراج الأمويين من قبورهم وصلبهم وحرقهم بل أمر بإعدام 90 من الأمويين داخل قصره وقال لهم أتونى بنطع أى سجاد وفرشه على جثثهم وهم فى النزع الأخير وحشرجة الموت، وقال ما أكلت طعام أشهى من ذلك وأما الخلافة الفاطمية فموعدنا مع الحاكم بأمر الله المشهور بالجنون والطغيان والقتل والإرهاب. إن الصراعات السياسية أفسدت حياة المسلمين، وحتى الآن يقتل فيها الآلاف ودخلت الفتن البيت الواحد وفرقت بين الأخ وأخيه وعائلته وبين الزوج وزوجته ولا علاج لنا إلا بأخذ تجارب البلاد التى نجحت وسبقتنا لأن المشكلة أن كل واحد يدعى الصواب المطلق، ولكن الرسول كان يوصى من يؤمرهم على الجيوش: “إذا حاصرتم أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا".
خطيب بالدقهلية: لابد أن نفرق بين الإسلام وتاريخ المسلمين
الجمعة، 18 أكتوبر 2013 01:31 م