سؤال واحد يدور بذهن كل واحد منا فى تلك الفترة الصعبة، التى تمر بها مصر طوال تواجده بالشارع عندما ينظر إلى وجوه وتصرفات المصريين وهو.. ماذا حدث للناس؟ وإذا كنت تفكر بصوت عال فستجد فرقاً حولك تجيبك فمنهم، من يقول إن الناس تغيرت وآخر يقول، إن الزمن تغير وهناك من يجيبك، بأن الزمن تغير فغير معه الناس، فتجد نفسك حائراً ما بين تلك وذاك، وينتهى بك الحال إلى أن تحرك شفايفك متعجباً، وتنطق بقول واحد "لا حول ولا قوة إلا بالله "وفى تلك الأيام نجد كثيراً من جيل الثلاثينات وأوائل الأربعينات يشاهدون مسلسلات السبعينيات، والثمانينيات وأوائل التسعينيات، وتجدهم فى قمة التركيز وعندما تسألهم لماذا هذا التركيز، فالمسلسل يعاد للمرة المليون، فيجيبك بأنه يكاد يكون حافظاً للمسلسل أكثر من كاتبه، ولكنه يعيش مع المسلسل أحداث تلك الفترة فى حياته، ويتذكر ما كان فيه وقتها وتأتى آخر جملة دائما " كانت أحلى أيام" ولو تواجد من هم أكبر سناً تكون نفس إجابتهم، أنه أجمل زمن.
فلا تجد نفسك، إلا وأنك لابد من أن تقارن الأحداث السياسية والاقتصادية بين تلك الفترة، وما نحن فيه الآن لعلك تجد الإجابة على السؤال، ولكن مع كافة المقارنات تجد، أن هناك فى تلك الفترة أيضاً من هم لم يكونوا راضين، وأنها كانت ليست بفترة الرخاء الاقتصادى، والسياسى فى مصر وقتها، وإذا لجأت إلى علماء علم الاجتماع عن حياة المجتمع، وقتها يكون إجابتهم أن كل فترة من فترات الزمن يختلف سلوك الفرد، من وقت لآخر على حسب التقدم التكنولوجى، والتغيرات المجتمعية، وأن الحالة الاقتصادية حكم تتحكم فى حياتنا، وفى بعض سلوك وتصرفات الأفراد، وإن كنت أظن، أن العولمة والتقدم التكنولوجى لهما تأثير كبير على سلوك المجتمع.
وفى وقتنا هذا ومع ظهور الإنترنت وسهولة الحصول على المعلومات، والاحتكاك بالعالم الغربى، وسهولة الاطلاع على عاداته وتقاليده وحياته، أثر بالتأكيد على مجتمعنا، وليس بالضرورة، أن يكون هذا بالشىء الضار، فكان من الممكن أن يكون ذلك الانفتاح على العالم سبباً للتقدم ولكننا أساءنا استخدام هذا الانفتاح على العالم، وأخدنا أسوأ ما فيه، وساعدنا الغرب على توصيل كل ما هو سيئ لمجتعمنا العربى، والدليل على ذلك انظر إلى الأسرة الآن، ليست المصرية فقط ولكن العربية أيضاً فتجد الأبناء كلاً فى غرفته ومعه اللاب أو التابلت الخاص به، "وعايش حياته منفصلاً عن كافة ما حوله".
وأيضاً نجد الآباء وفى أوقات كثيرة يكون التحدث مع الأولاد عن طريق النت، حتى أوقات الغذاء، التى كانت تجمع الأسرة الواحدة ويستطيعون التحدث فى شأنهم أثناء الغداء، لم تعد تحدث الآن أعلم جيداً، أن الآباء عليهم عبء كبير مع الظروف الاقتصادية القحطة، التى نمر بها، وأنهم قد يكونون معذورين لظروف عملهم، والتى قد تصل إلى أنهم يعملون على مدار اليوم، ولكنه أيضاً مسئوليتهم أن يتابعوا أسرتهم وألا يعتمدون على الأم فقط، التى قد تكون أيضاً مشغولة بعملها من أجل المساعدة فى متطلبات المنزل.
وهذا كله يندرج أيضاً تحت الحالة الاقتصادية، وإن كانت هى المسئولة عن تلك الأحوال أم لا، ويمتد السؤال إلى الأخلاق، فهل هى أيضاً مسئولة عن الإجابة، فهناك كثير من الآراء، التى تقول إن الأخلاق أصبحت تندثر فى عالمنا، هذا ولعلنا نلاحظ هذا الاندثار فى الشارع الآن من تصرفات الناس، مع بعضهم البعض ومخطئ كل الخطأ كل من يقول، إن الثورة هى من كانت وراء ذلك الانفلات الأخلاقى، لأن الفترة الزمنية التى مررنا بها من ثورة يناير، حتى الآن لم يمكن بأى حال من الأحوال تستطيع أن تربى بداخل الفرد مفاهيم وسلوكيات جديدة، بل كل ما ظهر كان بداخلنا من قبلها، وأيضاً كان هناك تصرفات غيرها كثيرة، ومن الصغار قبل الكبار تدل على وجود أخلاق، وسلوكيات جيدة وأشاد بها العالم أجمع، ولكن هذا يجرنا إلى سؤال ثان أهم، هل الأمن جزء وسبب من تغير تصرفات واخلاق الفرد فهل الانفلات الأمنى، الذى حدث ومازال؟ يجعل الفرد يعتمد على فريضة الغابة؟ هل نحن نحتاج إلى عصا حتى تكون لدينا أخلاق وحسن تصرف، هل هو سبب من أسباب التغير؟
تعددت الآراء وكثرت الأسباب ويتبقى لنا السؤال بلا إجابة واضحة
من يُغير ومن يتغير.. الناس أم الزمان؟
تامر السعدنى يكتب: من يٌغير ومن يتغير.. الناس أم الزمن؟؟
الجمعة، 18 أكتوبر 2013 07:09 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
salhi najwa
نحن من يتغير
عدد الردود 0
بواسطة:
ع/عطاالله
السراط المستقيم