سيطرت أجواء عيد الأضحى على خطب الجمعة اليوم، حيث قال الشيخ صلاح نصار، خطيب الجامع الأزهر وكبير الدعاة بوزارة الأوقاف، إنه انتهت منذ أيام فعاليات المؤتمر العام الأكبر على مستوى العالم، والذى يعقد كل عام مرة، فى أرض محايدة، والداعى له هو الله على لسان إبراهيم نبى الله لحج بيت الله، مؤكدا أن هذا المؤتمر لا ينعقد لصالح دولة ما بل ليشهد المسلمون فيه منافع لهم من كل الصنوف.
وأضاف نصار، فى خطبة اليوم من أعلى منبر الأزهر، أن أعضاء المؤتمر العام للحج هم من شتى بقاع المعمورة، يلبون ربا واحدا مستجيبين إليه فى زى واحد بنداء واحد لا تمايز بنهم، ويلبسون ثيابا أشبه بالكفن لأنهم مهاجرون إلى الله، مشيرا إلى أن الله أتم نعمته على خلقه بتمام دينه بالحج، وأن لا يعبد الشيطان بعدها.
وأشار نصار إلى أن الحج أقر الوحدة فى الخلق ووحدة فى الإنسانية وحرم مال الغير, وعرضه فى مؤتمر ليتعلموا أمرا من أهم الأمور تحت ظل التوحيد, فلا إقليمية ولا حزبية فى الحج.
ودعا نصار الحزبيين والسياسيين بالتضحية بالحزبية من أجل مصر، مستفيدين من درس عيد الأضحى فى ذلك، متسائلا، ألا نتعلم التضحية من أجل مصر وترك النزاعات التى تؤدى إلى الدمار أجل أمن مصر، مشيرا إلى أن الخلاف فيه صنفان، أحدهما مخلى وآخر منافق، يظهرون غير ما يبطنون يفسدون فى الأرض ويخربون ولا يصلحون فى الأرض كالمواطن الصالح الذى لا يعيش فى الأرض فسادا صادقا مع الله ومع الناس، مطالبا الناس بأن يصلحوا ولا يفسدوا وأن يجتمعوا ولا يتفرقوا ويتصالحوا ولا يتخاصموا.
من جانبه قال خطيب مسجد النور بالعباسية، فى خطبته عن خطبة الرسول على جبل عرفة، وعن أبرز ما طرحه فى خطبتة، فقال الخطيب، إن خطبة الرسول تضمنت بعض النقاط الهامة فى الإسلام، منها حقوق المرأة فى الإسلام، وأن الرسول لم يضرب امرأة قط، وأنه قال :"أوصيكم بالنساء خيرا "، وأن الآن فأصبحت النساء إما اأن تبخس بنفسها ثمنا قليلا على بعض القنوات أوجليسة المنزل، قلما منهم من فهم دور المرأة، كما فهمه أصحاب الرسول.
وأضاف الخطيب، اأن خطبة الرسول تضمنت أيضا الأخوة والمساواة، بين جميع الديانات "اليهودى والمجوسى والمسيحى والمسلم"، وأن الرسول فى عهده وحد الأمة ومن بعده الفرقة صارت الأبرز، حتى وصلت إلى بين المسلمين وبعضهم، ومثال على ذلك الأندلس، التى "كانت" أكبر الدول الإسلامية، حتى أصبح البعض يلقب نفسه بأمير المؤمنين، ثم أصبحوا شيعة، ومن ثم ذهب الإسلام ولم يعد بالأندلس، قال تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفارقوا ".
ودعاء خطيب النور فى نهاية خطبتة، اللهم احفظ مصر من المتربصين ومِن مَن أراد بمصر سوء، ودعا بالاستقرار لمصر وأن يجمع الله ببين قلوب أهلها.
فيما طالب الدكتور محمد عطية، إمام وخطيب مسجد يوسف الصحابى بميدان الحجاز، المسلمين بتوحيد صفوفهم، وعدم التفرقة المتواجدة على الساحة بين الشعب المصرى, متسائلاً: كيف يكون هناك قوة ونحن متفرقون؟", مشددا على ضرورة لم الشمل والتعاون والتحلى بالروح الإيمانية فى كل محاولاتنا مع الآخرين، وكذلك فى العبادات مع الله والثبات فى مواجهة الأزمات.
وأضاف "عطية": "أن مصر دولة صدرت التاريخ لجميع العالم والعلم أيضا, وأن ما يحدث على الساحة عبارة عن عدم فهم للتاريخ المصرى العظيم".
وأكد أن الدول الغربية الخارجية تنظر لنا وتسعد بما يحدث لنا ويتربصون للإيقاع بمصر ﻻ الإسلام".
وختم الخطيب، قائلاً: "إننا ﻻ نريد دولة مدنية، كما يدعى البعض بل نريد دولة حضارية لأن الدولة المدنية تقوم على تطور ما يحتاجه الإنسان مثل الملبس والمأكل، ولكن الدولة الحضارية هى من تقوم على تطوير الشخص والعقل قبل المأكل والملبس".
أجواء "الحج" تسيطر على خطب الجمعة.. خطيب "الأزهر" يطالب السياسيين بـ"التضحية" من أجل مصر.. و"النور": الرسول أوصى بالأخوة والمساواة فى يوم عرفة.. و"يوسف الصحابى": الغرب يتربص ببلادنا وليس بالإسلام
الجمعة، 18 أكتوبر 2013 01:59 م