واشنطن: المحادثات مع إيران صريحة وجادة

الخميس، 17 أكتوبر 2013 11:54 ص
واشنطن: المحادثات مع إيران صريحة وجادة صورة أرشيفية
جنيف (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصفت الولايات المتحدة المفاوضات التى أجرتها مع إيران على مدى يومين بشأن الملف النووى الإيرانى بأنها أكثر المحادثات جدية وصراحة على الإطلاق، وذلك بعد أن تحدث دبلوماسيون غربيون عن تلميح طهران إلى استعدادها للحد تدريجيا من أنشطتها النووية الحساسة بما يتيح تخفيف العقوبات عنها.

غير أن مسئولا كبيرا فى الإدارة الأمريكية قال للصحفيين بعد اختتام المفاوضات بين إيران وست قوى عالمية أمس، الأربعاء، إنه لم تحدث انفراجة، وإن كثيرا من نقاط الخلاف مازالت قائمة.

وقال دبلوماسيون غربيون آخرون شاركوا فى المحادثات، إنه لم يحدث تضييق لهوة الخلافات بين طهران والقوى الست.

وقال المسئول الأمريكى، الذى طلب عدم ذكر اسمه، "أنا أفعل ذلك منذ قرابة عامين، لكن لم يحدث أن رأيت من قبل مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الإيرانى".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، إن الاقتراح الإيرانى أظهر "مستوى من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل"، لكنه أضاف "يجب إلا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها".

أما إسرائيل التى سبق أن حثت القوى الست، وهى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، على عدم الوثوق بإيران، فقالت إن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو يعتزم التحدث الأسبوع القادم مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بشأن مفاوضات جنيف.

وقالت إسرائيل، إنه يجب عدم رفع العقوبات عن إيران إلى أن تثبت أنها تفكك برنامجها.

وكان نتانياهو قد قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الأول من أكتوبر، إن الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى الذى ينظر إليه على نطاق واسع على أنه شخصية براجماتية وسطية "ذئب متخف فى هيئة حمل"، وإن إسرائيل مستعدة للعمل وحدها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووى.

وستعقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران والقوى الست فى جنيف فى السابع والثامن من نوفمبر تشرين الثانى. وتنفى إيران صحة ما تردده القوى الغربية من أنها تسعى لإنتاج قنابل ذرية.

لكنها لم تستجب حتى الآن لمطالب مجلس الأمن الدولى بوقف تخصيب اليورانيوم وغيره من الأنشطة النووية الحساسة، مما أدى إلى فرض عقوبات تلو الأخرى عليها تسببت فى انخفاض صادرات النفط الإيرانية وارتفاع التضخم وهبوط قيمة الريال الإيرانى.

وقال مسئولون غربيون، إن إيران يجب أن تزيد من شفافية برنامجها النووى وتكف عن تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20 فى المائة وتخفض مخزونها من اليورانيوم، وأن تتخذ خطوات أخرى لطمأنة العالم إلى أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووى.


وفى بيان مشترك نادر يبرز التحول الكبير من المواجهة إلى الحوار منذ تولى روحانى الرئاسة فى أغسطس آب قال مفاوضو الجانبين إن الاقتراح الإيرانى الجديد الذى يهدف إلى تبديد الشكوك القائمة منذ فترة طويلة بشأن طبيعة برنامج طهران النووى "إسهام مهم" يجرى بحثه بعناية الآن.

ولم تعلن تفاصيل الاقتراح الإيرانى الذى طرح خلال المحادثات التى اختتمت أمس الأربعاء.
وقال مسئولون غربيون إنهم غير واثقين من المدى الذى يمكن أن تذهب إليه إيران من أجل التوصل لاتفاق.

وجاء فى البيان المشترك الذى قرأته كاثرين اشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى أن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف "قدم إطارا لخطة كأساس مقترح للتفاوض" وأن المحادثات كانت "موضوعية وذات نظرة مستقبلية." ولم تذكر تفاصيل.

وقال ظريف الذى يرأس أيضا الوفد الإيرانى فى المفاوضات أن بلاده تتطلع إلى حقبة جديدة فى علاقاتها الدبلوماسية بعد عقد من التوتر.

وأضاف قائلا للصحفيين بعد نقله إلى قاعة الاجتماعات على كرسى متحرك لإصابته بألم شديد فى الظهر "نشعر أن أعضاء (القوى العالمية) أظهروا أيضا الإرادة السياسية اللازمة لتحريك العملية للإمام. نحتاج ألان لمعرفة‭ ‬التفاصيل."

وبعد الجولة المبدئية يوم الثلاثاء أشار نائب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى إلى أن طهران مستعدة للاستجابة للمطالب بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطات تفتيش أوسع.

واجتمع عراقجى أمس، مع رئيسة الوفد الأمريكى ويندى شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فى ثالث اتصال ثنائى بين البلدين منذ انتخاب روحانى فى يونيو حزيران. ويأتى هذا بعد مكالمة هاتفية بين روحانى والرئيس الأمريكى باراك أوباما الشهر الماضى كانت الأولى بين رئيسى البلدين منذ الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979. وقطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع طهران عام 1980.

وقبل المحادثات الأخيرة عبرت بريطانيا عن أملها فى أن تؤدى المفاوضات إلى نتائج "ملموسة" لكنها قالت إن ايران يجب ان تأخذ بزمام المبادرة. وقال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج "ستحتاج إيران إلى اتخاذ الخطوات الاولى اللازمة بشأن برنامجها ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات متناسبة ردا على ذلك."

وحذرت روسيا من المبالغة فى التفاؤل. وقال نائب وزير الخارجية والمفاوض الروسى سيرجى ريابكوف لوكالة إنترفاكس "النتيجة أفضل مما كان فى آلما اتا (حيث أجريت محادثات فى ابريل نيسان) لكنها لا تضمن مزيدا من التقدم، كان يمكن أن يحدث تعاون أفضل".

ويحجم الدبلوماسيون الغربيون عن الكشف عن تفاصيل المفاوضات لحساسية الأمر سواء فى طهران، حيث ينظر المحافظون بتشكك إلى أى اتفاقات يمكن أن تقلص البرنامج النووى أو فى واشنطن، حيث يرفض غلاة السياسيين تأييد أى تخفيف عاجل للعقوبات.

وقال دبلوماسيون، إن المفاوضين الإيرانيين قدموا مقترحات "لبناء الثقة" تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 فى المائة وإمكانية تحويل جزء على الأقل من المخزون الموجود بهذه الدرجة إلى أكسيد اليورانيوم الذى يمكن معالجته ليصلح وقودا للمفاعلات.

ويثير مخزون اليورانيوم المخصب إلى درجة 20 فى المائة قلق القوى العالمية، نظرا لأنه يجعل إيران على بعد خطوة صغيرة من امتلاك اليورانيوم المخصب إلى الدرجة الصالحة لصنع أسلحة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر بوفد التفاوض الإيرانى لم تذكر اسمه قوله، إن إيران لا تعتزم التخلى عن جميع عمليات التخصيب ذاتها "تحت أى ظرف".

ونقلت الوكالة الروسية عن المصدر الإيرانى قوله، "فضلا عن تجميد التخصيب بنسبة 20 فى المائة من الممكن بحث سيناريو يتضمن خفض عدد أجهزة الطرد المركزى (لتخصيب اليورانيوم)، لكن من أجل ذلك يتعين اتخاذ خطوات ملموسة من جانب خصومنا وهو ما لم نره حتى الآن".

وزادت إيران بشكل كبير قدرتها على التخصيب خلال السنوات القليلة الماضية وقامت حتى الآن بتركيب نحو 19 ألف جهاز طرد مركزى من بينها نحو 10400 جهاز تقوم بالتخصيب حاليا.

ومع وجود كثير من أجهزة الطرد المركزى فى حالة توقف عن العمل تستطيع إيران زيادة قدرتها على التخصيب سريعا إذا أرادت أو استخدامها ورقة مساومة فى المفاوضات مع القوى الغربية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة