قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن الذين يتصورن أن بإمكان مصر أن تعيد نمط العلاقة مع الاتحاد السوفيتى أقول لهم، إن هذا الاتحاد سقط، وأن روسيا الاتحادية الآن ليست هى الاتحاد السوفيتى، والحكومة المصرية لا تتعامل على أساس ثنائى القطبية بل تعمل على نظام متعدد الأقطاب، وبالتالى على مصر أن تقيم علاقات مع كل القوى التى تستطيع التأثير فى النظام الدولى، حتى يصبح نظاماً تعددياً حقيقياً.
وأضاف خلال مداخلة له عبر الأقمار الصناعية بقناة "سكاى نيوز" فى حلقة نقاشية حول اضطراب العلاقة المصرية الأمريكية، وانعكاس ذلك على المنطقة، أن هناك مجالا واسعا للحركة أمام مصر الجديدة والمستقلة، أن تلعب دوراً هاماً فى خريطة القوى العالمية، وهذا مرهون بالاستقرار السياسى الداخلى واستعادة دورها فى المنطقة على المستوى العربى والأفريقى، لافتاً إلى أن مصر تستطيع القيام بذلك بشرط أن تقدم نموذجا ديمقراطيا حقيقيا داخليا يعتمد على الإرادة الشعبية، الأمر الذى يجبر أمريكا أن تتعامل معها بند وشريك وليس كتابع.
واتفق طارق حجى، الخبير فى الشئون الدولية، فيما قاله "نافعة" خلال مشاركته طرف النقاش من لندن، مضيفاً أن روسيا مهمة جداً ولا تقل عن أمريكا خاصة فى ظل وجود شريك إستراتيجى يتفهم العمق التاريخى بين البلدين يكون أجدى من التعامل مع قوى عظمى، تملك المال والعلم بينما تملك القليل من الثقافة والفهم فى إشارة منه إلى أمريكا.
وتابع "حجى" قائلاً "إن الاقتصاد الصينى هو ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وقريباً سيحتل الاقتصاد الهندى الدرجة الثالثة، كما يوجد تقارب ثقافى بينهما وبين مصر، بالإضافة إلى العلاقات القوية التى صاحبت حقبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهذا يسمح بنمو علاقة قوية مع هذه الدولة بخلاف العلاقة مع أمريكا، والتى تعد مؤلمة كونها خالية من الثقافة تماماً بل لا يوجد لها محل للثقافة من الأساس" على حد وصفه.
واستدل "حجى" بعلاقة بطرس غالى بمدلين أولبريت التى لا تخرج عن كونها تلميذة صغير له، والتى كانت قائمة على أساس السيد والعبد، الأمر الذى يؤكد خلو هذه التعاملات من الثقافة، مشدداً على أن الثقافة ليست مكونا فى العقل الأمريكى، الأمر الذى يعد مأساة كبيرة جداً، ومصر ستكون أسعد بكثير فى علاقتها مع روسيا والصين والهند.
ومن جانبه نفى ديفيد بلوك، الباحث فى معهد واشنطن، ما قاله "حجى"، مضيفاً أن هذا خطأ تماماً وأنه يقدر الحضارة والثقافة المصرية، كما تقدرها الإدارة الأمريكية وجامعتها وصحافتها، وأعتقد أن هناك احتمالا لتجديد وإحياء العلاقة المصرية والأمريكية على أساس التفاهم العميق والتاريخى، بالإضافة إلى المصالح الإستراتيجية والاقتصادية المشتركة.
"نافعة": الاتحاد السوفيتى سقط ومصر لا تتعامل على أساس ثنائى الأقطاب.. و"حجى" المكون الثقافى يخلو من تركيبة العقل الأمريكى.. ومصر ستكون سعيدة بعلاقات متعددة بالدول الكبرى
الخميس، 17 أكتوبر 2013 12:03 ص
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جمعه اسوان
تحية الى المفكر طارق حجى
عدد الردود 0
بواسطة:
SOAD FAHMY
انطلاقة مصر بقوة علي نظام متعدد الاقطاب لتحقيق طفرة اقتصادية كبيرة وتكون في مسار الدول الم