ركزت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية على الانفتاح فى العلاقات بين طهران وواشنطن فيما يتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى.
وذكرت "لوفيجارو" فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن جولة أخرى من المفاوضات بشأن النووى ستعقد فى جنيف يومى 7 و8 نوفمبر القادم، مشيرا إلى أنه وفى غضون ذلك، فإن الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى بالإضافة إلى ألمانيا سيدرسون بالتفصيل المقترحات الجديدة التى تقدمت بها طهران.
وأشارت الصحيفة إلى ما عبر عنه وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف عن أمل بلاده أن تكون تلك المفاوضات بداية لمرحلة جديدة فى العلاقات بين بلاده والبلدان العظمى.
وأضافت "لوفيجارو" أنه ومنذ التصريحات "الساحرة" التى أدلى بها الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى بنيويورك، ثم الاتصال الهاتفى بين الأخير ونظيره الأمريكى باراك أوباما، فلقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مع نظيره الإيرانى، يبدو أن هناك انفتاحا محتملا فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وطهران.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من أنه لم تخرج أية تصريحات عن اللقاء الذى جمع بين نائب وزير الخارجية الأمريكى ويندى شيرمان، ونظيره الإيرانى عباس أرجشى، إلا أن هناك قلقا من جانب الخبراء والدبلوماسيين حول "تهميش ممكن" للقوى التفاوضية الأخرى، بما فى ذلك فرنسا.
واعتبرت "لو فيجارو" أن "الإغراء" المتعلق بتسوية القضية النووية الإيرانية وجها لوجه أمر يسهل تفسيره، فبعد العلاقات المضطربة التى ميزت الانقلاب الذى قامت به وكالة الاستخبارات المركزية فى عام 1953 للإطاحة برئيس الوزراء الإيرانى فى ذلك الحين، وأزمة الرهائن بالسفارة الأمريكية فى عام 1979، وإدراج إيران فى "محور الشر " من قبل (الرئيس الأمريكى السابق) جورج بوش فى عام 2002، فإن القوى الأكبر فى العالم (الولايات المتحدة) والدولة الكبيرة فى الشرق الأوسط (إيران) قد تعودان مرة أخرى كشريكين مستقبليين على الصعيدين السياسى والإقتصادى.
وأضافت اليومية الباريسية أن باراك أوباما يظهر كرجل للسلام منذ دخوله البيت الأبيض، حيث قرر سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، وعدل عن التدخل فى سوريا، أما فيما يتعلق بإيران، فإن الرئيس الأمريكى قال إنه يريد تجنب استخدام القوة بأى ثمن، حتى وإن البعض يتخوف من يتم التوصل إلى "صفقة سيئة" بشأن القضية النووية الإيرانية.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الانفتاح بين الولايات المتحدة وإيران كان له أثر بالفعل على لندن التى أعلنت قبل يومين بجنيف استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران والمعلقة منذ أواخر عام2011.
ونقلت "لوفيجارو" عن مصدر مطلع على الملف قوله "هل ستصبح فرنسا كبش الفداء؟"، مشيرة إلى أن الدبلوماسية الفرنسية حافظت دوما على موقفها "المتشدد والمتسق" إزاء النووى الإيرانى لمنع طهران من الحصول على السلاح النووى.
وقال مصدر دبلوماسى فرنسى عشية الاجتماعات التى عقدت على مدى اليومين الماضيين بجنيف بين إيران ومجموعة (5+1) أن "فرنسا تريد تجنب المساومات بين الأمريكيين والإيرانيين".
وتساءلت الصحيفة الفرنسية عما إذا كانت باريس تتدخل فى الملف الإيرانى بشكل أكبر من واشنطن، بعد أن لعبت فرنسا دورا قياديا فى ليبيا ثم فى مالى، ودافعت عن مبدأ التدخل العسكرى فى سوريا، تشعر (فرنسا) بعدم الارتياح مع السياسة "المترددة" باراك أوباما فى الشؤون الدولية.
ونقلت عن مارجورى بوردس المتخصص الفرنسى فى شئون أمن منطقة الخليج قوله "إذا تم تسوية القضية الإيرانية ثنائيا مع واشنطن، فمن المرجح أن يتم تجاهل باريس"، مشددا على ضرورة أن تواصل فرنسا جهودها لاستعادة دورها الريادى.
"لوفيجارو" تركز على الانفتاح بين طهران وواشنطن بخصوص النووى الإيرانى
الخميس، 17 أكتوبر 2013 11:55 ص
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة