كان لحرب الاستنزاف التى خاضتها إسرائيل بعد نكسة 5 يونيو 1967، جانبها السرى الذى لا يعلن عنه أى من الطرفين رسمياً أبدا، وهذا ما يشير إليه كتاب «اليوم السابع - الحرب المستحيلة - حرب الاستنزاف» للكاتب الراحل محمود عوض، الذى أواصل عرضه منذ أيام من سلاح المواجهة لجريمة محاولة محو هذه الحرب من ذاكرتنا الوطنية، وهى الجريمة التى تعمل لها إسرائيل، ووقع قلة من المصريين فيها.
فى ملحمة هذه الحرب يتحدث الكاتب عن الجانب السرى لها، ويضرب مثلاً عليها قائلاً: «فى الصباح الباكر من يوم 8 مارس 1970 شهد ميناء أبيدجان فى ساحل العاج على الساحل الغربى لأفريقيا سلسلة انفجارات ضخمة أدت إلى تعطيل حفار ضخم للبترول، كانت قد اشترته شركة أمريكية كندية من بريطانيا، واسمه «كينيتنج» ويجره بحراً جرار هولندى فى طريقه إلى البحر الأحمر كى تستخدمه إسرائيل لزيادة ما تستخرجه من البترول المصرى فى الساحل الشرقى لخليج السويس. لم تعلن مصر مسؤوليتها أبداً عن نسف الحفار من خلال تلك العملية السرية التى تم التخطيط لها قبل شهرين، ولا إسرائيل وجهت الاتهام إلى مصر، وحينما وصفت الصحف البريطانية وقتها تلك العملية بأنها كانت «قصامة لمشروعات إسرائيلية فى خليج السويس، وأن الكوماندوز المصريين هم الذين قاموا بالعملية»، ابتلعت إسرائيل ما حدث بغصة فى حلقها ولم تتفوه بكلمة، لكنها كانت تدرك أن لمصر هى الأخرى ذراعها الطويلة فى ذلك الجانب السرى من حرب الاستنزاف».
يتحدث الكاتب عن قصة استكمال بناء حائط صد الصواريخ فى وقت قبول مصر لمبادرة وزير الخارجية الأمريكى وليام روجرز بوقف إطلاق النار، يقول عوض: «عبدالناصر لم يكن مستعداً لوضع ثقته فى أى عمل دبلوماسى أو سياسى كبديل لتحرير الأرض، فحتى لو كانت «مبادرة روجرز» فى صالح مصر والعرب بنسبة خمسة وتسعين بالمائة على حد تعبير جوزيف سيسكو وكيل وزير الخارجية الأمريكى، إلا أن عبدالناصر فى المؤتمر القومى الذى عقد بالقاهرة فى يوليو، صارح الأعضاء بأنه يؤمن بأن فرصة نجاح المبادرة لا تتجاوز النصف فى المائة، أما الضمان الحقيقى فى رأى عبدالناصر فهو استكمال القوات المسلحة المصرية لقدرتها العسكرية.
من هنا كان ضمان استكمال حائط الصواريخ فى قناة السويس هو أحد العوامل الأساسية لقبول عبدالناصر تلك الفترة المؤقتة لوقف إطلاق النار التى تطلبتها مبادرة روجرز، ولأن المبادرة لم تستهدف إعطاء مزايا عسكرية لمصر، فإن الأمريكيين اشترطوا تثبيت الموقف العسكرى طوال الأشهر الثلاثة فى مسافة 50 كيلو مترا غرب قناة السويس، فيما سمى منطقة «التسكين»، وبالطبع ستقوم طائرات الاستطلاع الأمريكية «يو 2» بمراقبة تلك المنطقة من الجبهة حتى لا يعدل أحد الطرفين من أوضاعه العسكرية فيها بشكل جذرى خلال فترة الأشهر الثلاثة، وفى الذهن الأمريكى وقتها أن مصر لابد ستطلب من الاتحاد السوفيتى القيام بنفس المهمة لحسابها.
ومن هنا اتفق جمال عبدالناصر مع الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية على وضع خطة عاجلة للقيام بالقفزة الأخيرة لحائط الصواريخ بحيث تصبح تلك القفزة المفاجئة أمراً واقعاً مع الدقيقة الأولى من بدء سريان فترة وقف إطلاق النار، وهو ما نجح فيه سلاح الدفاع الجوى لتجد إسرائيل نفسها أمام حقيقة مذهلة».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خرررررررررررررررررررررررررروف بديع
مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الشعب تمسك بناصر بعد الهزيمه لتأكده من اخلاصه وهو الشعب اللى عزل الجاسوس
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud sharshar
يا
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور محمد عبد الوهاب
اليهود هم اليهود
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه عواد
انها سنوات الابداع والعمل الخلاق
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
""" الزعــــــيــم هـيـفــضـل زعــــيـم ""!