وجدى الكومى يكتب: الساندوتش السياسى: مؤيدو «السيسى» ومؤيدو «الإخوان» وبينهم شعب جائع..فرحة العيد الحقيقية تتمثل فى إعادة الحقوق ورد المظالم للمصريين والتحكم فى أسعار الأسواق

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 02:13 ص
وجدى الكومى يكتب: الساندوتش السياسى: مؤيدو «السيسى» ومؤيدو «الإخوان» وبينهم شعب جائع..فرحة العيد الحقيقية تتمثل فى إعادة الحقوق ورد المظالم للمصريين والتحكم فى أسعار الأسواق صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت مؤيد للسيسى أم للإخوان، إذا كنت مؤيدا للسيسى فأنت من لاعقى البيادة ومن عبيد «الأفرول»، أما إذا كنت من مؤيدى الإخوان، فأنت من الإرهابيين، العملاء، الطابور الخامس، نحن اليوم فى 2013، وهذه هى قضيتنا الكبرى التى نتحدث فيها هذه الأيام، وسنظل نتحدث فيها إلى أن يشاء الله وربما لن ينتهى الحديث وتبادل هذين التصنيفين فى السطور السابقة، وربما تنفرط من بين أيدينا عشر سنوات أخرى، يستغرقنا خلالها هذا الصراع.
يغيب عن أعيننا أننا صرنا بكامل إرادتنا نطحن أنفسنا وبلدنا، فى شقى الرحى، ما بين فريقين، أحدهما يحاول الانتصار لتيار فاشى، حاول سرقة وطن خلال أشهر معدودة من وصوله للحكم، متجاهلا مطالب المواطنين الرئيسية فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية، ظنا منه أن 13 مليون مصرى، فعلا يؤيد تياره، ولم يدرك هذا التيار الفاشى المستبد، أن الملايين التى انحازت له، كانت قد أملت فى التغيير بعد ثلاثة عقود من الاستبداد والظلم، وتجاهل نفس الحقوق.
أما الفريق الآخر الذى يطحن المصريين فى نفس الرحى من الجانب الآخر، فهو الفريق الأول الذى يقود الدولة القديمة، ويأمل أن تعود الأمور لمجاريها، الذى يخشى التطهر، ويخشى على هيبته وعلى مكاسبه السابقة، ويخشى من المحاسبة عن إفساد أجيال، وتحطيم موارد دولة عريقة، ونهبها نهبا منتظما، طال كل المجالات، حتى صارت الدواوين الحكومية، والهيئات المصرية، يعشش فيها الفساد، وصار الإصلاح أمرا يكاد يكون مستحيلا، ما لم تتوافر الهمة البالغة فى بدء هذا الإصلاح، فتحول الصراع كله، إلى مواجهة انتقامية، بين مؤيدى النظام القديم، ومؤيدى الإخوان، وتناسى الجميع، أن هناك طرفا ثالثا، ينتظر فى يأس، متى يلتفت له أى من الفريقين، المتناحرين، على كعكة، تغير لونها، وطعمها، وضرب السوس فى مكوناتها، حيث تحول المصريون إلى مواطنين يتعرضون للدهس يوميا فى «ساندوتش سياسى» مر المذاق، المواطنون يتذوقونه يوميا جراء مظاهرات فصيل مسعور تتمسك أنيابه ومخالبه وأظافره بالسلطة، ويدفعون جلبا للتعاطف الدولى، المئات من شبابهم فى مواجهات دامية فى الشارع، على أمل أن يتم تأريخ هذه الفترة من تاريخهم الهزيل، بأنها فترة الشهداء، المصريون يعرفون بالفعل أن ما يجرى الآن، هو مواجهات دامية بين فصيل مسعور، وأجهزة أمنية جريحة ترغب فى الانتقام منه، وبيروقراطية عميقة تبحث عن الاستيقاظ من أسفل رماد ثورتين، يوميا يواجه المواطنون الأمرين، بسبب غلق الشوارع، وتحويل المرور، وبسبب انهماك الحكومة فى المواجهات الأمنية، والمظاهرات، وتخوفات القنابل المنتشرة فى الطرقات، ومحطات القطارات، واشتعال المواجهات الإرهابية فى سيناء، وسط كل هذا يسقط من حسابات الدولة، المواطنون خائرو القوى فى المواجهات اليومية مع المطالب الحياتية، المدارس، وتوفير لقمة العيش، وإيجاد ممرات آمنة من منازلهم إلى أشغالهم، وتفادى قدر الإمكان، التورط فى مواجهة أمنية مع مظاهرة إخوانية.
فاتورة القضاء على النظام الإخوانى المستبد مكلفة، كلنا نعلم ذلك، ونضعه فى الحسبان، كما أن فاتورة عودة الدولة القديمة، دولة مبارك، يجب أن توضع فى الحسبان أيضا، وهو ما لا يظهر جليا فى حسابات رجال الدولة الحاليين، فالبيروقراطية القديمة، الرشوة، واستحكامات الأمن وتشدده، فيمن يتم اختياره فى الوظائف القيادية بالدواوين الحكومية، والمحسوبية، كل هذه الصور والأشكال تطل برأسها، وتكشر عن أنيابها، معلنة عن رغبة مسعورة للدولة القديمة فى العودة.
الحل للقضاء على الساندوتش السياسى الآن نقل ملف البطالة، والعاطلين عن العمل، من الأولوية الأخيرة، إذا كانت هذه درجة أولويته، ونأمل أن يكون ظنا فى غير محله، إلى الأولوية الأولى، فالقضاء على الساندوتش السياسى يأتى أولا بفتح مصانع، واستغلال مساحات الصحراء لاستصلاحها بدفع المواطنين دفعا إليها، وتشجيع المصريين على تملك أراضٍ قابلة للزراعة، مقابل مساعدتهم فى زراعتها، مواجهة الساندوتش السياسى، وحل الملف الأمنى، لا يكون إلا بالتنمية، وهو الحديث المكرر والمعاد، الذى طالما رددته أفواه اقتصاديين كبار، وطالما تجاهلته آذان الدولة العميقة، والتيار الإخوانى المستبد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة