نشر مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى تحليلا لمستقبل العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وتداعيات قطع المعونة الأمريكية عن مصر، مشيرا إلى أنه " على الرغم من الانشغالات المحلية والدولية الأخيرة لواشنطن، يبدو أن الرئيس باراك أوباما كان غير قادر على تجاهل الضغوط المحلية لخفض المساعدات إلى القاهرة والتى تبلغ 1,55 مليار دولار ".
وقال التحليل الذى كتبه " تالى هيلفونت " المدير العام "لبرنامج الشرق الأوسط" فى معهد أبحاث السياسة الخارجية فى فيلادلفيا، "أخيراً صدر قرار طال انتظاره حول مصير المساعدات الأمريكية لمصر فى 9 أكتوبر 2013، فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكى "تقويم" المساعدات الأميركية لمصر، تحديد المجالات التى ستواصل الولايات المتحدة شراكتها (مشاريع مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والصحة والتعليم، وأجزاء المعدات العسكرية الأميركية المنشأ، والتدريب العسكرى والتعليم)، والمناطق التى لن (المساعدة النقدية للحكومة وتسليم النظم العسكرية واسعة النطاق). ويأتى هذا فى أعقاب إلغاء أوباما بالمناورات العسكرية المشتركة "النجم الساطع " وحجب البنتاجون تسليم طائرات أف -16 واباتشى 14.
وتناول الباحث وجهة النظر الأمريكية فى منع تدفق المساعدات إلى مصر من أجل المضى قدما فى تولى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا من خلال انتخابات حرة ونزيهة، وقال " قبل سنوات قليلة كان من الصعب تصور معاقبة الولايات المتحدة لأحد المقربين لها ، فالموقف الأمريكى تجاه مختلف الأطراف الفاعلة فى مصر شمل تقديم الدعم لمبارك، دعم شعبه فى الإطاحة به بدعم من "المجلس الأعلى القوات المسلحة" والانتقال إلى الحكم المدنى، وتقديم الدعم للمرشح المنتخب "لجماعة الإخوان المسلمين" محمد مرسى، ودعم الإطاحة به، وأخيراً دعم من القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد الفتاح السيسى، الذى - تولى زمام السلطة - وشرع فى إعادة التنظيم.
وعلى الرغم من أن قرار واشنطن بخفض أجزاء كبيرة من المعونة التى تقدمها يبقى محفوف بالمخاطر، فالمساعدات الأميركية لمصر استثمار لتحقيق الاستقرار الإقليمى فليس هناك أى ضمان بأن سحب المعونة سيحبط الكوارث مستقبلا أو الحيلولة دون تكريس نظام غير ديمقراطى.
الباحث أعرب عن رفضته لقطع المعونة قائلا " يجب أن تفكر واشنطن إستراتيجيا وليس عاطفياً حول عواقب سحب المعونة لمصر وقطع العلاقات الأمريكية - المصرية ، فذلك سيؤدى لفتح الباب للآخرين للتدخل وملء الفراغ، فمؤخرا أعلن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل قد تعهد بدعم الجيش المصرى، ودول الخليج الأخرى على استعداد لكى تحذو حذوها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة