واضح أن موضوع الألتراس أكثر تعقيدا مما يظهر فى الصورة، وأن جماعات المشجعين انتقلت من التنظيم القوى لرابطة مشجعين إلى جماعات عشوائية قابلة للاختراق يمكن أن تؤدى أدوارا سياسية أكبر من قدرتها على الفهم والاستيعاب.
فالجماعات تدخل فى حسابات السياسة المعقدة، وتتجاوز دورها كروابط تشجيع رياضى، قد تتعصب لفريق أو تنحاز دون أن تنجر إلى لعب أدوار مدفوعة وموجهة لصناعة الفوضى وإضافة ارتباك على مشهد سياسى مرتبك لا يحتمل هذه المغامرات العشوائية.
وكان من المفترض برابطة مشجعى الأهلى أن تتراجع بعد موقعة المطار وتعتذر عن تجاوزات أو أخطاء ارتكبتها، بإطلاق شماريخ داخل المطار وحمل السلاح والصدام مع الأمن، وأن تعترف بأن مثل هذا السلوك يضر بصورة السياحة، التى لا تحتمل مزيدا من النزيف، بل ويمكن أن يساند اتجاه غانا لنقل مباراة العودة مع المنتخب الوطنى إلى خارج مصر بدعوى غياب الأمن، لكن الألتراس تمادوا وواصلوا الصدام، بما قد يشير إلى وجود تعمد لمساعدة غانا فى نقل المباراة، بما يجعل من الألتراس أداة للإضرار بالبلد ومصالحها والرياضة التى يفترض أن من مهام الألتراس دعم استمرارها.
الألتراس لم يكتفوا بجريمتهم فى المطار، لكن أيضا رفضوا محاسبة المخطئين أو حتى التحقيق معهم، وكأنهم جماعة فوق القانون والدولة، وخرجوا يعترضون على تحقيقات النيابة، وقطعوا الطريق فى نفس وقت تظاهرات وقطعوا طرقات لجماعة الإخوان بالقرب منهم، وحتى لو كان هذا بدون ترتيب، لا يمكن تجاوز الربط بين التحركات.
وهذا السلوك تكرر كثيرا فى العامين الماضيين، وانتهى بكوارث أخطرها مجزرة بورسعيد، فضلا على حرق اتحاد الكرة ونهب محتوياته، ومهاجمة ألتراس الزمالك للنادى وتحطيمه، ثم يعيدون الكرة، ويواصلون التحدى والاستفزاز لأقصى درجة. وهو أمر ليس موجودا فى أى من دول العالم، وهناك تجربة الألتراس فى بريطانيا الذين توحشوا واضطرت السلطات البريطانية لردعهم بالقانون ومواجهتهم بأقصى درجات المواجهة والعقاب، لأن الدولة الديمقراطية رأتهم خطرا على الدولة، وهو نفس ما نواجهه اليوم من جماعة تخرج عن السيطرة وتتحدى القانون وتثير الفزع، وتعلب دورا غامضا ومثيرا للتساؤلات فى صنع ومضاعفة الفوضى.
لقد لعب الألتراس دورا فى مظاهرات يناير، عندما كانت الثورة واضحة والمظاهرات واضحة وموحدة، وهو أمر حاول البعض النفخ فيه، وإدماج الألتراس فى السياسة، بينما هم من عالم لا يرى سوى الأبيض والأسود. بينما السياسة بحرها واسع وعميق ومعقد، يتجاوز التظاهر إلى صراع المصالح والفئات والجماعات، وتقلبات تتجاوز التعصب الرياضى إلى التعصب الأعمى الذى يمكن أن يقتل.
وربما على قيادات هذه الروابط أن تنتبه إلى خطورة ما يقدمون عليه، وخطر أن يتم تجاوز الحدود المرسومة، أو ترك الروابط مجالا للتلاعب والصراع والمؤامرات، وأن تحرص على أن يكون عملها وتحركها فى إطار القانون، وألا تتحول إلى جماعات معادية للمجتمع والشعب والدولة، وألا تتحول إلى جماعات عشوائية تنشر الفوضى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا العمل استخفاف بالدوله والشعب واستهتار بكل القوانين -عيب يا التراس انت معروف بالوطنيه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
للاسف ابسط كلمه تسمعها الان - اشمعنى غيرى فوق القانون وساكتين عليه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لازم نتعلم نقول الحمد لله - سته لواحد احسن من عشره لواحد
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
عن اى وطنية تتحدث
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الى عادل رقم 4 ارجع لرقم 2
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عجبا يا قوم - خرفان السنه دى كلها متوحشه وارهابيه ولها فروه امريكانى وقرون حمساويه
بدون