خيط رفيع يمتد من طفولتنا حتى المشيب يحمل الذكريات والأمل والألم، ذكريات الطفولة استقرت فى قلوبنا الصغيرة حالمة خضراء بين الأب والأم والمدرسة وجدران البيت والكراسات ومعانقة الأم وحنو الأب عند النجاح ويأتى العيد بريح طيبة ونسيم وجو حار بحرارة الحب, كل من حولك جديد, رائحة الأحذية والملابس وصوت الأذان يعانق المآذن.. وينادى مناد: "الصلاة خير من النوم.. فلا نوم منذ البارحة", كيف ننام والفرح يثب من أعيننا والبراءة، غدًا العيد كلمة تشعرك بالدفء والرهبة ليس يوم ككل الأيام, رائحة الأرض والمطر والحب بين الناس لا تخطئها العين ولا تنمحى من القلب ونمضى فى أجواء العيد حتى إذا ما انتهى عاودنا الشوق إليه من جديد, نتذكر ما كان وكيف كنا وما نحن فيه، ونكبر ويتصارع داخلنا الأمل والألم بين اليأس والرجاء, لقد تغير كل شيء وهبت رائحة غريبة على الأرض ولم تعد البراءة محل ترحاب.. طفت وطغت أشياء غريبة على دنيانا ولم يعد العيد ثلاثة أيام أو أربع كما كان, نحسب العيد من قبل أن يبدأ بأيام، كان يبدأ داخلنا أولاً حتى إذا ما جاء انطلقنا تسبقنا خطانا, والآن وبعد أن تغير كل شيء تلفت حولى اسأل السراب: "فلم تعد الرائحة هى ذات الرائحة وتلونت أيامنا بألوان غريبة حتى الذكريات.. أغوص فيها, أسال: "أيها العيد انطق.. تكلم.. لماذا تغيرت؟".
محمود محمد السيد يكتب: أيها العيد.. لماذا تغيرت؟
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 11:24 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة