على السمان

لنعطى مبارك حقه.. فى انتصار أكتوبر

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 05:17 م


هناك نوعان من البشر أمقت عيوبهما، المنافق، والظالم.. وفى مجتمعنا يبالغ المنافق فى مديح وتقييم دور الحاكم طالما هو على كرسى الحكم يملك حق الثواب والعقاب.. وإذا شاء قدر الحاكم أن يتنحى عن الحكم فيندر أن يعطيه المنافقون حتى حقه الذى سجله له التاريخ.
والنوع الثانى من البشر هو الظالم الذى يظلم الحاكم إذا ترك موقعه، فينكر ما قدمه الحاكم من عمل أو أعمال أفاد بها المجتمع والوطن.
ما أقوله فى هذه المقدمة ينطبق على شخصية الرئيس السابق حسنى مبارك حين قاد معركة سلاح الطيران بنجاح فى 6 أكتوبر 73.. قرأت كل ما كتب عن قيادات اختارها الله إلى جواره.. وقيادات أخرى مازالت تعيش بجانبنا، وسمعت عن أدائهم ونجاحاتهم أثناء معركة أكتوبر ماعدا الرئيس السابق مبارك قائد سلاح الطيران الذى قام بضربة جوية كان لها أثرها فى المساهمة فى شل حركة الطيران الإسرائيلى، وبالتالى كان لها نصيب فى تحقيق النصر، أقول كلمة حق لإنصاف الرئيس السابق رغم أن علاقتى به كانت فقط أثناء توليه منصب نائب رئيس الجمهورية.
فلنختلف سياسيا كما نشاء مع الرئيس السابق، ولكن ليس من حقى أن أكتم شهادة تاريخية جاءت على لسان قائد فرنسى أسطورى، وهو الجنرال بوفر الذى كان رئيس أركان حرب الجيش وخبيرا استراتيجيا وصديقا لى على مدى عشرة أعوام حينما قال شهادة يعتز بها كل رجال سلاح الطيران فى ندوة عقدتها أكاديمية ناصر العسكرية العليا لدراسة حرب أكتوبر، وقال بالحرف الواحد: «إن القوات الجوية المصرية أحسنت انتشارها وحمايتها فتمكنت من الاستمرار فى العمليات وحرمت الخصم بذلك من التمتع بميزة كبرى وهى السيطرة الجوية»، وكان ذلك من الدروس الهامة فى حرب أكتوبر.
وهل لى أن أضيف أن الأسلوب الذى اختاره مبارك فى قرار التنحى ساهم فى حقن دماء الشعب المصرى.
وعودة إلى آفة النفاق لأقول حينما كان الرئيس السابق على قمة الحكم بالغ المنافقون فى تقييم الضربة الجوية، وكأنها كانت العنصر الحاسم والوحيد فى تحقيق انتصار حرب أكتوبر على حساب بقية الأسلحة التى قامت بدورها بكفاءة!! ثم يترك الرجل الحكم فننسى الحد الأدنى، وهو حقه فى معركة الطيران التى ساهمت مع غيرها من الأسلحة فى تحقيق النصر.
بالغنا فى النفاق، ثم بالغنا فى الظلم!
وهل لى أن أضيف حسنة أخرى تمت خلال السنوات الخمس الأولى من حكمه، وهى الاهتمام بمشروعات البنية الأساسية من الطرق والمواصلات والصرف الصحى.
ماذا يضيرنا لو أعطينا كل ذى حق حقه؟ أما بالنسبة للمحاكمات فليأخذ القانون والقضاء مجراهما، ويجب على جهات التحقيق توخى الحذر الشديد، وألا تتأثر أو تقلق من ردود فعل الرأى العام الذى قد يثور من إصدار أحكام بالبراءة، فإن صوت العدالة هو الأعلى والحاسم. أما أنصار مبارك فما عليهم إلا أن يدعو الله: «اللهم فك أسره».
نريد أن نخلق فى مجتمعنا ثقافة «الحق.. كل الحق.. ولا شىء غير الحق».


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة