عقب الساعات الأولى من صلاة عيد الضحى المبارك، استقبل مجزر الوراق عشرات المواطنين عقب فراغهم من الصلاة، حيث بدا المجزر خلال الأيام الأخيرة كخلية نحل متكاملة من أطباء بيطريين وجزارين كلاً منهم يعمل فى تخصصه، من أجل تحقيق أعلى إنتاجية وسط تزايد الدبائح خلال أيام عيد الأضحى.
تجوّل "اليوم السابع" داخل مجزر الوراق بإمبابة، وتحدث مع أحد الأطباء البيطريين وبعض الجزارين داخل المدبح، عن كيفية الذبح وما تمر به الضحية من لحظة دخولها المجزر حتى خروجها فى هيئة لحوم طازجة صالحة للاستخدام.
"الشيخ المصرى" أحد جزارى مجزر الوراق يقول "الأضحية لها شروط كما أقرّتها السنة النبوية، وهى ألا تكون نطوح أو بها عوار أو عرج أو عيب ما، ولابد أن تكون بصحةٍ جيدة، وخالية من أى أمراض، حتى تكون صالحة لإستهلاك، وإن ثبت بها عيب أو مرض فيعتبر ذبحًا مُحَرَّم".
ويستطرد المصرى "تأتى الأضحية للمدبح، ويتم الكشف عليها وبعدها يأتى دورى فى إتمام عملية الذبح، ولكل أضحية طريقة فى الذبح فمثلاً الجمال تختلف عن العجول فلكل منهم طريقة فى الذبح والسلخ، فالجمل يُعتَبَر من أخطر حالات الذبح نظرًا لشدته وقوته، ومن يقوم بذبح الجمل عليه أن يتخذ حرصه جيّدًا لأن الجمل شرس وفى بعض الحلات قد يصيب الجزار إذا ما اختلت يده فى عملية الذبح وعدم السيطرة عليه".
وأوضح المصرى "بعد ذبح الأضحية وسلخها، يتم تجويفها وإخراج أحشائها من قلب وفشة وكرشة، لتجهيزها للاستهلاك والتحقق من مدى سلامة أحشائها أيضًا، فهناك من يُقبِل على شراء الكرشة والفشة فى بداية أيام شهر ذى الحجة لتجهيزها كوجبة أساسية فى إفطار يوم وقفة عرفات".
أما عن طريقة الذبح والكشف عن الأضحية فيجيب الدكتور مجدى فاروق، من داخل عنبر الجمال بمجزر الوراق قائلاً "الطريقة الشرعية فى ذبح الجمال تتم من أسفل رقبة الجمل وهو واقف على أرجله، وهى ما تُسَمَّى بعملية النحر، وهو ما يختلف عن طريقة ذبح العجول والتى تتم من أعلى الرقبة نظرًا لقِصَر رقبتها، فالجمل يتمتع بطول رقبة وهو مايجعلنا نقوم بنحره من أسفل الرقبة لتحقيق أفضل طريقة للذبح والنزف السريع والإنهاء عليه وتستغرق العملية من دقيقتين حتى 5 دقائق حسب قوته، وتتم عملية الذبح على الطريقة الشرعية وفى مواجهه القِبلَة".
ويكمل الطبيب حديثه قائلاً "بعدما تتم عملية النحر ويرقد الجمل على الأرض ويتنتهى عملية النزف وخلاصه من الروح، هنا يبدأ سلخ الجمل وتعليقة وتجويفة من أحشائه، وذلك بعدما تم الكشف عليها أولاً قبل التصريح بذبحها، حيث يتم الكشف الظاهرى على الجمل وأن يكون سليم وليس به أى جروح، أو أى أمراض ظاهرية، وبعد الذبح يتم الكشف الداخلى بإستخدام السكينة، بتقطيع القلب والكبد والرئة للتحقق من سلامة الجمل داخليًّا وخلوه من أى (ديدان)، أو أمراض داخلية قد احدثت تلفيّات بالأحشاء الداخلية".
وأضاف الطبيب البيطرى "بعد إتمام الكشف الداخلى على الجمل يتم التصريح وختم الجمل بالختم الحكومى، ويتكون الخِتم من بكرة بها خمس لُقم، ويحمل اللقم الخمس بعض البيانات فالأولى بها اسم المحافظة التى تم بها عملية الذبح واللقمة الثانية اسم المجزر الذى تم به الذبح، والثالثة مكتوب بها اليوم الذى تم فيه عملية الذبح، أما الرابعة فتحمل علامة سرية، وأخيرًا اللقمة الخامسة والخاصة بنوع الحيوان المذبوح".
"اليوم السابع" داخل "مجزر الورّاق".. إعلان حالة الطوارئ استعدادًا لاستقبال الأضاحى.. جزّار: للدبائح شروط يجب توافرها.. وطبيب: تخضع للكشف الطبى قبل وبعد عملية الذبح
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 09:22 ص