هدد رئيس حزب "الأمة القومى" المعارض الصادق المهدى باللجوء إلى الأمم المتحدة لـ"القصاص" من قتلة الضحايا الذين سقطوا فى الاحتجاجات التى شهدتها السودان مؤخرا فى حال تلكأ النظام فى تشكيل لجنة تحقيق ذات مصداقية.
وأضاف المهدى خلال خطبة العيد أمام الآلاف من أنصاره بمسجد الهجرة بمدينة أم درمان غرب الخرطوم "أكرر المطالبة بالمساءلة والقصاص عبر لجنة ذات مصداقية من غير الأجهزة المعنية والحزب الحاكم أو سنتوجه للأمم المتحدة ولن نترك دماء الشهداء تذهب هدرا".
وطالب المهدى وهو إمام طائفة الأنصار أحد أكبر الطوائف الدينية بالبلاد والتى تمثل مرجعية لحزبه بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، واندلعت بالسودان فى 23 سبتمبر الماضى أقوى احتجاجات شعبية منذ وصول الرئيس عمر البشير إلى السلطة فى 1989 بسبب خطة حكومية شملت رفع الدعم عن الوقود ما ترتبت عليه زيادة فى الأسعار تتراوح ما بين 65 – 95% وخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة 30%.
وخلفت الاحتجاجات التى استمرت نحو أسبوعين 70 قتيلا بحسب الإحصائيات الرسمية و200 قتيل بحسب إحصائية منظمة العفو الدولية وهو رقم قريب من الذى أورده تحالف المعارضة الذى اتهم الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحى على المحتجين. وتنفى السلطات اتهام المعارضة وتلقى باللائمة على عناصر تابعة للحركات المتمردة قالت أنها اندست وسط المحتجين.
وقال المهدى، إن النظام الحالى يقف فى طريق مسدود ويفتقد للشروط الأربعة اللازمة لأى نظام فى عالم اليوم.وحدد الشروط فى أن "تقبل كتلة حرجة (حد أدنى) من المواطنين شرعيته وأن يكفل الأمن والمعيشة وأن يحظى بقبول دولى".
ونبه إلى أن 20% من السكان هاجروا خارج البلاد ومثلهم يعيشون على حساب المعونات الإنسانية الأجنبية. وذلك فى إشارة إلى معسكرات النازحين واللاجئين فى 7 ولايات من أصل 17 ولاية حيث يحارب الجيش تحالف يضم 4 حركات متمردة ثلاث منها فى إقليم دارفور غربى البلاد والرابعة تحارب فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لجنوب السودان.
واتهم المهدى وهو آخر رئيس وزراء منتخب انقلب عليه الرئيس عمر البشير فى 1989 النظام بـ"تشويه الشعار الإسلامى وتفريغه من محتواه".
وعدد المهدى حزمة من التطورات قال إنها "تفضى لأول مرة لموقف جامع يوحد القوى المتطلعة لنظام جديد بوسائل سلمية حركية قد تبلغ الإضراب العام والعصيان المدنى وتجد تجاوبا من مؤسسات مفتاحية فى الدولة أو يقتنع النظام بإجراء استباقى لاسيما فى المعارضة رجال ونساء تهمهم سلامة الوطن لا الانتقام".
ورأى أن "السهام كثرت على النظام من داخله ومن خارجه وسوف يصيبه واحد منها.. إما مواجهة انتفاضة قومية أو القبول بخريطة طريق عبر مائدة مستديرة تؤسس لنظام جديد".
"المهدى" يهدد باللجوء للأمم المتحدة لـ"القصاص" من قتلة ضحايا الاحتجاجات بالسودان
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 11:39 ص
احتجاجات السودان – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة