المعونة الملعونة

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون مطلوبا من الآن صياغة سياسة وإستراتيجية جديدة للتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، تعتمد فى مجملها على المصالح الوطنية المصرية وما تقتضيه من تحركات على شكل أوسع.. فواشنطن اليوم لم تعد هى الحليف الاستراتيجى لمصر، بل إنها حددت لنفسها موقعا معاديا لمصر ومساندا لقوى الإرهاب التى تريد أن تقضى على الدولة المصرية.
حسنا فعل الرئيس الأمريكى باراك أوباما وإدارته بتعليق جزء من المساعدات العسكرية لمصر، بل أننى لن أكون متجاوزا إذا ما طالبت أوباما بإلغاء المساعدات بشكل كامل، لأننا لسنا بحاجة إلى مليار دولار تمنح لنا سنويا وفى مقابل ذلك نخضع لإرادة القابعين فى البيت الأبيض، ممن لا يهمهم سوى مصالحهم هم فقط، ويخيل لهم أن بأموالهم ومعونتهم الملعونة يستطيعون فرض قراراهم على المصريين.. نعم هناك فضل لهذه المعونة خلال السنوات الماضية فى تطوير البنية التحتية لمصر فضلا عن أمور عسكرية أخرى، لكن أن تتحول هذه المعونة إلى وسيلة ضغط بل وتكدير لكل المصريين فهذا أمر مرفوض من الجميع. ولعل الأمريكيين أنفسهم يعلمون أنهم المستفيد الأكبر من هذه المعونة، فالمعونة حققت لهم مزايا عدة بعضها معروف والآخر تقتضى عدم الكشف عنها لأسباب أمنية، لذلك فإنهم سيكونون الأكثر تضررا حال إلغاء المعونة بالكامل عن مصر.
وأيا ما كان الاتجاه سواء استمرار التقليص أو الإلغاء الكامل فإن الخارجية المصرية مطالبة بوضع سياسة جديدة للتعاطى مع الولايات المتحدة وإعلان هذه السياسة، مع عدم الاقتصار على السياسة التى أعلن عنها وزير الخارجية نبيل فهمى بتعدد الخيارات الإستراتيجية أمام صانع القرار المصرى والمتمثلة بفتح قنوات اتصال مع قوى دولية مثل روسيا والصين والهند والبرازيل، لأن هذه إستراتيجية جيدة بشكل عام لمصر، وربما تعطى رسالة لواشنطن، لكن الإدارة الأمريكية الحالية التى وصلت لحالة من الوهن والضعف لم تصل له إدارة سابقة لابد أن ترى مواقف مصرية واضحة، وألا تقتصر ردود أفعالهم على عبارات الإدانة والشجب، بل يجب أن يكون لنا ردود قوية تعكس رغبة الرأى العام المصرى فى استقلالية القرار وإنهاء حالة التبعية السياسية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة