تمثل تجربة دولة «جنوب أفريقيا» بعد سقوط الحكم العنصرى نموذجاً تاريخياً للمصالحة بقيادة المناضل «نيلسون مانديلا»، فبرغم التاريخ الطويل من المعاناة والتفرقة العنصرية، فإن قبول جميع الأطراف للمصالحة الوطنية القائمة على الغفران والنسيان كانت هى المحرك نحو قيام دولة «جنوب أفريقيا» الحديثة، وإذا كنا نتطلع لشىء من ذلك فى بلدنا، فإن الأمر يستلزم أن يرتفع الجميع فوق مواقفهم الراهنة. لكى يدفعوا بمصالحة وطنية شاملة تقتضى الاتفاق على أرضية وطنية مشتركة والتزام كامل بمبادئ العمل السياسى المعاصر، والبعد عن استخدام الدين أو المال أو البلطجة لكى نصبح جميعاً شركاء وطنٍ واحد بدلاً من الخصومة الدامية ومحاولات الترويع والترهيب التى تشهدها الساحة المصرية الآن والتى تدعو بحق إلى القلق على مستقبل واحدة من أقدم دول الدنيا وأعرق شعوب الأرض.