العراقيون يعايدون موتاهم بالمديح النبوى ودق الدفوف وإشعال البخور

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 03:40 م
العراقيون يعايدون موتاهم بالمديح النبوى ودق الدفوف وإشعال البخور عيد الأضحى المبارك
بغداد (الأناضول)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قراءة المديح على النبى محمد (ص) مع دق الدفوف وإشعال البخور على المقابر وغسل القبور بماء الورد فى الأعياد، عادات وتقاليد توارثها البغداديون من أبائهم وأجدادهم للتعبير عدم نسيانهم لأمواتهم حتى فى الاعياد.

ويبدأ العراقيون الاحتفال بالعيد بزيارة مقابرهم وذلك بعد أداء صلاة العيد، والتجمع عند قبور أمواتهم، لأنها تأتى من باب الاحترام والتقدير لأصحاب الميت أن عدم تركه وحده فى مثل هذا اليوم المقدس فى العالم الإسلامى.

ويقوم زوار القبور بممارسة عاداتهم وتقاليدهم للتعبير عن اعتزازهم واحترامهم وتقديرهم للميت المدفون، من بين تلك العادات قراءة المديح ودق الدفوف فى مقابر الشباب اللذين فارقوا الحياة بدون زواج , حيث من معتقدات أهاليهم بأنهم يزفونهم فى الآخرة بكل عيد وذلك لعدم رؤيته زفافه

فى الدنيا, فيما يشعل الآخرون البخور فى المقابر بعد قراءة آيات من القرآن ويقومون بعدئذ بغسل القبور بماء الورد.

مقبرة الغزالى القريبة من ضريح العالم الإسلامى الشيخ عبدالقادر الجيلانى وسط بغداد، هى أحد المقابر التاريخية المشهورة فى بغداد وتضم الآلاف من الموتى، استقبلت اليوم المئات من زوارها عوائل الموتى التى ابتلعتها منذ تأسيسها حتى هذا اليوم وخصوصا عوائل ضحايا العنف والإرهاب الذى يشهدها العراق بشكل يومى منذ الغزو الأمريكى للعراق عام 2003.

وعند تجوال مراسلة الأناضول فى المقبرة، لاحظت أن غالبية الزوار هم من النساء سواء أمهات الموتى أو زوجاتهم اللواتى لم ينسين أولياء أمورهم وأولادهم فى مثل هذا اليوم.

ومن بين الزوار التقت مراسلة الأناضول بمرأة وهى تبكى وتقبل مقبرة جديدة البناء وتقول "أين اذهب ياربى، لقد نفذ صبرى، ولداى ووالدهم توفوا فى الانفجار، كيف أعيش بعيدة عنهم، أننى آتى إلى هنا كل يوم، وأنا هنا من الصباح الباكر، حيث فقدت عائلتى جميعها، كان لدى ولدان وزوجى كلهم راحوا فى لحظة واحدة، تحول منزلى إلى مقبرة".

كما تجولت مراسلة الأناضول فى مقبرة الشهداء فى منطقة الأعظمية ببغداد والتى بنيت إبان الوجود الأمريكى على الأراضى العراقية منذ 2003 وتحتوى على مقابر لعراقيين قاتلوا ضد القوات الأمريكية، بالإضافة إلى الضحايا اللذين وقعوا فى الاقتتال الطائفى ببغداد فى الفترة ما بين 2005 – 2007 وضحايا العنف والإرهاب الذى لا زال يشهده العراق بشكل شبه يومى.

وتجولت الاناضول ولكن بدون كاميرا، حيث إن التصوير ممنوع فى المقبرة التى لا زالت حيطانها تحمل آثار رصاص القوات الأمريكية التى كانت تفتح النيران من عجلاتها العسكرية على المقاتلين العراقيين، الذين كانوا يختبئون فى المقبرة لنصب كمين للقوات الأمريكية.

وهذه المقبرة تم تشييدها عام 2004 بفضل عدد من المصلين ورجال الدين ليدفنوا من يقتل على يد القوات الأمريكية، ومنذ ذلك التاريخ، فإن أهالى "الأعظمية" يقومون بدفن قتلاهم اللذين راحوا ضحية الإرهاب والعنف فى هذه المقبرة، التى تضم إضافة إلى العراقيين، مقاتلين عرب وأجانب من جنسيات عديدة منها السورية والفلسطينية والأردنية والمصرية واليمنية، بالإضافة إلى المقاتلين الأجانب ومن جنسيات أفغانية وباكستانية قتلوا مع العراقيين أثناء اجتياح القوات الأمريكية لبغداد عام 2003.

وعند التجوال فى هذه المقبرة، ترى الكثير من الضحايا هم أخوة، أو أقرباء بالإضافة إلى العشرات من الأطفال الذين راحوا ضحايا الإرهاب فى بغداد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة