التايمز: أخصائيو سموم بسويسرا أكدوا العثور على آثار البولونيوم-210 فى متعلقات عرفات

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013 01:47 م
التايمز: أخصائيو سموم بسويسرا أكدوا العثور على آثار البولونيوم-210 فى متعلقات عرفات الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن أخصائيى السموم فى جامعة لوسان فى سويسرا أكدوا العثور على آثار لمادة البولونيوم -210 فى متعلقات الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، مما يدعم الشكوك بأنه قتل مسموماً فى 2004.

وأشارت دانيلا تشيسلو فى مقالها بالصحيفة، الثلاثاء، أن عرفات قتل بنفس السم الذى استخدم لقتل الجاسوس الروسى السابق ألكسندر ليتفينينكو فى لندن عام 2006.

كما نفت الوكالة الفدرالية الروسية للتحاليل البيولوجية الثلاثاء أن تكون أصدرت آية نتائج حول وفاة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات بعدما نقلت وكالة أنباء عن رئيسها قوله أن التحليل الروسى للعينات التى أخذت من الرفات يتيح استبعاد فرضية التسمم بمادة البولونيوم 210، وكانت الوكالة الفدرالية الروسية بين عدة وكالات دولية عملت على نبش رفات عرفات فى نوفمبر 2012.

وكانت وكالة انترفاكس الروسية نقلت عن رئيس الوكالة الفدرالية للتحاليل البيولوجية قوله انه يشكك فى التقرير الذى نشر فى مجلة ذى لانسيت الطبية البريطانية فى نهاية الأسبوع وورد فيه آن خبراء سويسريين عثروا على آثار بولونيوم على ثياب عرفات.

وقال المسئول فلاديمير ويبا لانترفاكس "من المستحيل ان يكون عرفات تعرض لتسميم بمادة البولونيوم. الخبراء الروس الذين حللوا (العينات) لم يعثروا على آثار هذه المادة". وأوضح آن الخبراء الروس ابلغوا بانتظام وزارة الخارجية بتقدم أبحاثهم.

لكن الوكالة الفدرالية سارعت إلى نفى آن يكون ويبا ادلى بهذه التصريحات لانترفاكس. وقال متحدث باسمها الأنباء الفرنسة عبر الهاتف وهو يتلو بيانا رسميا "لم ننشر أى نتائج رسمية لتحقيقنا".

وأضاف "نحن لم نؤكد علنا كما لم ننف تقارير إعلامية حول وجود بولونيوم على الأغراض الشخصية لعرفات أم لا".ورفض التعليق على التقرير الذى أوردته انترفاكس.

وساهم وثائقى بثته قناة الجزيرة فى يوليو 2012 فى تغذية هذه الفرضية مؤكدا ان الخبراء السويسريين عثروا على آثار لهذه المادة على الإغراض الشخصية لعرفات (الملابس الداخلية وفرشاة الأسنان والملابس الرياضية). وأكد العلماء شكوكهم فى المجلة واستنتجوا إلى "احتمال" حصول مثل هذا السيناريو.

وكتب الخبراء فى معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية فى المقال الذى نشرته المجلة الطبية البريطانية "أظهرت عدة عينات تحتوى على آثار سوائل جسدية (دم وبول) وجود إشعاعات أكثر ارتفاعا غير مبررة بمادة بولونيوم 210 مقارنة مع العينات المرجعية".

والتقرير الطبى المتعلق بياسر عرفات لدى وفاته لا يستثنى فرضية التسمم بمادة البولونيوم 210 بحسب هؤلاء الخبراء.

والنتائج الرسمية للخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس لم تصدر بعد.وبعد الوثائق التى بثتها الجزيرة رفعت أرملة عرفات سهى شكوى أمام القضاء الفرنسى الذى أمر فى حينها بنبش رفات الزعيم الفلسطينى وهذا ما حصل فى نوفمبر 2012. وتم توزيع ستين عينة لتحليلها بين فرق المحققين الثلاثة السويسرية والفرنسية والروسية وقام كل فريق بعمله على انفراد من دون أى اتصال بالفريق الآخر.

ويتهم العديد من الفلسطينيين إسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه الدولة العبرية على الدوام، وتوفى عرفات عن 75 عاما فى 11 نوفمبر 2004 فى مستشفى بيرسى دو كلامار العسكرى قرب باريس إلى حيث نقل فى نهاية أكتوبر بعد أن عانى من آلام فى الأمعاء من دون حرارة فى مقره العام برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلى منذ ديسمبر 2001. ولم تطلب أرملته سهى تشريح الجثة.

والتقرير الطبى الفرنسى الذى نشر فى 14 نوفمبر 2004 أشار إلى التهاب فى الأمعاء ومشاكل "جدية" فى تخثر الدم لكنه لم يكشف أسباب الوفاة، والبولونيوم 210 استخدمت لتسميم فى 2006 ألكسندر ليتفينينكو العميل السابق فى الاستخبارات الروسية الذى لجأ إلى لندن.

وتوفى عرفات فى مستشفى فرنسى عن عمر يناهز 75 عاماً بعد أن أنهكه المرض فى مقره المحاصر فى رام الله، وكان يعانى من الغثيان والآلام فى المعدة والكبد ومن فشل كلوى، إلا أن الأطباء عجزوا عن تحديد سبب الوفاة.

وأضافت تشيسلو، وفق مقتطفات نقلها موقع "بى.بى.سى" عن الصحيفة، أن عدم معرفة الأسباب التى كانت وراء مقتل عرفات، نتج عنه الكثير من النظريات ومنها: مقتله بسبب الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة (الايدز) أو توجيه اتهامات بأنه سمم من قبل الإسرائيليين أو منافسيه السياسيين.

وأوضحت كاتبة المقال أن التقرير السويسرى لا يقر بأن عرفات سمم عمداً أو أن هناك عوامل عدة أدت إلى وجود المادة المشعة السامة على متعلقاته الشخصية. وعبر الباحثون عن ندمهم من عدم فحص جثة عرفات مسبقاً، لأن مادة البولونيوم تتفكك فى الجسم بسرعة.

ويرى الفلسطينيون أن بالكشف عن أن عرفات مات مسموماً بمادة البولونيوم المشعة فإن أصابع الاتهام تتجه جميعها نحو إسرائيل. وقال نمر حمد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس: "لم نتهم إسرائيل بقتل عرفات، إلا أنه فى حال إثبات وجود مواد مشعة فى جسمه ومتعلقاته، فإننا نتهم إسرائيل بالوقوف وراء عملية قتله بنسبة 99%".

وينفى الجانب الإسرائيلى على لسان الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف بأن "إسرائيل لا دور لها بقتل عرفات". وتشير الصحيفة إلى أن عرفات كان وما زال بطلا قومياً بالنسبة للفلسطينيين لمقاومته الإسرائيليين، وتنتشر صوره فى جميع المنازل الفلسطينية والمحال التجارية، ويعتبر قبره فى رام الله، مزارا سياسيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة