"ائتلاف تنمية الاقتصاد" يطرح رؤيته حول تحقيق الاكتفاء من القمح

طرح "ائتلاف شباب الثورة لتنمية الاقتصاد المصرى" رؤيته حول تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح فى مصر، مؤكدا أن الحل الأمثل لذلك هو التوسع الرأسى وليس الأفقى، وأن قضية إنتاج القمح ليست قضية زيادة مساحة رقعته الزراعية فقط، ولكنها مجموعة من القضايا المتداخلة التى يجب أن تترابط من خلال منظومة واحدة تشمل قضايا الإنتاج والاستيراد والنمط الغذائى والنقل والتخزين والطحن.

وأشار الائتلاف إلى أنه فى إطار ما يقوم به من دور تنموى يتمثل فى طرح حلول ومشروعات ودراسات جدوى مختلفة من شأنها أن تسهم فى حل العديد من المشاكل التى تعوق النهوض بالاقتصاد المصرى، فإنه يجمع فى عضويته العديد من الخبراء الذين يقدمون أفكارا جديدة للمشكلات التى تؤرق الحكومات المصرية بمختلف توجهاتها.

وفى هذا السياق، قال الخبير الزراعى الدكتور عبد العزيز نور المستشار الزراعى للائتلاف، فى تصريح اليوم، إن المساحات الحقيقية لزراعات القمح فى مصر فى حدود 2.5 مليون فدان ومعرضة للتقلص بسبب زيادة معدلات التعديات على الأراضى الزراعية، وانخفاض مساحات القمح بالدلتا، بسبب التوجه نحو زراعة البرسيم، لزيادة العائد الاقتصادى له، مقارنة بالمحاصيل الزراعية الأخرى.

وأضاف أن هناك انحسارا متزايداً فى الرقعة الزراعية فى مصر فى السنوات الثلاث الأخيرة، فضلا عن دخول مصر فى عداد الدول التى تعانى ندرة المياه، حيث هبط مؤشر الفقر المائى بها من ألف متر مكعب للفرد إلى 780 مترا مكعبا فقط، وهو ما يحتم تغيير العقلية الزراعية لوادى النيل والاقتناع بصحراوية مصر وعدم السعى للتوسع الأفقى.

وأشار "نور" إلى أن مصر تستورد حوالى 11 مليون طن قمح سنويا، موضحا أنه يجب التركيز على التوسع الرأسى فى إنتاج القمح، أى رفع إنتاجية المساحة المنزرعة من القمح سواء بأساليب الزراعة التقليدية، أو بالتعديل الوراثى وتقليل الفاقد أثناء التخزين الذى يبلغ ‏30%.‏

من جانبه، أكد محمد يونس عضو الائتلاف أهمية العمل على تطوير "شون" بنك التنمية والائتمان الزراعى لتقليل الفاقد من القمح خلال مراحل النقل والتخزين والتداول، والتنسيق مع وزارة التموين للتوسع فى إنشاء صوامع التخزين، بالإضافة إلى توفير احتياجات المزارعين من التقاوى ذات الإنتاجية العالية للمحصول وتوفير مستلزمات الإنتاج وتحديد سعر عادل للقمح المحلى لا يقل عن منافسة المستورد والاهتمام بالإرشاد الزراعى وتطبيق نتائج البحوث العلمية لرفع إنتاجية الفدان إلى 24 إردبا بدلا من 18 إردبا كمتوسط عام للإنتاجية حاليا.

وأوضح "نور" أنه فى ظل صعوبة التوسع الأفقى يمكننا من خلال البحث العلمى اللجوء إلى التوسع الرأسى من خلال رفع إنتاجية القمح من نفس المساحة، مشيرا إلى أن أحد شباب الباحثين بالائتلاف توصل إلى سماد سائل للقمح عند رشه على النباتات ترتفع إنتاجيتها بمقدار 4-6 أرادب للفدان بما يمكن أن يزيد الناتج السنوى من نفس المساحات المزروعة بمقدار 25-30%.

ولفت إلى أن الفدان يحتاج إلى كيلو جرام واحد وبقيمة 125 جنيها، مشيرا إلى أن الأبحاث لا تزال تجرى فى الجامعات ومراكز البحوث العلمية فى مصر لدعم مقدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح.