قائد القوات الجوية لــ"اليوم السابع": تنويع مصادر السلاح هدف إستراتيجى داخل القوات المسلحة.. ولا يمكن لدولة بعينها التأثير علينا.. ولدينا منظومة كاملة من أحدث المقاتلات والطائرات الموجهة بدون طيار

تحتفل القوات الجوية فى يوم 14 أكتوبر من كل عام بعيدها، تخليدا لذكرى أكبر معركة جوية فى التاريخ العسكرى الحديث، "معركة المنصورة" التى أغار خلالها الطيران الحربى الإسرائيلى على القواعد الجوية فى منطقة الدلتا، بهدف إضعاف التجميع القتالى للقوات، وإفقاد القوات الجوية القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت نسور الجو المصرية لطائرات العدو الإسرائيلى، وأسقطت 18 طائرة، وأجبرت بقية الطائرات على الانسحاب والفرار، بعد معركة ضارية استمرت لأكثر من 53 دقيقة.

"اليوم السابع" التقت قائد القوات الجوية الفريق يونس المصرى، على هامش العيد الأربعين للقوات الجوية للتعرف على منظومة التدريب والـتأهيل داخل القوات الجوية والدور الذى بذلته خلال دعم ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، وتأمين التظاهرات السلمية للمواطنين، إلى جانب تأمين الحدود البرية والبحرية جوا، فضلا عن تقديم أوجه الدعم والمساندة لمختلف التشكيلات التعبوية للقوات المسلحة فى الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية.

قال الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية إن ذكرى انتصارات أكتوبر الخالدة، ستظل ملحمة عسكرية وشعبة فى تاريخ مصر الحديث، بذلت خلالها القوات المسلحة بدعم ومساندة الشعب المصرى مجهودات عظيمة، مكّنت القوات المسلحة خلال ست سنوات من التمهيد لمعركة العبور العظيم، التى برز خلالها دور القوات الجوية، فاعل وقوى وقادر على تحقيق المعادلة الصعبة فى النصر، بعدما قادت الضربة الجوية الاولى ومهدت لعبور التشكيلات البرية.


وأكد قائد القوات الجوية لــ"اليوم السابع " إن القوات المسلحة المصرية لديها منظومة كاملة من أحدث الطائرات الأمريكية والفرنسية، والإنجليزية والكندية والروسية والتشيكية والصينية والألمانية والأوكرانية، القادرة على تنفيذ المهام المختلفة بدقة عالية وكفاءة غير مسبوقة على جميع الاتجاهات الإستراتيجية للدولة، ومن هذه الطائرات " اف 16 " وميراج 5 – وميراج 2000" وأحدث طائرات التدريب والمعاونة الجوية "الفاجيت"، إلى جانب تحديث وتطوير الطائرات الموجودة لدى القوات المسلحة منذ حرب أكتوبر مثل الطائرة "ميج 21"، التى مازالت مستمرة فى الخدمة حتى الآن.

وأشار الفريق يونس المصرى إلى أن القوات الجوية المصرية تمتلك أحدث مروحيات هجومية "الأباتشى"، كما تم تحديث وتطوير أسطول طائرات النقل العسكرى، وطائرات الإنذار المبكر "اى تو سى" بالإضافة إلى الطائرات الموجهة بدون طيار، وكل ما هو جديد، فيما يتعلق بنظم الجودة والصيانة العالمية والتدريب فى عالم الطيران، حيث تم تحديث معظم الطائرات بأنظمة ملاحية متطورة تمكنها من إستقبال المعلومات من منظومة الأقمار الصناعية العالمية لتنفيذ المهام بكل دقة، مؤكدا أن القوات الجو المصرية بما تملكه من خبرات وقدرات فنية عالية تعتبر من أقوى أسلحة الجو فى المنطقة بأكملها.

وأضاف الفريق يونس المصرى، أن هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليا وخارجيا، تتم من خلال برامج التأهيل العلمى بمعهد دراسات الحرب الجوية، ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة للقوات الجوية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة، كما تم توفير "المحاكيات" المتطورة للطائرات الحديثة، لزيادة الكفاءة القتالية وتوفير النفقات أثناء التدريب، لافتا إلى أن القوات الجوية لديها مدرسة للقتال الجوى، بها أحدث ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى، كتدريب متقدم، بالإضافة إلى برامج تقييم نتائج القتال الجوى.

وبيّن الفريق يونس المصرى أن القوات الجوية تقوم بمهام إضافية لصالح أجهزة الدولة المختلفة والقطاع المدنى، لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، تكون دائما فى طليعة الأجهزة، التى تبادر للتدخل السريع، فى أعمال الإخلاء ونقل المصابين ومكافحة الحرائق، بالإضافة إلى الأدوار غير النمطية التى قامت بها خلال الفترة الماضية فى تأمين تظاهرات المواطنين خلال ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، إلى جانب مراقبة الحدود ونقل الأموال وأسئلة الامتحانات.

وكشف الفريق يونس المصرى، أن القوات الجوية أن القوات الجوية قامت بدور حاسم فى مواجهة الأعمال الإرهابية فى سيناء خلال الفترة الماضية، على الرغم من أن الجماعات المسلحة أطلقت النار خلال الفترة الماضية على طائرات الاباتشى التى كانت تهاجم أوكارهم، إلا أنها لم تفلح فى إحداث أى خسائر بها، ومازالت القوات الجوية مستمرة فى تعقب أوكار الجماعات المسلحة، من خلال عملية انتقائية تراعى خصوصية المجتمع السيناوى وتراعى، عدم سقوط ضحايا أبرياء، من خلال تنسيق وتعاون كامل مع التشكيلات التعبوية البرية فى إطار خطة للقيادة العامة للقوات المسلحة للقضاء على البؤر الإرهابية فى مختلف ربوع مصر، ليس فقط فى سيناء.

وحول تأمين الحدود المصرية أكد الفريق يونس المصرى أن القوات الجوية تتعاون مع الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية من أجل تكثيف تأمين الحدود المصرية، وذلك من خلال التنسيق الكامل مع قوات حرس الحدود والقوات البحرية، كاشفا أن عمليات التأمين والمتابعة للحدود المختلفة تم تكثيفها خلال الفترة الماضية، بعد الأحداث التى لحقت بدول الجوار، وتم على أثرها ملاحظة نشاط مكثف لعمليات تهريب الأسلحة، وعمليات الهجرة غير الشرعية مثل الحدود الغربية مع الجانب الليبى والحدود الجنوبية مع السودان.

وقال الفريق يونس المصرى إن حماية الإرداة الشعبية لأبناء مصر هى الهدف الرئيسى للقوات المسلحة المصرية، ونحرص على ذلك دائما، فى إطار منظومة عمل متكاملة داخل مختلف افرع وتشكيلات الجيش المصرى، تعمل فى تناغم تام، واحترافية شديدة، تمكنها من تامين الشعب المصرى من أى مخاطر داخلية أو خارجية.

وأوضح قائد القوات الجوية، أن تنويع مصادر السلاح وعدم الإعتماد على دولة بعينها هدف إستراتيجى أساسى داخل القوات المسلحة بشكل عام، وداخل القوات الجوية بشكل خاص، حيث تمتلك القوات الجوية المصرية طائرات من مختلف الدول المتقدمة، ولا يمكن لدولة بعينها ان تؤثر على مصر فى هذا المجال.

وأشار الفريق يونس المصرى إلى أن القوات الجوية خلال المرحلة الراهنة، منشغلة بكيفية تصنيع سلاحها بإمكانيات وقدرات مصرية خالصة، قائلا: "القوات المسلحة بشكل عام تسعى فى ذلك، ونسابق الزمن من أجل تحقيق هذا الهدف".

وحول الصراعات الإقليمية والتهديدات الخارجية التى تستدعى إجراء عمليات للتزود بالوقود جوا، اكد الفريق يونس المصرى أن مقاتلى القوات الجوية يتم تدريبهم على أعلى مستوى فيما يخص عمليات التزود بالوقود جوا، ولكن مصر ليس لديها طائرات التزويد بالوقود جوا، لعدم حاجة مسرح العمليات المصرى، والتهديدات التى تواجهها الأراضى المصرية، لتلك الأنواع من الطائرات، مؤكدا أن التسليح الموجود حاليا، قادر على مواجهة وردع أى عدوان، وتأمين سماء مصر، إلى جانب أن الحروب فى الوقت الراهن، تعتمد بشكل أساسى على المعلومات والأفكار، أكثر من الاعتماد على الأفكار التقليدية المرتبطة بالغزو وتنفيذ ضربات خارج الحدود.

وأوضح الفريق يونس المصرى أن الركيزة الاولى فى نجاح القوات الجوية هى الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية عسكرية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد، والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب، ولياقته البدنية العالية، وقدرته على استخدام أحدث الأجهزة والمعدات.

ووجه الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية رسالة طمأنة إلى الشعب المصرى فى ختام حديثه قال خلالها: "على الشعب المصرى أن يطمئن تماما، فلديه قوات جوية قوية جدا وقادرة على تنفيذ أى مهام تكلف بها، وللشعب العظيم أن يفخر بقواته المسلحة، التى تقف دائما مع إرادته الحرة ضمانا لاستقراره ورخائه، حتى تظل مصرنا الغالية حرة أبية أمد الدهر".