على حسن السعدنى يكتب: مصلحة مصر أغلى من أى شىء

الإثنين، 14 أكتوبر 2013 03:39 ص
على حسن السعدنى يكتب: مصلحة مصر أغلى من أى شىء نيلسون مانديلا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التسامح الفكرى من المصطلحات التى تُستخدم فى السياقات الثقافية والاجتماعية والدينية، لوصف مواقف واتجاهات تتسم بالتسامح أو الاحترام المتواضع أو غير المبالغ فيه لممارسات وأفعال، أو أفراد نبذتهم الغالبية العظمى من المجتمع، ويعتبر هذا المفهوم من المفاهيم المثيرة للجدل، ولعل من أسباب ذلك أنه لا يعمل على الارتقاء بمستوى المبادئ أو الأخلاقيات الفعلية على غرار ما يحدث فى المفاهيم الأخرى المتمثلة بالمعاملة بالمثل.

وحسب إعلان مبادئ التسامح الذى صدر عن اليونسكو بمناسبة العيد الخمسين لتأسيسها فى 16 نوفمبر 1995 م "أن التسامح هو احترام وتقدير للتنوع الغنى فى ثقافات هذا العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التى يعتمدها الإنسان"، ويشير ابن منظور فى كتابه لسان العرب إلى التسامح والتساهل باعتبارهما مترادفين، ومعظم المعانى مشتقة من "سمح"، السماح والمسامحة: أى الجود والعطاء عن كرم وسخاء، وليس تسامحًا عن تنازل أو منة، ويقول مجد الدين الفيروز أبادى فى كتابه القاموس المحيط: المساهلة كالمسامحة، وتسامحوا وتساهلوا، وتساهل أي: تسامح، وساهله أى ياسره، كما ذكر الإمام الفخر الرازى فى كتابه التفسير الكبير بأن اليسرى هى أعمال الخير التى تؤدى إلى اليسر.. كما أن لفظ التسامح لم يرد فى القرآن الكريم صراحةًً ولكن مضمون التسامح ورد فى وصف النبى صل الله عليه وسلم باستعمال لفظ آخر وهو اللين، قال تعالى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" آل عمران: 159.

كما قال تعالى فى سورة المائدة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" المائدة 69، هذه الآية تدُل على التسامح مع أصحاب الديانات المختلفة السماوية وغير السماوية.

ومن أبرز الشخصيات المؤثرة فى العالم والتى طبقت هذا المفهوم "التسامح الفكري" هو الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا، الذى سُجن لمدة 27 عام ومن ثم قاد مقاومة سلمية ضد نظام التمييز العنصرى "الأبارتايد" فاتحا صفحة جديدة من الوئام والتصافح والتسامح فى جنوب أفريقيا.

أيضا لا يمكن للتاريخ أن ينسى شخصًا مؤثرًا فى العالم وهو المهاتما غاندي" الذى عبر عن هذا المفهوم فى رسالة من داخل سجنه بقوله: "لا أحب التسامح، ولكنى لا أجد أفضل منه للتعبير عمّا أقصده"، كان غاندى يؤمن بالتسامح وعدم استخدام العنف واستطاع بفضل هذه الفضيلة هزيمة أكبر إمبراطورية آنذاك "بريطانيا العظمى"، فهو من خلال علاقته المميزة مع شعبه استطاع أن يؤسس نموذجًا مهمًا فى العصر الحديث وهى أن إحدى وسائل المقاومة هى التسامح واللاعنف والقدرة على التحرير والحصول على الحقوق المشروعة بالمقاومة السلمية.

أخيرًا أن أحد أهم مكونات الدولة الحديثة هى تجاوز تلك الصراعات والأزمات والمشاكل والشروع فى بناء مساحة من التعاون وتطويرها والتكاتف بين جميع الأطراف وهى البنية الأساسية لبناء ديمقراطية فعلية، أتمنى أن يكون التسامح الدينى والثقافى والفكرى والسياسى موجودًا فى دولة تعانى من حالة استقطاب حاد مثل مصر أم الدنيا، وعلى السياسيين أن يجلسوا على مائدة واحدة للتحاور والتسامح بين جميع أقطاب المجتمع المصرى لأن مصلحة مصر أغلى من أى ثمن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة