أواصل ما بدأته فى اليومين الماضيين بعرض كتاب «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة.. حرب الاستنزاف»، للكاتب الرائع الراحل محمود عوض.
يقول عوض، إن المرحلة الأولى من حرب الاستنزاف، كانت نقطة الضعف البارزة التى تعانى منها مصر هى، أن سماء مصر مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية بعد أن خرجت من حرب يونيه بمطاراتها العسكرية مدمرة وشبكة إنذارها الجوى محطمة بالكامل، وفى مباحثات عبد الناصر مع الوفد السوفياتى برئاسة بودجرنى رئيس الاتحاد السوفيتى، قال لهم بصراحة فى جلسة 22 يونيه عام 1967: «إن مهمة إخراج إسرائيل من سيناء هى مسؤوليتنا بالكامل وليست مسؤوليتكم، أما الدفاع الجوى عن أراضى الجمهورية، فهذا ما نطلب مشاركتكم فيه»، ولكن السوفيت ظلوا مترددين تماما بشأن المخاطر الدولية لمثل تلك المشاركة، بحيث إنهم لم يتخذوا بشأنها قرارا حاسما إلا بعدها بسنتين ونصف السنة.
وبالتزامن مع هذا المطلب من عبد الناصر للسوفيت، أصبحت إسرائيل تلمس من تطور العمليات العسكرية أداء عسكريا مصريا جديدا ومختلفا بالمرة، لم تكن تتوقعه بمثل تلك الكفاءة المتزايدة فى مثل هذا الوقت القصير.
فسرت المخابرات الإسرائيلية هذا التطور على النحو التالى: «فى أعقاب حرب 1967 مباشرة بدأ جمال عبد الناصر فى دراسة أسباب النجاح الإسرائيلى، وخلال فورة النصر فى إسرائيل، أذاع كل القادة الإسرائيليين وصفا لانتصارهم فى المعركة، وجاء ناصر بتسجيلات لكل ما أذيع، وأغلق على نفسه حجرة، وظل يستمع إليها لأيام طويلة حتى يقوم بتقييم العوامل الرئيسية التى جعلت من الجيش الإسرائيلى تلك القوة الضاربة».
ويعلق «عوض» على ذلك قائلا: بصرف النظر عن صحة أو عدم صحة هذا التفسير، فإن دراسة أسباب الهزيمة والاستعداد للمواجهة العسكرية الحتمية القادمة، كانت مهمة جميع القيادات من جمال عبد الناصر الى أصغر جندى فى القوات المسلحة، ولم تكن حرب الاستنزاف التى شنتها مصر ضد الاحتلال الإسرائيلى بلا ثمن، ولكن استعداد مصر لتحمل الثمن كان بدوره تعبيرا عن الإصرار الصلب على رفض الأمر الواقع الإسرائيلى، وفرض أمر واقع مضاد بقوة السلاح.
استأنفت مصر حرب الاستنزاف فى 8 مارس 1969، فى مرحلة جديدة تعكس التطور الجديد فى الإمكانيات العسكرية والقيادات العسكرية المصرية، أصبح الجيش فى معظمه من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، ولم تكن نوعية الأسلحة الجديدة تحتاج إلى مستوياتهم التعليمية فقط، ولكن كل ما يرتبط بتلك الأسلحة، وفى بند واحد فقط وهو بند السائقين اللازمين للدبابات والسيارات والعربات المدرعة، كان الجيش الجديد يحتاج إلى أربعين ألف سائق مثلا، وهؤلاء يحتاجون إلى المدربين والفنيين وكل الخدمات الأساسية الأخرى، وأصبح الجيش يمد مقاتليه بنشرة دورية عن أبعاد الموقف السياسى، ويعد لهم برامج مكثفة لتعلم اللغة العبرية.
فى 8 مارس 1969 استمرت المدفعية المصرية من غرب قناة السويس تدك تحصينات وتشكيلات عسكرية إسرائيلية فى رشق القناة خمس ساعات متواصلة، ووصفت وكالات الأنباء العالمية هذا بأنه يعكس قفزة جديدة فى قدرات الجيش المصرى، وفى اليوم التالى وقع خبر على المصريين كالصاعقة وهو استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، وغدا نستكمل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
كنا عبيد وبقينا اسياد
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد بلال
هل لديك الشجاعة الصحفية لتكتب عن العقيد /عبود الزمر
كان من ابطال حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ وأغلق على نفسه حجرة، وظل يستمع إليها لأيام طويلة ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ بدأت عملية كبرى لإعادة بناء القوات المسلحة فى مصر من تحت الصفر ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى مسعد
الى رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ لكـن جمـال عـبد الناصـر طبعـاً أفشـل مخططـهـم و كانت النتيجـة ... ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ مـتى يقـولهـا السـيسـى كما قالهـا خالد بـن الولـيد ☞