عبد الله جول أول رئيس تركى يؤدى فريضة الحج منذ "علمنة" الدولة

يؤدى مناسك الحج هذا العام عدد من الرؤساء، أبرزهم الباكستانى ممنون حسن، والموريتانى محمد ولد عبد العزيز، والسودانى عمر البشير، والتركى عبد الله جول، غير أن الأخير أثار قدراً كبيراً من الاهتمام، إذ إنه يعد أول رئيس لتركيا العلمانية يؤدى مناسك الحج وهو على رأس منصبه.

وفيما تتهيأ تركيا للاحتفال بذكرى مرور 90 عاماً على الجمهورية فى 29 الجارى، بزعامة مصطفى كمال أتاتورك، يؤدى الرئيس التركى الـ11 عبد الله جول مناسك الحج تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ما يعد سابقة فى تاريخ تركيا، إذ أضحى أول رئيس تركى يؤدى مناسك الحج وهو على رأس منصبه.

ووصل الرئيس التركى إلى السعودية من طريق مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولى فى المدينة المنورة، وسافر جواً إلى مطار الملك عبد العزيز فى جدة، ثم انطلق بعدها إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، ويغادر السعودية عائداً إلى بلاده فى 18 الجارى.

ورغم المبادئ العلمانية الصارمة التى بنى عليها أتاتورك تركيا الحديثة، إلا أن الرئيس المنتمى إلى حزب العدالة والتنمية ذى التوجه الإسلامى، كسر العرف التركى بقدومه إلى الحج، ليبرهن على عزم الحزب الحاكم المضى قدماً فى التحرر من القيود العلمانية، وليعود بالأذهان إلى مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة فى تركيا، نجم الدين أربكان الذى تم حظر حزبه بتهمة انتهاك العلمانية العام 1998.

وأوضح القنصل العام لتركيا فى جدة فكرت أوزر فى تصريحات لصحيفة الحياة أن حج الرئيس جول لا يهدم القيم العلمانية مثلما يدعى بعض معارضيه. وقال "الأصوات التى تردد أن حج الرئيس يهدم القيم العلمانية التى بنيت عليها الدولة الحديثة لا تعرف معنى العلمانية التى تسير عليها تركيا، فتركيا لا تحارب الدين، وأن يكون جول رئيس دولة علمانية فهذا لا يمنع أن يؤدى مناسك الحج".

وأضاف "توجد نظم علمانية تحارب الدين مثل الاتحاد السوفيتى سابقاً، ولكن علمانية تركيا تتيح أن يتبنى الشخص اعتقاداً ويعيشه، بيد أن القوانين بعيدة من الدين"، مشيراً إلى أن تركيا عانت من تطبيق العلمانية تطبيقاً خاطئاً، إذ كان من المحظور أن يؤدى أى مسئول حكومى شعيرة دينية بصفته الرسمية، حتى جاءت فترة الثمانينيات التى شهدت انفتاحاً كبيراً بعودة الأحزاب للبلاد، لتُكسر حدة التطبيق السابق.