أنهينا الجزأين الأول والثانى على مشهدين مهمين، وهما تخوين الإعلام العربى الجديد (غير المصرى) لكل من يهتمون بزيارة الضفة الغربية والمسجد الأقصى.. وظهور كلمة (مطاطة) وغير مفهومة اسمها (التطبيع)، وهى التهمة الجاهزة لكل من يحاول كسر الحصار عن أهل (رام الله) والضفة الغربية، ذهبت إلى (رام الله) بدون ختم إسرائيلى على جواز سفرى، وبدعم من السلطة الفلسطينية والأردنية والسفارة المصرية.. واستقبلنى الفلسطينيون المقاومون للاحتلال فى بيوتهم وخرجت على الهواء مباشرة عبر التليفزيون الفلسطينى.. وألقيت قصائد لدعم المقاومة ضد الكيان الصهيونى فى حفلى الخاص وقمت بزيارة لأسرة أكبر الأسرى فى السجون الإسرائيلية (فؤاد الشوبكى قبطان فلسطين).. وزرت ضريح الشهيد (ياسر عرفات).. وزرت متحف شاعر القضية الفلسطينية (محمود درويش) واستقبلنى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن شخصيا فى مكتبه.. كل هذا.. واتهمنى الإعلام الجديد (غير المصرى) بالتطبيع مع إسرائيل.. إذن نحن أمام مؤامرة واضحة لعزل (فلسطين) عن الواقع العربى وعزل المسجد الأقصى عن الفكر العربى والذكريات العربية ومحاولة إبعاد الشخصيات العامة العربية عنه بأى شكل، معظم العرب والمسلمين لهم صور فى البيت الحرام وفى المسجد النبوى.. ولكن من منا له صورة داخل المسجد الأقصى؟
فى (رام الله) وجوه بشوشة ومرحبة وهواء نقى بدون عوادم سيارات ولا أثر للرمال فى الشوارع.. وأسعار مرتفعة جدا.. لتر البنزين 92 فى (رام الله) سعره يعادل 14 جنيها مصريا وعلبة السجائر بما يعادل 52 جنيها مصريا ولكن الحد الأدنى للأجور هناك يعادل 2800 جنيه مصرى، الوصول إلى المسجد الأقصى يستلزم تصريح من الاحتلال الإسرائيلى لأنك ستمر فى مستوطنة يهودية قبل أن تصل إلى المسجد.. الاشتباكات بين الصهاينة المتعصبين والعرب المسلمين (الذين يتهمهم الإعلام الجديد بالتطبيع) فى محيط المسجد الأقصى لا تنقطع إلا إذا كان هناك زيارة لإحدى الشخصيات العامة – سواء العربية أو الأجنبية - للمسجد.. فى هذه الحالة تتدخل السلطة الإسرائيلية وتقوم بإبعاد اليهود المتعصبين عن محيط المسجد بالقوة لكى لا يتم تصوير الانتهاكات التى يمارسها اليهود فى حق المقدسيين العرب هناك.
فى 1 أكتوبر 2013 (الذى تصادف أنه يوم ميلادى) كنت أنا هذه الشخصية العامة وتم تأمين دخولى فى سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة المصرية، وتم إبعاد اليهود المتعصبين عن محيط المسجد الأقصى واصطحبنى سيادة القنصل المصرى بفلسطين شخصيا أثناء الزيارة، فكرت وقتها فى ضرورة تكرار مثل هذه الزيارات من كل الشخصيات العامة فى كل البلدان العربية لتشعر إسرائيل أن لهذا المسجد مريدين ورجالا وشعوبا تزوره وتحفظه وتحج إليه، لقد تم إبعاد دنس اليهود المتعصبين لمدة ساعتين (هى مدة زيارتى وصلاتى بالمسجد الأقصى) فماذا لو جاء بعدى شخص مهم يُبعِدهم ساعتين أخريين، وبعدها ساعتين، وبعدها ساعتين.. ستجد إسرائيل نفسها فى النهاية أمام القوى الناعمة التى لن تستطيع دفعها إلا بالعنف، ووقتها نكون قد أحرجناها أمام العالم الذى يعتقد أن إسرائيل هى رمز الديمقراطية والتسامح، وأن العرب هم رموز العنف والتطرف، أما الإعلام العربى الجديد (غير المصرى) الذى يروّج لفكرة ترك المسجد الأقصى وهجره بحجة (التطبيع) ويخوّن كل من يزوره فهذا الإعلام يعمل لمصلحة (إسرائيل) سواء بالقصد أو بالجهل، زرتُ (رام الله) شعب الجبارين المقاوم.. ومكثت خمسة أيام فى الأرض التى بارك الله فيها وسنكرر زيارتنا – إن شاء الله – كثيرا ولن نعبأ ولن نلقى بالا للذين يحاولون أن يبعدونا عن المسجد الأقصى وعن أهلنا فى فلسطين بفزّاعتهم التى اخترعوها وأسموها (التطبيع).. وسنظل – نحن الفنانين – نضغط بقوانا الناعمة على الكيان الصهيونى ونشحذ الهمم لروح المقاومة ولن نترك أهلنا فى الضفة الغربية يشعرون بأنهم فرادى، وسنُشعرهم بأن العرب جميعا يقدرونهم ويعلمون ما يعانونه من وطأة الاحتلال وسنظل نبشر باليوم الذى يقدر فيه العرب أن يدقوا طبول المعارك لتحرير المسجد الأقصى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة