تعليقًا على تقرير صحيفة إسبانية حول رفض أمريكا لترشح "السيسى" بالرئاسة.. القوى المدنية: واشنطن ترفض أى رئيس قادم يحافظ على الاستقلال الوطنى.. والشعب سيد قراره.. ونرفض أى تدخلات أمريكية فى شئون مصر

اعتبرت القوى المدنية أن ما أدلت به صحيفة "الموندو" الإسبانية، اليوم الاثنين، من أن الولايات المتحدة الأمريكية سيكون موقفها من الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة مختلفًا تمامًا عن سابقتها، حيث إنها سترفض بشكل قاطع ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية، هو أمر أقرب للواقع وبعيد عن ترشح السيسى من عدمه، فإن أمريكا سترفض أى شخص يحاول الحفاظ على الاستقلال الوطنى.

بدوره، قال حسن شاهين المتحدث باسم حملة "تمرد"، إن الأمريكان منزعجون من الشأن المصرى فى الوقت الراهن بعدما أصبح تأثيرهم منعدمًا على إرادة المصريين.

وأضاف "شاهين" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ما توقعته صحيفة "الموندو" الإسبانية بأن الموقف الأمريكى تجاه مصر سيظل كما هو، وأن الأمر لن يتوقف على تعليق المعونات فقط بل سترفض أيضًا ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة نتيجة طبيعية، لافتًا إلى أن الاعتماد الأكبر على إرادة المصريين فى وجود نظام ديمقراطى من خلال انتخابات رئاسية نزيهة.

وأشار شاهين إلى أن الأمر بعيد عن ترشح السيسى للرئاسة من عدمه فإن أمريكا سترفض أى شخص يسعى لتنفيذ الاستقلال الوطنى سواء هو أو غيره، لأن مصر خرجت من بيت الطاعة الأمريكية فى 30 يونيو وتم رفع الوصاية الأمريكية عنها.

وفى السياق ذاته، أكد أحمد بهاء الدين شعبان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، أن أمريكا تحاول التدخل فى الشئون المصرية لصالح جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى يرفض التدخل الأمريكى.

وأوضح أن حديث الصحيفة الإسبانية أقرب إلى الحقيقة، لافتًا إلى أن أمريكا سترفض أى رئيس قادم، لإعطاء المزيد من المبررات لجماعة الإخوان، منوهًا بأن الشعب المصرى أكبر من أن يخضع لأى ممارسات مستفزة من قبل أمريكا.

وأضاف أن الشعب المصرى سيد قراره حتى لو اختار الفريق أول عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر، موجهًا كلمته للمصريين بضرورة إدراك أنهم أمام معركة حماية للسيادة الوطنية التى انتهكت فى فترة حكم محمد مرسى، قائلاً: "هذا الحديث يشير إلى طبيعة العلاقة بين أمريكا وجماعة الإخوان وعلى الولايات المتحدة احترام الإرادة المصرية".

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله المغازى، عضو مجلس الشعب السابق، إن الشعب المصرى كسر حاجز الخوف بعد ثورة يناير، ولن يقبل بأن يملى أحد عليه شروطًا، لافتًا إلى أن الفترة السابقة شهدت العديد من المطالبات بقطع المعونة الأمريكية لكى تتخلص مصر من التبعية الأمريكية.

وأكد المغازى أن السبب وراء رفض أمريكا لترشح "السيسى"، نظرًا لكونه شخصية وطنية تخلت عن امتيازاتها فى عصر الإخوان ووقفت ضد الإرادة الأمريكية نزولاً إلى إرادة الشعب المصرى.

وأرجع زيزو عبده، القيادى بحركة 6 إبريل، أسباب رفض أمريكا لترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة، إلى تخوفها من صعود نجم "السيسى" فى مصر، وقدرته على اتخاذ قرارات ربما تضر الإدارة الأمريكية، مؤكدًا الرفض التام لكل أشكال التدخل الأمريكى فى الشئون المصرية.

وقال "عبده" نرفض اختيار الرئيس المصرى طالما تدخلت فيه التبعية الأمريكية، مطالبًا بضرورة إلغاء المعونة التى تتحكم بها أمريكا فى الشئون المصرية، ومن جهة أخرى أكد رفضه لترشح السيسى للرئاسة، لأن بترشحه يتلاشى مفهوم دولة المؤسسات.