أثار خبر سقوط شجرة مريم الأثرية الذى انتشر على مدار الأسبوع الماضى على صفحات التواصل الاجتماعى فيس بوك غضب العديد من الأثريين، خاصة أن هذه الشجرة المقدسة والأثرية تقع فى منطقة آثار المطرية بالقرب من مسلة سنوسرت، وعمرها نحو ألفى عام، حيث استظل بظلها السيد المسيح وأمه العذراء مريم أثناء رحلة الهروب إلى مصر، وخلال هذه السنوات تحولت الشجرة إلى مزار سياحى ودينى يقصدها البشر من شتى أنحاء العالم، وكما يقصدها البشر بغض النظر عن جنسياتهم فقد تحولت أيضا إلى مقصدا للمسلمين والمسيحيين على السواء طلبا للبركة حيث ينذر الكثير من المسلمين نذورهم للشجرة التى يعتبرونها مباركة.
ورغم نفى وزارة الآثار فى بيان رسمى خبر سقوط شجرة مريم وتأكيدها أن الشجرة لم تتعرض بسوء إلا أن بعض الأثريين أكدوا أن البيان كاذب وأن الشجرة سقطت بالفعل وهو ما دفع اليوم السابع للتوجه إلى منطقة أثار المطرية للوقوف على حقيقة الوضع.
فى البداية توجه اليوم السابع لنقطة تفتيش الآثار واصطحبنا مفتشى الآثار بالمنطقة، وتوجهنا مباشرة إلى شجرة مريم، وهى عبارة عن شجرة كبيرة منحنية وليست مستقيمة، وأكد لنا مفتشى الآثار أن الشجرة على هذا الوضع منذ سنوات كما أطلعونا على صور الشجرة قبل سنوات وهى على نفس الحال، كما أنها محاطة بسور حديدى بجوار هذا السور شجرة عمرها وفقا لحديث الأثريين يتراوح بين 35 و50 عاما، وأن سقوط هذه الشجرة ناتج عن العوامل الجوية وأسفر عن شرخ فى سور المنطقة الأثرية، وأن العناية الإلهية وحدها أنقذت شجرة مريم من سقوط هذه الشجرة عليها، موضحة أن وزارة الآثار تقوم حاليا بتصليح هذا الشرخ، مؤكدين أن شجرة مريم سليمة تماما وما تردد على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك غير صحيح.
منال كامل حسين كبيرة مفتشى الآثار بمنطقة أثار المطرية قالت لليوم السابع أن الشجرة التى سقطت هى شجرة مثمرة موجودة بجوار شجرة مريم عمرها بين 35 و50 سنة وتعتبر من الجيل الثالث لشجرة مريم الأصلية، وأن شجرة مريم على حالهها منذ سنوات وتأخذ نفس الشكل المنحنى التى هى عليه حاليا.
وتروى منال كامل لـ"اليوم السابع " قصة سقوط الشجرة قائلة أنه يوم الاثنين فى تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً فوجئنا بالشجرة تنقلع عن جذورها وسقطت على السور المحاط بها مما أدى إلى شرخ السور وقمنا على الفور بإبلاغ قسم المطرية ومديرة الأمن وحى المطرية وحضر على الفور مدير المنطقة الأستاذ خالد أبو العلا ورئيس هيئة المنطقة المركزية الدكتور محمود عفيفى واتصلنا أيضا بهيئة التشجير وحضر فى اليوم الثانى عمال من حى شرق معهم "منشار آلى" لصعوبة دخول الونش داخل المكان وتمت كل عمليات الإنقاذ بطريقة يدوية.
بينما قالت هناء لطفى إسكندر مفتشة أثار بموقع شجرة مريم، إن إدارة الترميم تقوم بشكل مستمر بأعمال الترميم للشجرة وأيضاً إدارة الزراعة ولا يوجد إهمال على الإطلاق، موضحة أن الشجرة التى سقطت شجرة جميز وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة زراعتها مرة أخرى، لأنها واحدة من أجيال شجرة مريم الأثرية التى تحرص وزارة الآثار على الحفاظ على زراعة أجيال منها.
من جانبها قالت إبتهاج محمد مهندسة زراعية بأن سبب سقوط الشجرة عوامل الرياح وليس نتيجة إهمال وأنها شجرة مثمرة وتم زرعها فى 1980 ونحن نقوم بمراعاة الشجرة حتى بعد سقوطها.
أما خالد أبو العلا مدير آثار منطقة المطرية، قال إنه تم رفع الشجرة التى سقطت وما تخلف من الجزء المتهدم من السور بالتعاون مع حى المطرية ومحافظة القاهرة، مؤكداً على أنه يتم الآن التنسيق مع قطاع المشروعات بالوزارة لإعادة بنائه مرة أخرى.
وأكد الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار على عدم تأثر أى من العناصر الأثرية بمنطقة شجرة مريم بسقوط الشجرة المجاورة لها، مشيراً إلى أن الشجرة سقطت نتيجة لسوء الأحوال الجوية على سور حديث كان مقاما لتحديد الحرم الأثرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة