بعد ساعات.. الكعبة المشرفة ترتدى كسوتها الجديدة

عقب صلاة فجر الاثنين تتجه أنظار المسلمين، إلى بيت الله الحرام، فى مكة المكرمة، لمشاهدة تغيير كسوة الكعبة المشرفة، والتى تبلغ تكلفتها حوالى 22 مليون ريال، على يد 86 شخصاً من العمالة والفنيين والصناع، ومن المعروف أن السلطات السعودية تقوم كل عام باستبدال كسوة الكعبة بكسوة جديدة.

ويعد "تبع أبى كرب" أول من كسا الكعبة المشرفة كاملة فى الجاهلية بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائعين سنة 220 قبل الهجرة، وهو كذلك أول من صنع للكعبة بابا ومفتاحا، وبعدها بدأت قريش فى عهد قصى بن كلاب تنظيما جديدا للكسوة يقضى بمشاركة القبائل والأثرياء فى الكسوة.

وبقى الحال على ما هو عليه حتى فتح النبى محمد صلى الله عليه وسلّم مكة المكرمة فى السنة الثامنة من الهجرة، حيث كساها بالثياب اليمانية، ثم سار الخلفاء الراشدين على هذا النهج فكساها أبو بكر، بالقباطى المصرية، وكذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.

أما الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، فقد كسا الكعبة المشرفة كسوتين فى آن واحد، وهو أول خليفة فى العصر الإسلامى يقوم بذلك، حيث تم كسوتها بالبرود اليمانية والقباطى المصرية، بينما لم يتمكن على بن أبى طالب رضى الله عنه، من كسوة الكعبة، بسبب انشغاله بوحدة المسلمين نتيجة الفتن والحروب الداخلية التى حدثت فى عهده.

وحول كسوة الكعبة المشرفة فى العصر الحالى، أوضح مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة فى مكة المكرمة الدكتور محمد عبدالله باجودة، أن تقليد الكسوة يتم مع بداية شهر ذى الحجة من كل عام، موضحا أن "الكسوة القديمة تعود إلى مستودع المصنع للاحتفاظ بها".
يعمل فى مصنع كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 240 صانعا وإداريا، مشيرا إلى أن تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال.

وأضاف الدكتور محمد عبد الله باجودة، أن الكسوة تستهلك نحو 700 كيلو جرام من الحرير الخام الذى تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود و120 كيلو جراما من الأسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين.

وتابع "باجودة" أنه يوجد على الكسوة من الخارج نقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و(سبحان الله وبحمده) و(سبحان الله العظيم) و(يا حنان يا منان يا الله) وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها وعلى ارتفاع تسعة أمتار من الأرض وبعرض 95 مترًا.

وأشار "باجودة" إلى أن قطع الكعبة مطرزة من قماش الحرير الطبيعى الأسود السادة، وحروفها مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، وتتكون من 16 قطعة فى كل جهة من جهاتها الأربع، أربع قطع، موصلة مع بعضها البعض، ويبلغ طول محيط الكعبة 47 مترا تقريبا وهو طول حزام الكعبة، وعلى قطع الحزام آيات قرآنية بالخط الثلث المركب الجميل، مطرزة حروفها بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.