والمقصود أننا نفقد أو فقدنا بالفعل الثقة فى كل من حولنا أيًا كان فمن كنا نظن أنه شيخًا وجدناه تاجرًا للدين أو متلون وهو ما لا نفترض وجوده فى رجل الدين ومن كنا نظنه سيقودنا إلى النصر على نقاط ضعفنا كمجتمع وبشر يعانى من مشكلات عديدة وجدناه يريد من يعينه لأنه لا يستطيع الوقوف أمام التيارات المعاكسة ومن كنا نظنه عالم سيقدم إلينا اختراعات ويضعنا فى صفوف الأمم المتقدمة وجدناه وقد سئم الطريق أو أنه كان يظن أن الأمور ستكون سهلة فوجد نفسه أمام دوامة من العقبات فتركنا لمصيرنا.
الجميع يتساقط أمام المسؤولية بمجرد أن يكون فى دائرة صنع القرار، وكأنه بطل من ورق أو أنه كالطالب الذى ينجح فى اختبار النظرى وفوجئ بأن اختبار العملى بعيدًا تمامًا عما كان قد قرأه فى الكتب.
كل الرموز تتهاوى وتتوارى بمجرد الطفو على السطح وكأن تاريخ صلاحيتها قد انتهى، وتغيرت المفاهيم فقد كنت قدوة للشباب فأصبحت صدمة لمن كان يظن هذا يومًا ما وكنت تتحرى الصدق فأصبحت تلتمس لنفسك مبررات للكذب والخداع وكنت ملهم لمن حولك بالأفكار فأصبحت أفكارك عقيمة لا تتلاءم مع الواقع فأصابها الوهن وماتت، فليس كل متحدث جدير بالاستماع وليس كل صامت يحمل فى ذهنه الحكمة.
لقد وثقنا بمن هم ليسوا أهلاً للثقة.. ولكننا لم نكن لنعرف هذا إلا بالتجربة فنخطئ فى مرة ونصيب فى أخرى وما الخبرة البشرية إلا تراكم لتجارب نتعلم منها ثم نورثها لمن بعدنا فى صورة تاريخ فيتعلمون منه ألا يكرروا نفس الأخطاء مرة أخرى فليتنا نقرأ لنعرف ونفهم وإلا سنكون قد أقسمنا بأننا لن نتعلم ولن نفهم وسنظل هكذا مادة ليخدعنا الآخرين.
لا تجلد نفسك ولا تندم على اختيارك أيًا كان ولكن فقط تأمل نتائج اختيارك بشىء من التجرد ودون تحيز أو عناد لتصل إلى خلاصة التجربة ونتائجها سواء بالنجاح فتكررها أو بالفشل فلا تقربها مرة أخرى.
الثقة فى الله هى النجاة وما هم إلا أشخاص يجيئون ويذهبون أو هم أسباب نلتمسها بعد قراءة التاريخ والمرور بالتجارب ويجب أن نتعلم ألا نفرط فى التفاؤل فقد تعلمنا أن هذا فى معظم الأحوال صادم ولكن يجب أن يكون تفاءل حذر حتى تظهر النتائج ولنجعل بيننا وبين كل مسؤول ميزان يرجح بتحقيق الأهداف المشتركة المرجوة للغالبية أيًا كان انتماؤه الفكرى ولنجعل الصالح العام هو مركز تفكيرنا.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
ممكن رحمه ورضا من الله ان يصرف عنا السوء ويكشف لنا حقيقه الامور ويولى امورنا خيارنا بفضله
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء محمد
نثق في مين غير الله