محمد أبو بكر يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه

تعانى المنظومة المصرية، بسائر قطاعاتها، من التدنى فى مستوى الخدمات التى تقدمها والعقلية الرجعية التى تعود إلى الستينيات فى الوقت الذى تتطورت وتقدمت فيه دول شرق آسيا كالصين، كوريا، سنغافورة، وغيرها من الدول التى لم ينعم عليها الله بموارد كما وهبها لمصر، فنحن نمتلك الكثير من الموارد التى لا حصر لها سواء كان موقعا جغرافيا أو طقسا رائعا يأتى السائحون للاستمتاع به وبالآثار والحضارة الفرعونية، بجانب قناة السويس والطاقة البشرية والكثير من الموارد، ومع ذلك نجد أن الاقتصاد المصرى يعانى بشكل دائما، والسؤال هنا، لماذا؟!.

وتكمن الإجابة هنا فى عدم قدرة الإدارة المصرية على إدارة موارد الدولة، ولذلك يعانى المواطن المصرى البسيط فى ظل كل هذة الموارد من عدم حصولة على أبسط حقوقه.

فنجد أن الدولة تصدر تصريحات من وقتا إلى آخر ببعض التعديلات والإصلاحات فى قطاع معين ومع مرور الوقت نجد أن النتيجة (صفر)، ونتساءل كيف لهذا أن يحدث بعد هذه التعديلات والإصلاحات، الإجابة بكل بساطة هى أن منظومة قطاعات الدولة تحتاج بالكامل إلى إصلاحات جنبا إلى جنب، وفى آن واحد وليس قطاع دون الآخر لآن هذه المنظومة هى حلقات متصلة ببعضها البعض كل حلقة منها تسلم الأخرى، فعلى سبيل المثال إذا أردت تنشيط السياحة فعليك بتوفير الأمن، وإذا أردت تنشيط الصناعة فعليك بالاهتمام بالبحث العلمى، ويجب أن يتم هذا فى إطار من التوافق والتنسيق بين القطاعات، وذلك لتيسير العمل، ولن يتم هذا إلا إذا تم تغيير الفكر الإدارى والعقلية التى تدير مؤسسات الدولة، ومعرفة المشكلات الحقيقية التى تواجه المواطن والشارع المصرى، ولكن للأسف وإلى الآن ما زال هناك الكثير من المسئولين الذين يديرون إداراتهم من المكاتب وهم بعيدون كل البعد عن المشكلات الفعلية التى تواجه المواطن والشارع المصرى، ويبقى هنا السؤال.. هل فاقد الشىء يمكن أن يعطية؟..