ولعل مهرجان سينما الموبايل الذى انتهت فعالياته مؤخرا يعد أحد أبرز المهرجانات العربية التى تهدف إلى مساعدة المواهب الشابة الجديدة على أخذ طريقها إلى عالم السينما، خصوصا أن الشركة المنظمة للمهرجان هى الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، إحدى أبرز شركات الإنتاج المتواجدة حاليا، لكن مع الأهداف الطيبة والأفكار الجريئة التى يحملها المهرجان فوجئ الجميع بأن الفيلم الفائز بجائزة المهرجان وهو بعنوان "إنسان" مسروق من فيلم أجنبى، سواء فى الفكرة أو طريقة المعالجة والسيناريو حتى فى اختيار الأماكن التى يتم التصوير بها، بل إن المخرج الشاب الذى نال جائزة المهرجان كتب على تتر فيلمه أنه من فكرته وكتب له السيناريو.
الفيلم الأجنبى يحمل عنوان Love Language وتم إنتاجه عام 2011 ويتناول علاقة تبدأ بين شاب وفتاة يجلسان فى حديقة عامة ويقرأ كل منهما فى كتاب، ويبدى الشاب إعجابه بالفتاة ويحاول أن يتجاذب أطراف الحديث معها، حيث يطلب منها فى البداية أن تعطيه قلما ثم يشكرها على استجابتها لطلبه وينصرفان ليتقابلا فى اليوم التالى وكل منهما يجلس فى مكانه، ويبدأ الشاب فى كتابة عبارات على ورق للفتاة التى تستمتع إلى أغنية وتضع فى أذنها سماعات، ويسألها الشاب عن اسم الأغنية التى تسمعها وتجيبه بأنها أغنية خاصة جدا ثم يبدأ الحديث بينهما عبر الورق، يكتب الشاب لها جملة ثم ترد عليه بنفس الطريقة، ثم ينصرفان، ويتكرر لقاؤها مرة أخرى وبنفس الطريقة يكتب الشاب على الورق، ثم تكتب له الفتاة وتسأله عما إذا كان يريد سماع أغنيتها الخاصة، وتعطيه السماعات ولكن المفاجأة أنه لا يسمع شيئا وهنا تخبره الفتاة بأنها لا تسمع ولا تتكلم، وعندئذ يكتب لها الشاب جملة "مازلت جميلة"، والأمر نفسه نراه فى فيلم "إنسان" المصرى.
إسلام بلال مخرج الفيلم المسروق "إنسان" تمكن من خداع لجان التحكيم، خصوصا أن تلك النوعية من الأفلام الأجنبية القصيرة يصعب حصرها كما هو الحال فى الأفلام التجارية التى تكون متاحة لكم كبير من الجمهور، وتداركت إدارة المهرجان للخطأ الذى وقعت فيه بدون قصد لتسحب بعد 24 ساعة من حفل توزيع الجوائز، جائزة أفضل فيلم التى كانت منحتها للفيلم، وأكدت أنها فوجئت بتلقى العديد من الرسائل التى تتهم الفيلم بأنه منقول من فيلم آسيوى، وهو ما جعل إدارة المهرجان ولجنة التحكيم تنعقد مجددا لتصدر بيانا قالت خلاله إنها تأكدت من أن هناك نقل واضح لفكرة وأسلوب تنفيذ الفيلم بشكل يتجاوز توارد الخواطر أو تشابه الأفكار وإنما يندرج تحت بند النقل المباشر لفكرة وتناول بصرى لا يمكن أن يأتى من باب الصدفة لذا فأنها سحبت الجائزة من المخرج.
وقررت لجنة التحكيم بتقسيم قيمة الدعم الإنتاجى (قيمة الجائزة) مناصفة بين الفيلمين اللذين نالا جائزتى لجنة التحكيم وجائزة أفضل فيلم تسجيلى "مجرد" لمحمد الدباح و"قفل وجنزير" لمحمد كرارة، نظراً للمستوى الفنى للفيلمين، وبما أنهم شغلوا مواقع مقاربة جدا فى المنافسة مع فيلم إنسان خلال مداولات اللجنة.
بينما احتفظت آية محمد بجائزة أفضل ممثلة التى نالتها عن دورها فى الفيلم بما أن اللجنة ترى أن لا ذنب لها فى اقتباس الفيلم ولازالت اللجنة ترى أنها تميزت جداً فى دورها.
وأعربت لجنة التحكيم وإدارة المهرجان عن كامل أسفها وحزنها على أن يلجأ شباب الجيل الجديد من صناع الأفلام للاستسهال والنقل المباشر من أعمال يظنونها مجهولة متناسين أن مع عصر المعلوماتية الذى نحياه لا توجد أسرار وأن أى عمل فنى فى العالم مهما كان غير مشهوراً وارد أن يصل لمتناول الجميع، وأن سرقة فكرة من فيل قصير مجهول لا تقل وطئاً من سرقة فيلم عالمى مشهور.










