فورين بوليسى: العالم يواجه أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود

السبت، 12 أكتوبر 2013 01:51 م
فورين بوليسى: العالم يواجه أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود صورة ارشيفية
واشنطن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مفوضة الاتحاد الأوروبى لشئون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا، إن "العالم يواجه أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود منذ حرب البلقان ورواندا، وذلك بعد أن تحولت سوريا إلى أنقاض وركام وحطام يعانى فيه ملايين من الأشخاص وبصفة أساسية النساء والأطفال".

وأضافت المفوضة فى مقال لها بمجلة فورين بوليسى الأمريكية، اليوم السبت، أن "آخر الإحصاءات تشير إلى مقتل أكثر من 115 ألف شخص فى الحرب الأهلية السورية التى بدأت منذ أكثر من عامين ولا نهاية لها تلوح فى الأفق".

وتساءلت عن مصير من كتبت لهم النجاة من المهالك فى سوريا.. وقالت إنهم "يستحقون الدعم من قبل الجهات العاملة فى مجال المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى أن ربع السوريين نازحون داخليا فى الوقت الذى يعيش فيه 1، 2 لاجئ سورى فى دول مجاورة لسوريا، ومن ضمنها لبنان والأردن بشكل أساسى، وهو ما يعنى أن ثلث السكان أجبروا على ترك منازلهم أو أراضيهم أو أعمالهم.

ودعت المفوضة إلى تصور الوضع حال تصاعد الأزمة، مشيرة إلى أنه فى غضون عام واحد فقط ارتفعت محصلة القتلى بنسبة أربعة أضعاف، بينما ارتفعت نسبة الذين هم فى حاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا 3 أضعاف، كما أن أعداد اللاجئين تضاعفت 8 مرات.

وحذرت من أنه "فى حال عدم اتخاذ إجراء سريع فإن التأثير الدرامى الأسوأ للأزمة السورية سيتمثل فى ضياع جيل كامل عندما تضع هذه الحرب أوزارها وتنتهى.. وللأسف فإن هذا الجيل سيكون هو الجيل المنوط به إعادة بناء الدولة وإعمارها بعد ذلك".

وفيما يتعلق بأزمة الغذاء، قالت إن "الحصاد السورى فى عام 2013 هو الأسوأ فى 30 عاما، حيث إن الصراع منع كثيرا من المزارعين من العمل، بينما تستهلك مخزونات الغذاء".

وأشارت إلى أنه وفقا لمنظمة (أنقذوا الأطفال) فإن 20 طفلا فى ضواحى دمشق يعانون من سوء تغذية حاد، بينما تعانى أسرة من بين كل خمس أسر من عدم وجود طعام فى منازلها أكثر من 7 أيام فى الشهر.

وقالت إن "وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين يشكل عبئا على الدول المضيفة التى تعانى بالفعل من اقتصاد هش بالفعل، كما أن التنافس للحصول على الخدمات الرئيسية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم والعمل، أدى إلى توترات مع السكان المحليين".

ولحل هذه المشاكل، رأت جورجيفا أن "الاتحاد الأوروبى فى حاجة إلى أن يكون كريما فى توفير المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى أن الإنفاق يجب أن يأتى على محورين الأول هو التركيز على المدنيين ضحايا الصراع السورى، والثانى مساعدة الدول المتضررة بشكل مباشر.

وأضافت أن "المجتمع الدولى فى حاجة إلى أن يولى أهمية لحل مشاكل الوصول إلى المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى البيان الرئاسى الذى تبناه مجلس الأمن الدولى بشأن القضايا الإنسانية فى سوريا يوم 2 أكتوبر، وهو أول خطوة إيجابية على هذا الصعيد منذ بداية الحرب الأهلية.

وأوضحت المفوضة أن الحكومة السورية تتعاون الآن مع مفتشى الأسلحة الكيماوية التابعين لمنظمة الأمم المتحدة، لكن انتهاكات حقوق الإنسان مازالت مستمرة، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من أن يصرف التركيز على الأسلحة الكيماوية الانتباه عن الأزمة الإنسانية العميقة فى سوريا.

وقالت إنه "ينبغى منع ضياع جيل بالكامل من الأطفال السوريين"، موضحة أنه ينبغى أيضا أن ندعو دول الجوار السورى إلى إبقاء حدودهم مفتوحة للاجئين السوريين، وأن الاتحاد الأوروبى يجب أن يفعل الأمر نفسه، ومشيرة إلى أن التضامن مع المحتاجين قيمة أوروبية أصيلة، وأنها تثق أنه بوسع الجميع تطبيقها الآن فى الوقت الذى يعانى فيه كثير من السوريين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة