هكذا تحول الكثير من السياسيين فى مصر فى وعودهم وسلوكياتهم السياسية (والحلبسة)، لمن لا يعرفها نوع من الحلوى يحملها عادة الباعة الجائلون موضوعة فى أكياس شفافة يظهر ما بداخلها من حلوى قريبة اللون من الحمرة تلفت الأنظار مصطحبا معه لبيعها ( زمارة ) ليلفت إليه أنظار المارة ولكن ، وما أدراك ما لكن؟ عندما تشتريها تجدها حلوى ( هولامية ) أى أنها مجرد شكل فقط وعندما تضعها فى فمك تجدها فى لحظات قد ذابت مع لعابك وينتهى طعمها وقيمتها فى ثوان معدودات وقد يتحول طعمها للمرارة فى حلقك بسبب إحساسك بأنك ( انضحك عليك ) وقد تحادثك نفسك بأن تلحق بهذا البائع لتشبعه ضربا لأنه باع لك الوهم ، ولكنك تراجع نفسك بسرعة لتقنعها بأنك من صنعت هذا بنفسك، وكان يجب عليك أن تدقق فى اختيارك وتحاسب نفسك أولا قبل أن تقبل بشىء قد يكون غير مناسب لك.
قد يستوقفنى القارئ العزيز بجملة اعتراضية ويقول ( هل تكتب لى لتصف ( الحلبسة )، أم هو إعلان ممول ؟ وهنا أجيبه مسرعا وعلى الطبيعة ألم تلاحظ يا عزيزى القارئ أوجه الشبه بين ( الحلبسة ) شكلا وطعما ومضمونا وبين الكثير من السياسيين الآن ممن يأتوننا فى هالة من الصخب والضجيج الإعلامى الذى يشبه ( زمارة البائع المتجول ) نعم هم كذلك فهم كلون ( الحلبسة ) جاذب ( للزبون ) ولكنه يشبهها أيضا فى أنه يتمتع بالشكل دون المضمون ، فعندما تبحث عن وعوده التى قطعها على نفسه تجده تحول لأشكال هولامية بل يتحول إلى مستحلب ومن وهنه وضعفه قد لا يمضغ لأنه سهل الذوبان فهو يجيد الكذب لا تجد له مرجعية ثابتة تجعله يحترم تعهداته فهو يجيد الوعود البراقة للوصول لهدفه ثم يتحول ( للحلبسة ) سريعة الذوبان من أجل ذلك عزيزى القارئ وبعد ما حدث فى مصر من ثورات كانت لها الفضل العظيم فى توعية هذا الشعب الذى عانى الكثير فى الفترات السابقة وآن له أن يتنسم هواء الحرية والديمقراطية، وجب عليه أن يدقق فى اختياراته فى الفترة المقبلة ،التى سوف تبلور المستقبل المشرق لهذا الوطن العظيم كما وجب عليه أن يتحرى الصدق فى اختياراته على جميع المستويات وألا يدخل عليه ألاعيب السياسية من تجار الأوطان أو تجار الأديان الذين يستغلون كل شىء فى سبيل الوصول لأغراضهم غير عابئين بالمصالح العليا للوطن، فيجب علينا جميعا اختيار الشخص الذى يناسب المرحلة بكل وعى فلا يؤثر فينا الصخب الإعلامى ولا تحركنا العصبية والقبلية لأن هناك الكثير من المرضى ممن يجيدون اللعب على مثل هذه الأوتار فإن نحن أحسنا الاختيار وخاصة فى هذه المرحلة المهمة التى نُرسى فيها الأساس للنهوض للأمام كانت بداية الانطلاقة وإن نحن ارتددنا على أعقابنا واستمعنا لبوق العصبية والقبلية والإعلام الموجه فكأننا عدنا ( للحلبسة السياسية ) مرة أخرى.
ورقة وقلم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سليمان
الحلبسة مش حلوي
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح المسعودي
حمص الشام