رحل عن عالمنا المطرب اللبنانى الكبير وديع الصافى مساء أمس الجمعة، بعد رحلة عطاء طويلة فى مجال الطرب العربى الأصيل، امتدت لأكثر من نصف قرن، حيث كان للراحل دور رائد فى ترسيخ قواعد الغناء اللبنانى، وساهم بشكل كبير فى انتشار الأغنية اللبنانية بصوته المصحوب بالقوة والكبرياء.
الفنان الكبير الراحل انحصرت أمانيه قبل رحيله، فى الموت على المسرح وهو واقف شامخ يتغنى وسط محبيه وجمهوره، لكن القدر وقف حائلا بين تحقيق أمنيته ورحل وهو على فراش الموت داخل إحدى مستشفيات لبنان بعد صراع مع المرض الذى هاجمه طوال سنوات عمره الأخيرة.
وقف وديع الصافى كثيراً أمام أسم مصر، التى شهدت بداية انطلاقه الفنى سينمائيا مع الفنان الكبير الراحل نجيب الريحانى، حيث ظهر معه بفيلم "غزل البنات"، وظل حب مصر يراوده وقال عنها أنها ضمير الأمة العربية وعاصمة الفن، وتغنى بإحدى حفلاته بدار الأوبرا لمصر بأغنيته "إذا مصر قالت نعم فأتبعوها وان قالت لا، فأسمعوها"، وأغنية "عظيمة يا مصر يا أرض النعم".
لم يجد الفنان الراحل سوى رائعة "دار يا دار يا دار" التى كتبها الشاعر الرقيق حسين السيد ولحنها العبقرى بليغ حمدى، ليعبر بها عن ألمه تجاه وطنه لبنان وغربته بعدما هاجر منها مع بداية الحرب اللبنانية، حيث كان الراحل يتغنى كل حرف بأعصابه وقلبه وكأنه يرى مخلفات الحرب من قتل ودمار ويخاطب الشوارع والديار قائلا "راحوا فين حبايب الدار فين فين قولى يادار"، ويعود يتذكر لبنان فى الأغنية قائلا "لياليك كانت نور.. يسبح فى ضيه بحور.. صرخة صدى مهجور مرسوم فى كل جدار"، والمفارقة أن الراحل بليغ حمدى كان يتغنى بنفس الأغنية فى أواخر حياته عندما غادر مصر.
طاف وديع الصافى بلداناً كثيرة وحصل على الجنسية المصرية والفرنسية والبرازيلية، الا أنه دائما كان يفتخر بلنانيته ويقول "لا شىء أعز من الولد الا البلد"، ولم يتوقف عن العطاء لها طوال حياته، حيث تأثر بطبيعة القرية الهادئة التى نشأ فيها وسط جبال لبنان، التى منحته الإلهام والتعبيرات الصادقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة