مصطفى إبراهيم يكتب: طيف خيال !!

الجمعة، 11 أكتوبر 2013 11:02 م
مصطفى إبراهيم يكتب: طيف خيال !! أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر الأيام وينقضى عام وراء عام، ونشعر بأن عقارب الساعة تزاحمنا وتغلق الأبواب أمامنا، ويمضى قطار العمر، وتطوى صفحة من صفحات الحياة، كأن ما يمر بنا هو طيف خيال. . يقول سبحانه وتعالى: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (الرحمن:26ـ27). . ونحن مازلنا نعيش على طول الأمل، ونفعل كل شيء من أجل حاجاتنا التى لا تنقضى أبدًا، وغالبًا تموت معنا حاجاتنا، ولا نتعظ بأننا نعيش فى دار فناء.
إن الكثير منا يحتفل بيوم ميلاده كل عام ويتلقوا الهدايا ويبتهجون، ولازالوا لا يدركون أنه مع تعاقب الليل والنهار، يمر الزمن ولا يعود، وحقيقة الأمر إنها محسوبة من أعمارهم.
لو فطن الإنسان بأن ما تبقى من الحياة أشبه بما مضى منها، وإنه أشبه بغريب أو عابر سبيل فى هذه الحياة، لسعى أن يهذب نفسه ويمتنع عن الكراهية والأنانية ويمد يد الخير لغيره، فرأس مال الإنسان فى هذه الحياة لا يتعدى دقائق أو ثوان معدودة. . فليسترجع كل واحد منا ما مضى من عمره. . ولينظر ما قدم من خير وشر، فإن الحياة فرصة لن تعود.
إن السعادة هى أن يبحث الإنسان عن الأمور التى يرى فيها مدخل نحو سعادته، وما أكثرها! ولن يجد مشقة فى أن يجدها، فهى قريبة منه، وطعم السعادة هى أن تفعل ما تحب وليس العكس، والصدق هو الفيصل.
إن الأوقات التى نشعر فيه بالألم والحزن، لا يجب أن نمتعض أو نغضب منها، ولا يجب أن نلقى اللوم على الآخرين أو على الأحداث، فحقيقة الأمر إن الإنسان هو من يقع عليه الملامة ـ. وأنه لم يفعل شيء يعلم بأنه سبيل لسعادته.
فإذا كانت الحياة طيف خيال، فعليك أن تنتهز الفرصة ولا تؤجلها، واسعد نفسك، فالسعادة ليست صعبة المنال، ولا تحتاج إلا أن تضع أمامك أمورًا تسعدك موضع التنفيذ بشىء من الاجتهاد.
إن يومًا لا تبتسم فيه، يوم ضاع من عمرك،، والبكاء على ما مضى دربًا من دروب الفشل، والعمر ليس فى عدد السنين التى نعيشها، وإنما القدرة على الاستمتاع بالحياة مهما واجهنا من صعوبات، فدورة الزمن لن تلفت إلى أحد، وليس علينا سوى اقتناص حتى إنصاف الفرص التى تسعدنا. فالمولى عز وجل
خلق الإنسان حرًا ومنحه الحرية ليسعد بها ويتمتع بالحياة، فلنبدأ من الآن ألا نشغل بالنا بما مضى من عمرنا. . وأن ننظر أمامنا باحثين عن كل مصادر السعادة دون تباطؤ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة