محمد عبد المجيد يكتب: هل يسمعون أو يشعرون؟

الجمعة، 11 أكتوبر 2013 09:20 م
محمد عبد المجيد يكتب: هل يسمعون أو يشعرون؟ علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقطة كبيرة وقع فيها أنصار الرئيس المعزول شعبيًا حين قرروا أن يحولوا فرحة المصريين بيوم 6 أكتوبر إلى مأتم كبير للوطن يسقط فيه القتلى وتثار فيه الفوضى، وكان شعارهم واضحًا حين سمته جريدة الشعب بيوم الفرقان، ودعت جموع الشعب إلى الاختيار ما بين مقعد فى الجنة ومقعد فى النار؛ مواصلين بذلك نفس الخطاب الدينى فى ما قبل 30 يونيو، وكأنهم لم يتعلموا الدرس وشاهدناهم وهم يرفعون لافتات الشهادة فى سبيل الله وعلى التحرير رايحين شهداء بالملايين!.

السؤال المحير هنا علام ذلك كله وهل يستحق كرسى الرئاسة كل تلك الفوضى والدفع بالأرواح للموت غير مبالين بقيمة الدم والروح وهم يدركون أن المعركة غير متكافئة من حيث القوة ولا أعرف هل يدركون ذلك أم لا بأنه حتى معركتهم لا يبالى بها غالبية الشعب الذى وقف فى معسكر الدولة، رافضًا معسكر الجماعة المحظورة، وهذا التعاطف الشعبى المفقود يقابلونه بالكذب والشائعات على أنصارهم بأن الشعب ضد الانقلاب! والسؤال هنا: إذا كان الشعب ضد الانقلاب فلماذا لم ينكسر؟ والشعب إذا وقف أمام شيء لا يمكن أن يستمر والدليل 25 يناير و30 يونيو!.
حتى بعض عقلائهم كالأستاذ فهمى هويدى دعاهم إلى تجرع السم من أجل الوطن وهو فى رأيى كان مخرجًا مشرفًا لهم قبل سقطة تظاهرهم يوم 6 أكتوبر، لكنهم سرعان ما انقلبوا على القيمة والقامة والذين كثيرا ما مدحوه فوصفوا الأستاذ فهمى هويدى، بأنه طابور خامس وأنه استجاب للتهديدات الواقعة عليه وأنه خائن للقضية وهى كانت فرصة للكاتب الكبير بأن يرى ما سيقوله أنصار معسكره إذا خالفهم ونحن أدرى بهم ونعرف بأنهم لا يقيمون لمخالفيهم وزنًا !.
الحقيقة بأن وصفهم بالاختطاف الذهنى كان تعبيرًا خاطئًا لأن المختطف لا يزال رشده معه لكن هؤلاء كمن دخلوا غرفة مظلمة فأحبوها حتى كرهوا أى ضوء يرونه وهم على الأرجح مضللين ذهنيًا، لأنه عندما يكون هدفك هو التصادم مع قوة أكبر منك حتى على المستوى الشعبى فأنت من المؤكد مضلل لأن تعادى السواد الأعظم من هذا الوطن الذى ما عاد يريدك على الساحة ولم يعد يريد أن يسمع صوتك وهو لا يراك إلا وأنت تخاطبه خطابا كأنه لا يزال فى جاهليته الأولى!
المواطن المصرى لم يعد يتحمل أن يخاطبه أحد ذلك الخطاب الذى يشعره بالإثم، لأنه انحاز لهوية الوطن المعتدلة ولم يعد يتحمل أن يحمله أحد ذنب التفويض الشهير فى جمعة 26 يوليو لأنه شعر بسرقة الدولة من تيار تكفيرى لا يعبر عن المصريين الذين شهد العالم كله لهم بالاعتدال والتوسط، وقد بان بعد ذلك صحة هذا التفويض بعد انتشار القنابل والسيارات المفخخة، وتذكروا جميعًا إرهاب التسعينيات وكان لا بد من حماية لهذا الوطن فى مرحلة انتقالية طويلة، جعلتنا جميعًا نشعر بصعوبة الأمور.
هؤلاء يصفون ما حدث بالانقلاب لكن هل رأوا حشود 30 يونيو وهل رأوا حشود 26 يوليو، وهل يرون غضب المصريين ناحيتهم؟ !
هل يسمعون ما يقولونه عنهم فى المواصلات وفى الأسواق وفى الشوارع؟ !
إننى أعنى هنا غير المسيسين من الشعب لا أعنى مثقفين ولا إعلاميين ولا قضاة ولا رجال شرطة ولا رجال جيش ولا أبناء الأزهر ولا أبناء الكنيسة، وإذا فقد تيار كل هؤلاء فماذا تبقى له!، يتبقى الشعب البسيط، حزب الكنبة الذى سد الفراغ لحشود التيار الإسلامى فى الميادين وهو صاحب المشهد الحقيقى وأكثر ما يزعجنى هو تحول الغضب إلى عنف لفظى وربما مادى تجاه تلك التيارات التى وجب أن تعيد حساباتها وعلى الأقل خسارتهم لرهان السياسة يكون أمرًا مقبولا لكن حتى على المستوى الدعوى، فإنهم يخسرون المريدين والأنصار والرجل البسيط الذى لم يكن ينطق فى صلاة الجمعة أصبح يقوم يعترض على خطباء المساجد علانية حين يمس جيشه أو قاداته، وربما يتشاجر فى بيت الله وكل هذا لماذا؟ !
ألم يسألوا أنفسهم لماذا لم ينكسر الانقلاب حسبما يدعون إلى الآن!

ألم يقفوا بينهم وبين أنفسهم قليلا ليتفكروا عن فكرتهم الثابتة الفاشلة حول عودة الشرعية وعودة الرئيس المعزول ويعود لمن؟ !

تظاهرات كثيرة باءت بالفشل وعصيان مدنى قتل فى مهده وتظاهرات طلابية لم تغير من الأمر شيئًا حتى يوم السادس من أكتوبر، وهو يوم كسر الانقلاب كما زعموا ويوم الشهادة بالملايين كما زعموا ويوم عودة الرئيس المعزول كما قالوا ولكن هل حدث شيء؟ !
هل نجحوا على الأقل فى كسب التعاطف الشعبى؟ !
كان من الواجب عليهم أن يقبلوا بأى تفاوض يضمن لهم الظهور ثانية على مسرح أحداث الوطن وأن يتوقفوا عن الفوضى وإخراج المذابح للعالم حتى يربطوا أيام الوطن بالدم ولأن الشهادة فى سبيل الله ينالها من يدافع عن وطنه ضد محتل أجنبى فضد من يستشهدون الآن؟ ويظل قتلاهم يسببوا لنا ألمًا يشعرنا بالمرارة حتى نسأل ولماذا قتلوا؟ ولماذا دفعوهم للموت هكذا؟ ومن أجل ماذا؟
أمن أجل شرعية حقًا أم من أجل بقاء تنظيمهم أم أصابتهم شجاعة المراوغ عندما اعتقدوا أنهم يستطيعون هزيمة مؤسسات وطن وشعب يقف بجوار تلك المؤسسات وكان من الأفضل لهم أن يعودوا مرة أخرى للصندوق لنعرف هل ما حدث فى 30 يونيو كان انقلابًا أم ثورة شعبية عارمة والحلول السياسية كانت مطروحة عليهم حتى إنهم سمحوا لأوروبا وأمريكا والاتحاد الأفريقى فى التوسط، لكنهم رفضوا كل الحلول ولم يحصدوا مقابل هذا الرفض سوى الفشل وآن الأوان لهم أن يسمعوا صوت العقل ولا أعرف هل ينجحون فى العودة إلى هذا الوطن أم سيسجنون أنفسهم داخل ذواتهم ولا يسمعون سوى أصواتهم فقط؟ !





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة