استنكر السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى المصرى، ما وصفها بالتهديدات المستمرة بقطع المعونة الأمريكية، مؤكدا أنه ينبغى رفض استمرار هذه التصريحات المهينة من أمريكا أو غيرها، قائلا "عندما فعلت إدارة أمريكية شيئا مماثلاً فى الستينيات، أجابتها مصر على لسان عبد الناصر، أننا على استعداد أن نتحمل الجوع، ولكننا لن نقبل بإهانة الكرامة المصرية ".
وأضاف فى تصريحات لـ" اليوم السابع"، أن " تلك هى الرسالة التى ينبغى أن تصل إلى واشنطن، لكننى لست مع التوجه بأن يكون موقفنا هو مجرد الصمت على إلغاء المساعدات على ضالة قيمتها، لأن هذا أمر لا ينبغى أن تستقل به أمريكا وحدها، لأن ما يسمى معونة ليس هبة أمريكية وإنما هى جزء من صفقة سياسية وأمنية شاملة، ولابد أن يسبق أى قرار فيها تشاور مع مصر للاتفاق على كيفية التحلل من الالتزامات المتبادلة، وفقاً لتلك الصفقة السياسية".
و أشار إلى أنه إذا كانت أمريكا قد اتخذت قراراً بعدم احترام التزاماتها الدولية، فإن ذلك أمر يخصها، ولكن عليها أن تدرك وتتوقع أن لكل فعل رد فعل، وأن تفهم أن الإرادة المصرية قد تحررت وأن أيام التبعية قد ولت بلا رجعة.
واعتبر "مرزوق" أن ذلك يرتب على صانع القرار المصرى مجموعة من الواجبات، أبرزها وقفة حقيقية أمام الولايات المتحدة، على غرار الوقفة التى نفذها السادات مع السوفيت، وأدت فى النهاية إلى طرد النفوذ السوفيتى ليس فقط من مصر، وإنما من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وواصل "حتى تكتسب هذه الوقفة قوتها فإن التحرك الدبلوماسى المصرى يجب، أن يبادر باتخاذ مواقف تفتح آفاق المناورة والبدائل أمام صانع القرار، وذلك من ناحية أخرى يرتب على الشعب المصرى، بمختلف قواه السياسية الاصطفاف، والتوحد وبذل جهد حقيقى فى بناء مشروع مصر الحديثة بخطة طموحة".