قد يكون لقرار الولايات المتحدة تقليص مساعداتها العسكرية والمدنية لمصر أثر عكسى، إذ يدفع القاهرة لطلب المساعدات من أماكن أخرى وهو ما يقلص دور واشنطن فى التأثير على الاستقرار فى البلد الواقع فى قلب منطقة الشرق الأوسط.
وتواجه واشنطن مأزقا فى التعامل مع مصر حليفها الرئيسى فى المنطقة والتى تسيطر على قناة السويس وتربطها معاهدة سلام بإسرائيل، عقب 3يوليو الماضى.
وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء، إنها ستوقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ للقاهرة فضلا عن مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لدفع الحكومة المدعومة من الجيش للسير فى طريق الديمقراطية.
من جانبها أكدت الحكومة المصرية ثانى أكبر متلق للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل، أنها لن تذعن للضغط الأمريكي، وبمقدور الجيش إبداء تحد أكبر.
وظهر الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، باعتباره أكثر الشخصيات العامة شعبية فى مصر وهو يدرك تماما أن مصريين كثيرين أصبحوا يعادون جماعة الإخوان المحظورة التى استخلصوا بمرارة أن الولايات المتحدة تدعمها.
وفى الوقت نفسه يعتقد العديد من أعضاء الإخوان أن إدارة أوباما كانت وراء ما تصفه بـ"الانقلاب".
واشنطن التى أصبحت مصداقيتها على المحك ليس أمامها من فرصة لحمل الطرفين على المصالحة والمشاركة فى عملية ديمقراطية تشمل جميع الأطياف السياسية.
فحتى الاتحاد الأوروبى الذى ينظر إليه باعتباره أكثر حيادا بكثير لم يتمكن من أحراز تقدم فى هذا الاتجاه.
وما يقلق الولايات المتحدة هو إمكانية لجوء الجيش المصرى وهو أكبر الجيوش العربية لدولة منافسة للحصول على مساعدات بعد العلاقات الوثيقة التى ربطته بالولايات المتحدة على مدى عشرات السنين.
وتمد الولايات المتحد مصر منذ فترة طويلة بمساعدات تبلغ قيمتها نحو 1.55 مليار دولار سنويا منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية.
وقال مسؤولون عسكريون لرويترز إن القادة العسكريين فى البلاد تراجعت ثقتهم فى الولايات المتحدة.
وثار غضبهم فى وقت مبكر عندما بدأت الولايات المتحدة فى التلميح باتخاذ إجراء لإظهار استياءها عقب 3 يوليو وقال المسئولون العسكريون إن خفض المساعدات لم يفاجئهم.
وقال مصدر عسكرى: "لدينا قول مأثور نتداوله بيننا.. المتغطى بالأمريكان عريان".
وأضاف "الأمريكيون يغيرون مواقفهم بناء على مصالحهم ولا يتبعون مبادئ، لكننا نعلم كذلك إن ما يقولونه أو يلمحون إليه يمكنهم القيام به وفى نهاية الأمر هم لا يريدون أن يخسروا مصر".
ويدرس الجيش المصرى خياراته، وقال المصدر العسكرى دون الخوض فى التفاصيل "الجيش لديه خطط بالتأكيد لتنويع مصادر الأسلحة تشمل الذهاب إلى روسيا".
وعمقت محاولات الأمريكيين الترويج لفكرة الديمقراطية وعودة الإخوان "المحظورة" للحياة السياسية الافتقار للثقة فى الولايات المتحدة.
فتزايد بدرجة كبيرة الحديث عن مؤامرات أمريكية لتقسيم مصر وعن الشرق الأوسط الكبير وعرضت صحف رسوما توضيحية لبعض هذه الخطط.
وقال عنوان رئيسى لإحدى الصحف باللون الأحمر "طظ فى المعونة الأمريكية"، وفى أحد أحياء القاهرة لصقت صورة للرئيس الأمريكى باراك أوباما بلحية بيضاء وكتب عليها "أوباما إرهابى".
ويصدق الجيش بعض نظريات المؤامرة ومنها تلك التى تقول أن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تريد حكم الإسلاميين فى الشرق الأوسط لتبقى على المنطقة فى حالة اضطراب.
وقال أحد القادة العسكريين: "حكم الإسلاميين للعرب سيكون كافيا لضمان أن تبقى إسرائيل أكبر قوة فى المنطقة".
والدعم من دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية قد يعطى مصر فرصة للمناورة إذا ما قررت الاستغناء عن المساعدات الأمريكية، حيث وعدت السعودية والكويت والإمارات مصر بقروض ومنح وشحنات وقود تبلغ قيمتها نحو 12 مليار دولار، ومكنت هذه المساعدات البلاد من إدارة الاقتصاد وقد توفر لمصر قدرا من المرونة السياسية.
وقال عبد الله العسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودى، إن المساعدات الأمريكية لمصر لا تذكر إذا ما قورنت بالمساعدات العربية ولن تؤثر ماليا على مصر ويمكن لدول الخليج بسهولة تعويضها.
وأضاف أن الناس فى الخليج لا يرون فى خفض المعونات رسالة تدعو للديمقراطية.
وتشعر مصر والسعودية أهم حليفين للولايات المتحدة فى المنطقة بخيبة أمل فى السياسة الأمريكية وتريان واشنطن باعتبارها قوة عظمى لا تستطيع حسم خياراتها.
وقال مسئول حكومى "الموقف الأمريكى غير واضح وغير مفهوم، ويأتى فى وقت تحتاج فيه مصر للمساعدة.. بالتأكيد ستفقد الولايات المتحدة تأييد الشعب المصرى وبالتأكيد فإن الفراغ الذى سيخلفه ذلك ستستفيد منه قوة أخرى فى العالم".
ولإسرائيل كذلك تحفظات على الأسلوب الذى تنتهجه الولايات المتحدة تجاه مصر، فقد رحبت إسرائيل فى أحاديث غير معلنة بعزل مرسى وحثت واشنطن من وراء الستار لتقديم الدعم الكامل للحكومة الجديدة المدعومة من الجيش فى القاهرة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بنيامين بن اليعازر لراديو إسرائيل: "لن يدهشنى أن يبدأ السعوديون وغيرهم غدا أو بعد غد فى إجراء محادثات مع الروس بشكل سرى من أجل ضمان وجود مظلة حماية عندما يحين الوقت".
ووعد السيسى بخارطة طريق تأتى بانتخابات ديمقراطية نزيهة، وهو لا يتعرض لأى ضغط حقيقى من المصريين للإسراع فى هذه العملية والمسؤولين المصريين لن يتقبلوا ان تستمر الولايات المتحدة فى الضغط على الجيش.
وقال المسؤول الحكومى "أى شبر تخسره الولايات المتحدة ستكسبه قوة أخرى ولن يضايقنا ذلك.
رويترز:مصر لأوباما "لا نريد معونتك" ومصدر عسكرى: المتغطى بأمريكا عريان
الجمعة، 11 أكتوبر 2013 05:29 م
أوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
الموضوع كلة حصل بعد تحديد معاد محاكمة طرشى السؤال لية
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
مؤامرات ؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد احمد السيد ضهر. مساكن ايديال
انا ها اعمل لك جمعيه وتقبضها الاول تدفع منها مرتبات الامريكان الغلابه.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حافظ إمام ( مصرى أصيل حر )
من الآخر
أوباما صهيونى إرهابى ده من الآخر