رحيل وديع الصافى صاحب "على رمش عيونها".. دافع عن لبنان وتغنى لمصر وتمنى الموت على المسرح.. وذهب تاركا العصافير تنشد على أطلال منزله أغنيته القديمة "راحوا فين حبايب الدار"

الجمعة، 11 أكتوبر 2013 10:40 م
رحيل وديع الصافى صاحب "على رمش عيونها".. دافع عن لبنان وتغنى لمصر وتمنى الموت على المسرح.. وذهب تاركا العصافير تنشد على أطلال منزله أغنيته القديمة "راحوا فين حبايب الدار" وديع الصافى
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عن عالمنا المطرب اللبنانى الكبير وديع الصافى مساء اليوم الجمعة، بعد رحلة عطاء طويلة فى مجال الطرب العربى الأصيل، امتدت لأكثر من نصف قرن، حيث كان للراحل دور رائد فى ترسيخ قواعد الغناء اللبنانى، وساهم بشكل كبير فى انتشار الأغنية اللبنانية بصوته المصحوب بالقوة والكبرياء.

الفنان الكبير الراحل انحصرت أمانيه قبل رحيله فى الموت على المسرح وهو واقفا شامخا يتغنى وسط محبيه وجمهوره، لكن القدر وقف حائلا بين تحقيق أمانيه ورحل وهو على فراش الموت داخل إحدى مستشفيات لبنان بعد صراع مع المرض الذى هاجمه طوال سنوات عمره الأخيرة.

وقف وديع الصافى كثيرا أمام اسم مصر، التى شهدت بداية انطلاقه الفنى سينمائيا مع الفنان الكبير الراحل نجيب الريحانى حيث ظهر معه بفيلم "غزل البنات"، وظل حب مصر يراوده وقال عنها أنها ضمير الأمة العربية وعاصمة الفن، وتغنى بإحدى حفلاته بدار الأوبرا لمصر بأغنيته "إذا مصر قالت نعم فاتبعوها وإن قالت لا، فأسمعوها"، وأغنية "يا مصر يا أرض النعم يا مهد الحضارة" و"مصر عظيمة".

تأثر الفنان الكبير الراحل وديع الصافى بطبيعة القرية الهادئة التى نشأ فيها وسط جبال لبنان، التى منحته الإلهام والتعبيرات الصادقة، ولعل أغنيته الشهيرة "دار يا دار يا دار" التى غناها بأعصابه وقلبه كانت برهانا على تعذيبه فى بلاد الغربة عندما هاجر لبنان مع بداية الحرب اللبنانية، وجاء إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 فى باريس، وكان سفره اعتراضًا على الحرب الدائرة فى لبنان، وظل يدافع بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة، وكان تجدّد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافى وأغانيه.

طاف وديع الصافى بلدان كثيرة وحصل على الجنسية المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلا أنه دائما كان يفتخر بلنانيته وكان دائما يقول "لا شىء أعز من الولد إلا البلد"، ولم يتوقف عن العطاء لها طوال حياته.

بدأت مسيرة وديع الفنية بشق طريقه مع الأغنية اللبنانية، التى كانت دائما ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية فقط ولعب الشاعر أسعد السبعلى دورًا مهمًّا فى تبلّور الأغنية مع الصافى التى كانت بدايتها مع أغنية "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة 1940.

والمعروف أن وديع الصافى ولد فى 24 يوليو 1921 فى قرية نيحا الشوف، وكانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، فى مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسى، فى أغنية "يا مرسل النغم الحنون"، وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ومحيى الدين سلام، الذين اتفقوا على اختيار اسم "وديع الصافى" كاسم فنى له، نظرًا لصفاء صوته، وكانت إذاعة الشرق الأدنى، بمثابة معهد موسيقى تتلّمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير فى تكوين شخصيّته الفنية.

وقال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغنى أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد إفلامه السينمائية "من غير المعقول أن يملك أحد مثل هذا الصوت" وشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة فى مشواره الفنى وتربع من خلالها على عرش الغناء العربى، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية.

رحل وديع الصافى بعد رحلة ثرية وترك العاصفير تنشد على أطلال منزله أغنيته الشهيرة "دار يا دار يا دار راحوا فين حبايب الدار"





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة