خرج مئات من ثوار ليبيا الذين أسقطوا نظام العقيد الراحل معمر القذافى، مساء الجمعة فى مدينة بنغازى، بأكثر من 50 عربة مدججة بمختلف أنواع الأسلحة تنديداً بما أسموه محاولات تقسيم البلد إلى أقاليم بحسب أحد قادتهم.
وقال أمر القوة الثانية فى لواء درع ليبيا محمد العريبى الشهير بـ"بوكا"، إن "ثوار الجبهات القتالية الذين أسقطوا القذافى تنادوا اليوم لرفض محاولات تقسيم البلد".
وأضاف أن "جميع الثوار الذين بصحبته والبالغ عددهم قرابة الخمسمائة مسلح يرفضون رفضاً قاطعاً إعلان راس لانوف الذى يدعو إلى تطبيق النظام الفدرالى فى حكم ليبيا".
وتتكون ليبيا تاريخياً من ثلاثة أقاليم فيدرالية هى إقليم طرابلس غرباً وبرقة شرقاً وفزان جنوباً توحدت على يد ملك ليبيا الراحل محمد إدريس السنوسى فى ستينيات القرن الماضى.
وأعلن فى راس لانوف فى 17 أغسطس الماضى عن تشكيل مكتب سياسى تكون مهمته تسيير الحكم فى إقليم برقة الممتد من شرق مدينة سرت غرباً وحتى الحدود الليبية المصرية شرقاً، وتم تسمية أحد الثوار وهو إبراهيم الجضران من مدينة أجدابيا رئيساً لهذا المكتب.
ومنذ ذلك الحين يفرض الجضران، وهو كان يدير جهاز حرس المنشآت النفطية فى المنطقة الوسطى إغلاقاً تماماً لموانئ الهلال النفطى أمام أى تصدير للنفط الخام للخارج بحجة أنه يسرق بعلم السلطات فى طرابلس.
لكن بوكا وهو أحد أبرز قادة الثوار الذين قاتلوا فى الجبهة الشرقية لليبيا خلال الثورة قال إن من معه من الثوار "يرفضون النظام المركزى الإدارى للدولة" وطالب "بتوزيع عادل للثروات وتسيل الإجراءات الإدارية فى مختلف مناطق البلد"، لافتاً إلى أن "تطبيق النظام الفيدرالى هو خطوة أولى فى اتجاه تقسيم البلد إلى دويلات".
واعتبر أن "هذه المطالب هى مطالب الشعب الليبى وليس الثوار فحسب"، مشيراً إلى أن "إبعادهم عن الساحة لن يثنيهم عن واجباتهم تجاه الوطن والمواطنين".
وفى الثامن من يونيو هاجم عدد من المتظاهرين مقرات دروع ليبيا المنضوية تحت رئاسة الأركان العامة والمتكونة من الثوار السابقين سقط على أثرها 30 قتيلاً من الطرفين.
ثوار سابقون مسلحون يتظاهرون فى بنغازى ضد "الفدرالية"
الجمعة، 11 أكتوبر 2013 06:45 م
صورة أرشيفية