اهتمت مراكز الأبحاث الأمريكية بقرار إدارة الرئيس باراك أوباما بتعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر، فقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن قطع المساعدات سيكبد واشنطن خسارة سياسية دون أن تحقق أى مكاسب سواء جيو استراتيجية للولايات المتحدة أو لأفاق الديمقراطية فى مصر.
وأشار إريك ترايجر، المختص بالشأن المصرى بالمعهد إن القرار ليس مفاجئا، حيث إن القوانين الأمريكية تنص على عدم تقديم مساعدات للدول التى أطيح فيها بالحكومة المنتخبة، وكانت الدعوات المطالبة لقطع المعونة عن مصر عكس سوء فهم جرى لما حدث فى مصر فى هذا الصيف.
ويقول ترايجر إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تغير ما يجرى فى مصر لأنه من المستحيل أن يكون لها تأثير على أطراف منخرطة فى صراع وجودى، وسياسة الإدارة الأمريكية إزاء مصر قوضت نفوذها المحتمل، وبالإصرار على تفاوض الجيش بل ومصالحته مع الإخوان، فإن الإدارة جعلت الجنرالات يخشون من أن يتعرضوا لضغوط، ومن ثم تخسر الإدارة على الأقل القدرة على تحقيق هدف منع الهجوم على احتجاجات الإخوان.
ومع قطع المساعدات الآن، فإن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إجراء الحوار، وستخاطر بالتعاون المصرى الأمريكى الذى له قيمة إستراتيجية للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وبالحفاظ على الجزء الخاصة بعمليات مكافحة الإرهاب والسيطرة على الحدود، فإن الإدارة الأمريكية تعزز التصور السائد فى مصر بأن الهدف الأساسى من المساعدات هو الحفاظ على أمن إسرائيل وأن واشنطن لا تهتم بما يجرى للمصريين.
وخلص ترايجر قائلا إن قطع المساعدات هو اقتراح لا يحمل سوى الخسارة، وسيكلف واشنطن نفوذا كبيرا داخل مصر بدون تحقيق أى مكاسب سواء لاستراتيجيتها أو للآفاق الديمقراطية فى مصر، وهو خطأ مباشر فى الصميم.
من جانبه، قال ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن هناك أمور يثيرها القرار بتعليق المساعدات، أولها ما يتعلق بتوقيته وأنه يأتى بعد أيام قليلة من الذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر، الذى له أهمية كبيرة لدى المصريين، وتوقيت القرار ساهم فى حالة الهجوم فى القاهرة إزائه، كما أنه يأتى بعد أن تم استهداف قوات الأمن فى ثمانية حوادث إرهابية منفصلة، بما يعزز الاعتقاد السائد فى مصر بأن الولايات المتحدة تدعم الإخوان.
الأمر الثانى مرتبط بتعليق طائرات الأباتشى وأجزاء أخرى من المساعدات، والتى لن تغير من سلوك القادة المصريين، فمصر لديها بالفعل 35 طائرة أباتشى وربما يريدون استلام المعدات، إلا أن الطائرات المؤجلة الآن لن يكون لها تأثير على كفاءة الجيش، كما أن الفريق عبد الفتاح السيسى لا يأخذ قراره بناء على مساعدات واشنطن، ولكن حسب مصالحه ويحدد إستراتيجيته السياسية بناء على الظروف فى الداخل، ويعتقد الجيش ومؤيدى ثورة 30 يونيو إنهم يكافحون من أجل الدفاع عن بلدهم.
"الأبحاث الأمريكية": تعليق واشنطن للمساعدات العسكرية لمصر سيكبدها خسارة سياسية دون تحقيق مكاسب.. وتوقيت القرار يعزز اعتقاد المصريين بدعم أمريكا للإخوان.. والسيسى لا يأخذ قراره بتعليمات من البيت الأبيض
الجمعة، 11 أكتوبر 2013 06:09 م
البيت الأبيض