أحمد عبدالمعطى حجازى لـ«اليوم السابع»: قطر تشترى ما تريد بالبترول ونجاملها حين نطلق عليها دولة..و"الإخوان" جماعة إرهابية ترفع شعارات مضللة تعود للعصور الوسطى.. ومن يتحدث عن المصالحة مغفل أو سيئ النية

الجمعة، 11 أكتوبر 2013 11:40 ص
أحمد عبدالمعطى حجازى لـ«اليوم السابع»:  قطر تشترى ما تريد بالبترول ونجاملها حين نطلق عليها دولة..و"الإخوان" جماعة إرهابية ترفع شعارات مضللة تعود للعصور الوسطى.. ومن يتحدث عن المصالحة مغفل أو سيئ النية أحمد عبدالمعطى حجازى مع محرر اليوم السابع
حوار أحمد منصور - تصوير هشام سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
تحاصرك الكتب عندما تدخل بيته البسيط جدًا فى حى مصر الجديدة، يعتبرها مصدر الوحى والإلهام، كما أنها مصدر المعلومات بالنسبة إليه، فعندما يحدثك فى قضية يسرع إلى مكتبته يأتى بالكتاب الذى يعرف مكانه جيدًا، ويفتح الصفحة التى تتحدث عما يتحدث هو عنه والتى يحفظ رقمها ليؤكد حديثه.

بالطبع نتحدث عن الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى أحد رواد الشعر العربى والحاصل على جائزة النيل فرع الآداب فى دورتها الأخيرة، بعد مشوار طويل من الإبداع، ونتيجة لعمله ومعاركه مع الشعر خلال خمسين عاما، وكان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار الشامل.

بداية نهنئك على الجائزة، هل كنت تتوقع الفوز بها؟
- طبعا كنت أتوقع الفوز بالجائزة منذ رشحت لها لأنى أعرف قدرى كما يعرف الناس قدرى، وهذه ليست الجائزة الأولى التى أحصل عليها فقد فزت بجوائز عديدة من مصر وخارج مصر، ومنها جائزة الشعر الأفريقى وجائزة الدولة التقديرية من مصر، وهى الجائزة التى فاز بها العقاد وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وجائزة العويس من الإمارات، وجائزة كفافيس وهى جائزة مصرية، وأنا على الأقل منذ عشر سنوات أو أكثر مرشح لجائزة نوبل، وقد رشحتنى عدة جهات دولية أوروبية ومصرية، ومن ضمن الجهات التى رشحتنى جامعة القاهرة التى كلفت الدكتور حسين نصار بكتابة مبررات ترشيحى لجائزة نوبل.

هل تعتقد أن الجائزة تأخرت عليك وأنك أحق بها ممن سبقوك فى الحصول عليها؟
- نعم كنت أظن دائمًا أننى أحق بها من الذين حصلوا عليها قبلى والجائزة بالنسبة لى تأخرت بعض الشىء، ولكنى لم أستطع أن أعطى الأسباب التى مكنت غيرى من الحصول عليها، وهم ليسوا أحق بها منى وقد آن الأوان لإحقاق الحق، وأنا لا أقول ذلك من أجلى أنا فقط ولكن أقول ذلك لكى أنبه إلى الخلل الذى أصاب طرق منح جوائز الدولة فى مصر.

ما شعورك بعد الفوز بجائزة النيل؟
- غنيت لحنًا لسيد درويش لأنى شعرت أنه يجب الخروج من حالة الكآبة والكبت وحتى أقول للجميع إنه ليس مجرد فرح شخصى وأنه آن الأوان أن نفرح ونتغلب على ما أصابنا، ليس فقط فى السنوات الأخيرة بسبب عهد مبارك وما تلاه من حكم الإخوان، ونخرج من الوقار الشكلى الذى نعيش بداخله من زمن بعيد.

استنكر البعض حصولك على الجائزة واعتبروه خضوعًا للمحسوبية لأنك كنت ضمن لجنة التحكيم؟ فما ردك على ذلك؟
- لا شك طبعا كما ذكرت أنه يوجد بعض الجوائز تذهب عن طريق المحسوبية، لكن أيضا بعض الذين يتحدثون عن المحسوبية ليس لهم قيمة وينتهزون فرصة حصول مثلى على الجائزة لكى يرفعوا أصواتهم، وردى على ذلك أنه عندما أكون مرشحًا من خمس جهات رسمية كبيرة، ومرشح من الخمسينيات من خلال أعمالى، والأماكن التى شغلتها، ومن خلال المؤلفات التى قدمتها، ومن خلال سلوكى أيضا، فأنا لست مجرد شاعر أو كاتب محترف أفهم فى الصنعة فحسب فأنا مثقف مصرى يؤدى واجبه فى كل الميادين، كما فعل أحمد لطفى السيد، وطه حسين وكما فعل العقاد ولويس عوض، ومحمد مندور، وبقيت الأجيال التى احترمت نفسها وجعلت سلوكها تجسيدا لما تؤمن به من أفكار وقيم.

يقول البعض إن أحمد عبدالمعطى حجازى من المحسوبين على فاروق حسنى الذى يمثل بالطبع نظام مبارك؟
- أنا مثل أى شخص تولى المناصب فى عهد فاروق حسنى فالمستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت تولى المناصب فى عهد فاروق حسنى والفريق أول عبدالفتاح السيسى كان موجودًا فى عهد فاروق حسنى أيضا ولا أحد يستطيع أن يجرحهم أو يزعم أنهم لم يستحقوا أماكنهم أيام فاروق حسنى، ولكن من الذى يجرؤ على أن يقول بأنى لا أستحق أن أكون رئيسا لتحرير مجلة إبداع فى أيام فاروق حسنى، لقد بدأت العمل فيها وهى توزع 700 نسخة، وفى أول عدد لى وزعت 7500 نسخة، ومن يقل إن بيت الشعر الذى أسسته أنا ووجودى فيه يأتى عن طريق المحسوبية فهذه الأقاويل أقاويل صغار لا قيمة لها.

مجرد ما تسمع كلمة "الإخوان المسلمين" ماذا يخطر ببالك؟
- هذه جماعة فاشية إرهابية لأنها ترفع شعارات مضللة تصرف الناس عن مشاكل الواقع لكى تفرض علينا شعاراتها التى تريد أن تعود بنا إلى العصور الوسطى والدولة الدينية التى غادرناها على الأقل منذ أوائل القرن 19، وأقمنا دولة مدنية أسسها محمد على، واستطعنا أن نحصل على استقلالنا الذاتى، ثم الاستقلال الكامل بثورة 1919 وهذا هو معنى الفاشية، فهم يريدون من وجهة نظرهم أن يعودوا بنا إلى مجد الإسلام فى العصور الوسطى، فالإسلام تعلو رايته ليس بأن يعود إلى العصور الوسطى بحكم الطغيان وثقافة الخرافة والظلام، وإنما الإسلام تعلو رايته بأن ينفتح على قيم العصور الحديثة، وعلى العلم التجريبى، والمناهج العقلانية، والحرية، والمساواة، والديمقراطية.

هل تؤيد مبادرات المصالحة مع جماعة الإخوان؟
- من يتحدث عن المصالحة إما مغفل أو سيئ النية، ويريد توريط مصر مع الإخوان من جديد، ومن هنا لابد أن ننتبه ونحن نكتب الدستور بأن نسد كل الأبواب التى يمكن أن ينفذ منها هؤلاء الشياطين لابد أن نضع حدًا لفكرة أن يأتى حزب بمرجعية دينية ممنوع لأن هذا ضد الدستور وضد القانون، والحرية والأمن، والعصر الحديث، وضد المصريين جميعا، وضد المستقبل والحاضر.

هل من الممكن الاندماج بين الشعب والجماعة مرة أخرى؟
- الكرة ليست فى ملعبنا فهى فى ملعب هؤلاء إذا كانوا يريدون أن يعودوا إلى مصر، وإلى وطنهم وشعبهم عليهم أن يتبرؤوا من الجماعة ومن الفكر الذى قاد الجماعة إلى أن تكون مجرد عصابة إجرامية إرهابية إذا قاموا بخلط الدين بالسياسة، وإذا اعتبروا حمل السلاح ضد شعبهم وضد وطنهم جهادا فلا مكان لهم.

هل كنت تتوقع سقوط الإخوان فى 30 يونيو؟
- كنت أتوقع سقوطهم منذ اليوم الأول لتوليهم الحكم، ولكن ليس بهذه السهولة، ويجب أن ننتبه أننا أمام محن أخرى مع الإخوان، حتى يمكن أن نستجمع قوتنا مرة أخرى، كما استجمعناها فى يناير، لأن المصريين كانوا يتألمون فى أيام مبارك، وأيام السادات، وعبدالناصر، ولكنهم لم يستجمعوا قواهم إلا فى 25 يناير 2011 مر وقت طويل حتى وصلنا إلى يناير، وكنت أعتقد أنه آجلا أم عاجلا لابد أن نخرج من هذا الحكم، لكن لم أكن أتصور أن هذا سيحدث قريبا، فأنا كنت قبل 30 يونيو فى رحلة بفرنسا، وكنت أتابع حركة تمرد، وما قامت به، وهو بلا شك عمل عبقرى، وأنا وقعت أنا وزوجتى وأولادى على استمارات تمرد وعلمت وأنا فى فرنسا أن عدد الموقعين تجاوز العشرين مليونًا، ثم أصبح فى موعد محدد للخروج وهو 30 يونيو، وأنا غادرت باريس 24 يونيو لكى أشارك فى 30 يونيو، وأنا أيضا لم أكف بمقالتى طيلة الخمسة وعشرين عاما الماضية فى فضح هؤلاء الجماعة، وقد حدث وأنا لم أصدق، ولكنى فى النهاية صدقت لأن المعجزات يمكن تصدقها عندما نستطيع تفسيرها، والمصريون شعب عظيم فهناك% 40 لم يتح لهم أن يتعلموا وهناك% 60 فقراء، ومنهم نسبة تحت خط الفقر، والذين تعلموا لا تسمح لهم الثقافة التى يستطيعون بها أن يحكموا على الأمور، لكن هذا كله شىء والحضارة المصرية التى نستطيع أن نقول إنها تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، هذه الحضارة لم تضع هباء، فالمصريون بحضارتهم أسقطوا الإخوان فى لمح البصر.

كيف تصف المشهد التاريخى فى 30 يونيو؟
- مثالى، لم يكن أحد يتصور أن يصبح الخيال واقعا ونجح، ولهذا استغرب الأوروبيون الذين يعرفون تاريخ الديمقراطية جيدا، واتخذوا موقفًا معيبا تجاه ما حدث فى مصر، لهذا أنا كتبت فى مقالة من مقالاتى أطالب الأوروبين والأمريكان أن يتعلموا منا خاصة أننا علمنا البشرية بحضارتنا القديمة ونحن تعلمنا من البشرية من حضارتها الحديثة ومن يعتقد أنه مسؤول عن الديمقراطية أن يتعلم من 30 يونيو.

وكيف تصف موقف أمريكا من مصر ومساندتها جماعة الإخوان المسلمين؟
- لا أحد ينكر ما لهم من قوة وقيمة، ولا أحد يشك أنهم يمارسون الديمقراطية فى بلادهم، ولكنهم يضعون مصالحهم فى المقام الأول، ويعتبرونها أهم بكثير من الديمقراطية فى مصر وخارج مصر، وهم أنفسهم لم يتورعوا عن إبادة شعب بكامله عن إقامة دولتهم وهم الهنود الحمر، وعن ضرب اليابان بالقنابل الذرية، وأيضا فيتنام، والعراق، ووقوفهم مع إسرئيل وهم يعلمون أن الشعب الفلسطينى له الحق فى الأرض، فهم ليسوا ملائكة، ولا قضاة نزيهين، فهم لهم مصلحة وهم وقفوا إلى جانب الفاشية والإرهاب، لأنهم ظنوا أن الإخوان تسيطر على الدول العربية كلها، والمصريون أفسدوا عليهم هذا المشروع يوم 30 يونيو.

وكيف ترى موقف دولة قطر من مصر؟
- نحن نجامل عندما نقول دولة، فهى مافيا قادرة على أن تشترى أصوات المسؤولين عن الأولمبياد لكى تقام فى قطر، وتشترى مذيعين ومذيعات، واشترت نظام الإخوان بما قدمته، ولا تمتلك إلا البترول، إذن هى فى حاجة إلى أمريكا، وتعطى لأمريكا قواعد عسكرية، وهؤلاء الشيوخ البدو يزعمون أنهم يدافعون عن الديمقراطية والنظم الحديثة فى مصر، وعليهم أولا أن يقيموا الديمقراطية فى قطر، ويتعلموا طرق بناء الدولة ليبنوا دولتهم أولا.

هل توقعت تدخل الجيش قبل 30 يونيو بهذا الشكل؟
- لم أتوقع ذلك، ولكنى فهمت هذا ورحبت به، واعتبرته ضروريًا لأن المظاهرات والاعتصامات كانت ستظل دون أن يسقط النظام الذى وضع يده على كل المؤسسات، فإذا طلب من الداخلية أن تتصدى للمتظاهرين فى أنحاء مصر، فهل كانت ستطلق عليهم الرصاص، لذا كان لابد من وقوف الجيش بجانب الشعب، وقد لاحظت أن الفريق السيسى لم يتحدث باعتباره ضابطًا ولكن باعتباره مواطنًا مصريًا مثقفًا يتحدث عن الدولة المدنية والنظام الديمقراطى، وجاء ذلك كله فى خريطة الطريق، وأنا أصدق الفريق السيسى مع عودة الديمقراطية، وأنه ليس ساعيًا إلى السلطة.

إذا خلع السيسى الزى العسكرى ودخل سباق انتخابات الرئاسة، هل ستعطى له صوتك؟
- إذا أراد الفريق السيسى العمل السياسى فلابد أن يدخله أولًا من باب النشاط السياسى وليس من باب الترشح للرئاسة، عن طريق الدخول فى حزب أو تشكيل حزب، ولكن يدخل من باب الرئاسة، فأنا لا أحب هذا لنا ولا له، لأنه من المنتظر للرجل العسكرى ألا يكون سياسيا.

فى هذه الحالة، هل تمنح له صوتك؟
- نعم أعطى صوتى له لأنى أثق فيه، وأشعر بالدين له وللقوات المسلحة، لأنه أسهم فعليا فى إنقاذنا، وهو الشخص المفضل لى بشرط أن يكون له برنامج ناجح.

هل ترى لجنة الخمسين تشمل جميع الفئات؟
- نعم تمثل مختلف الفئات والأحزاب والنقابات فى مصر، ولكن معيار التمثيل غير كافٍ، لأن فلانًا يمثل نقابة المعلمين، فهو فى الحقيقة يمثل نفسه، لأن المعلمين ليس لهم رأى واحد، فالحقيقة أن كل عضو فى لجنة الخمسين يمثل نفسه قبل أن يمثل غيره، لكن الآن نحن بصدد أن ننتقل من عهد إلى عهد آخر مختلف، ونريد أن نعود إلى الدولة المدنية والتخلص من الفتنة الطائفية، وترسيخ المواطنة، والعودة إلى الديمقراطية، لذا فنحن الآن بحاجة إلى مثقفين كبار ينظرون إلى القيمة الإنسانية، لذا أنا أرى أن تمثيل المثقفين فى لجنة الخمسين ضعيف، واللجنة ظلمت المرأة لأنه يوجد خمسة فقط بمعنى% 10 فقط، مع أن المرأة تمثل% 50، فهى لعبت دورًا هامًا فى الثورة، وسحلت فى الشوارع، وأيضًا دورها فى حركة تمرد والتمثيل للمصريين بالخارج، فكان لابد من الاستفادة منهم فى لجنة الخمسين، فهم أصحاب تجارب وخبرة.

هل تعتقد عودة دولة مبارك مرة أخرى؟
- دولة مبارك لن تعود، كما أن دولة الإخوان لن تعود، فكل منهما دولة طغيان واحدة، تحت ستار مدنى، والأخرى تحت ستار دينى، ومصر لن ترجع للخلف مرة أخرى.

أحمد عبد المعطى حجازى..
شاعر وناقد مصرى، ولد عام1935 بـ«محافظة المنوفية» بمصر.

أسهم فى العديد من المؤتمرات الأدبية فى كثير من العواصم العربية، ويعد من رواد حركة التجديد فى الشعر العربى المعاصر.

ترجمت مختارات من قصائده إلىالفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية.

حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية عام 1989، جائزة الشعر الأفريقى، عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1997
حفظ القرآن الكريم، وتدرج فى مراحل التعليم حتى حصل على دبلوم دار المعلم عام 1950م، ثم حصل على ليسانس علم الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة عام 1978م، وشهادة الدراسات المعمقة فى الأدب العربى عام 1969م.

عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير.

سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربى بالجامعات الفرنسية.
عاد إلى القاهرة ليعمل بتحرير جريدة الأهرام. ويرأس تحرير مجلة إبداع التى تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب.

عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.

دعى لإلقاء شعره فى كثير من المهرجانات الأدبية.












مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

على صابر

قطر لا تنتظر من نخبة ساقطة تقيمها

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر سليم

قطر لا علاقة لها بالإخوان لا من قريب ولا من بعيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة