إبراهيم داود

شرعية الفرح

الخميس، 10 أكتوبر 2013 11:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- كان ضروريا الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر 1973 هذا العام والاقتراب من الذين شاركوا ومن ملامحهم المصرية الجسورة والتى لم تنجح التجاعيد فى تغييرها.. لأنه فى العام الماضى احتفل آخرون بأكتوبر 1981.
- كتب الأستاذ فهمى هويدى فى الشروق أول أمس مقالا عنوانه يبدو شعريا «لا خوف على الربيع فى تونس» ولا يستطيع المرء أن يتجاهل حقيقة أن حكومة الانقلاب اعتبرت الإخوان وحلفاءهم متهمين بالإرهاب بعد الاعتصامات التى شهدتها مصر»، وقال للتوانسة «وهو فى تونس»: «إنه طالما أن الجميع اختاروا أن يحتكموا إلى الحوار الذى يتجدد هذا الأسبوع، وطالما هناك بقية من عقل ورشد فى إدارة ذلك الحوار فلا خوف على تونس، وتلك رسالة «هو يقول» ليس لتونس وحدها، ولكن لنا فى مصر أيضا»، هذا النوع من التفكير ذكرنى بحكاية حدثت فى اليمن، أيام كانت مصر تشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه أشقائها العرب، ومن بين ما كانت تقوم به إرسال مدرسين يحبون التدريس، كان هناك قبيلتان متجاورتان بينهما كراهية قديمة متجددة، فى زمام كل منهما مدرسة، ويوجد فى كل مدرسة مدرس مصرى، فى إحدى المعارك قتل واحد منهما، فقرر أهل القبيلة الانتقام من مدرسهم المصرى، وبيتوا النية وتسلل أحدهم إلى البلدة المجاورة، وقتل المدرس «المصرى» الآخر.. الذى يعيش فى الجانب الآخر.. ما أن تقرأ لفهمى هويدى أى مقال تشعر أنه كان هناك، فى اليمن يحرض على مواطن مصرى غير مشغول بالصراعات والحسابات الكونية التى تدور فى رأس حضرته.
ـ رغما عن القرضاوى والعوا ومدينة الإنتاج الإعلامى الأمريكية الإسرائيلية التى يطلق عليها مجازا «قطر»، سيعبر خير أجناد الأرض مصر إلى النور، يدفعون كل يوم من دمائهم لكى يواصل التلاميذ صعودهم، يخوضون معركة الإنسانية ضد الفاشية والظلام والبلطجة والابتزاز والاستعمار، يحرسون الليل والبحار والجبال والآمال العريضة، خير أجناد الأرض تم انتخابهم عبر التاريخ للحظات هذه.. لحظات استهانة الغزاة بالتراب والتاريخ والجغرافيا والأحلام المنسية جنب الجدران، هم قادرون بإذن الله على حسم المعركة لصالح المستقبل، قادرون على بسط الطمأنينة فى النفوس.
- يعرف لاعبو منتخبنا الوطنى لكرة القدم حاجة الشعب إلى «انتصار» يرفع أعلام مصر فى هذه اللحظة فى العالم، ويعرفون أيضا أن الوصول إلى كأس العالم سيرمم شروخا عميقة حدثت بين أهلهم، سيلعبون يوم العيد الكبير الذى ننتظره، سيلعبون ضد غانا «الحريفة»، الأطفال يحتاجون النصر أكثر من غيرهم، لأننا حاصرناهم بنظراتنا المتوجسة فى المستقبل، نحتاج إلى النزول فى الشارع دفاعا عن شرعية الفرح، مصر تستحق الفوز لكى تجهز نهائيا على الجهامة الصحراوية التى تحاول كل يوم نزع الابتسامات من الشفاه، رغم أنه يوجد ما يدعو للأمل.
- سألنى أحدهم وهو ينظر فى عينى فجأة: «البلد رايحة فين؟»، أجبته بحسم أدهشنى فيما بعد: «لازم تبقى عارف إن مصر مفيهاش غير شعب»... نظر إلى نظرة غامضة مرتابة وقال لى: «ربنا يديك الصحة يا حاج».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة