فرج عيد محمد يكتب: كيف تصبح قائدًا ناجحا؟ "2"

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2013 09:07 ص
فرج عيد محمد يكتب: كيف تصبح قائدًا ناجحا؟ "2" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- أدر وقتك بدلا من أن يديرك
بما أن الوقت فى أبسط، وأدق تعريفاته أيضًا، هو الحياة؛ إذن فأن تعرف كيف تدير وقتك هى قضية مرادفة، بدرجة كبيرة، لأن تعرف كيف تدير حياتك. ومن هذا المنطلق فإنه حرى بنا أن نعطى تلك المسألة الأولوية التى تستحقها، وخاصة أنه تبين بوضوح أن أحد الفروق الجوهرية بين الدول الأكثر والأقل تقدمًا يكمن فى كيفية الإدارة الفعالة للوقت على كل من المستوى الفردى والمجتمعى، يضاف إلى ذلك أنكم مطالبون، كقادة فى المستقبل، بوصفكم جزءًا محوريا من اللحاء الفكرى للمجتمع بالوعى بتلك المسألة إدراكًا لأهميتها القومية، وفهما لأسبابها، وممارسة للطرق التى ثبت كفاءتها للإدارة الفعالة للوقت داخل وخارج الثقافة.

ونظرًا لأهمية موضوع الإدارة الفعالة للوقت فسوف نلقى المزيد من الأضواء عليه، لكى نقف بشكل أكثر عمقًا وجلاء على أبعاده المختلفة، لكى يكتمل وعينا به؛ ومن ثم فهمنا له، وتوظيفنا إياه فى حياتنا العامة والخاصة بهدف إحراز القدر الأكبر من التقدم الشخصى والقومى.

- مزايا الإدارة الفعالة للوقت:
1-وجود فائض من الوقت لاستخدامه فى إنجاز مهام أشياء أخرى.
إن الوقت المتاح أمام كل الناس واحد، فلديك نفس الأربع والعشرين ساعة، ونفس الـ1440 دقيقة فى اليوم التى يحظى بها كل إنسان غيرك، ولكن ما يبقى هو أن تمتلك المهارات المطلوبة لإدارة ذلك الوقت المتاح لك بنجاح (ماكنزى، 2000، 3). وبطبيعة الحال فإن نجاحك فى القيام بتلك المهمة سيؤدى إلى العديد من الإيجابيات من أبرزها وجود فائض من الوقت لديك يسمح لك إما بإنجاز المزيد من المهام الإضافية سواء فى عملك، مما يجعلك أكثر تميزًا فيه مقارنة بالآخرين، أو فى حياتك الخاصة وعلاقاتك الاجتماعية على النحو الذى يجعلها مختلفة عن ضحايا سوء إدارة الوقت.

2-التمكن من ممارسة أنشطة متنوعة لتحسين نوعية حياة الفرد.
من خصائص الوقت، كما هو معروف، أنه لا يمكن تخزينه، أو استعادته (العديلى، 1994، 10)؛ بيد أنه بمقدورنا ترويضه، والسيطرة عليه على النحو الذى يجعل منه خادمًا مطيعًا للفرد، ومصدرًا متجددًا للاستمتاع بالحياة. وحين ننظر إلى حياة المواطن الغربى، مثلا، سنجد أمثلة متعددة تدعم هذا التصور، حيث إن نجاحه فى إدارة وقته يمكنه من السفر حول العالم وفق جدول زمنى محدد، سلفًا، والسياحة الداخلية فى أرجاء بلده، وممارسة الرياضة، والتنزه، مما يجعل حياته أكثر ثراء.

3-التميز المهنى نظرًا للقدرة على إنجاز المهام فى التوقيتات المطلوبة أو قبلها.

إن نجاح الفرد فى إدارة وقته ستمكنه من الوفاء بالتزاماته المهنية حيث ينجز ما يطلب منه من مهام فى الوقت المطلوب أو قبله، أحيانًا، وهو ما سيحسن من صورته المهنية فى مجال عمله أمام الرؤساء، أو الزملاء، أو المرؤوسين، فعلى سبيل المثال. إن عضو هيئة التدريس الذى يدير وقت محاضرته بكفاءة؛ فيبدأها فى التوقيت المحدد، ويعرض لعناصرها بشكل متوازن ووافٍ، ويترك فرصة للطلاب لمناقشته، وينهيها فى الوقت المطلوب، ويراعى أن تتناسب أسئلته مع الوقت المحدد لها، ويعقد امتحاناته فى المدى الزمنى المحدد؛ سيقيم تقييمًا إيجابيًا، بالضرورة، من هؤلاء الطلاب.

4-تحقيق معدلات إنتاج أعلى على المستوى المؤسسى.
حين نرتب الدول ترتيبا تنازليًا تبعًا لمعدلات إنتاجيتها، وما يترتب عليه من معدلات تصديرها، سنجد أن السمة المميزة لها قدرة أبنائها على إدارة وقتهم بفعالية، ولاغرو فى ذلك فهذا يعنى الإدارة الرشيدة للجهد فى نهاية المطاف، ذلك الجهد الذى سيتم ترجمته فى صورة كم أكبر من النتاج، وأفضل أيضًا، بالإضافة إلى أنهم يجنون ثمار تفعيل تلك المهارات فى صنع والحفاظ على الحضارة.

5-تيسير عملية التراكم المعرفى المؤدى للتقدم الاجتماعى.

الوقت هو الإطار الذى نتحرك فيه، والوعاء الذى يحوى الجهد المبذول فى ثناياه؛ ومن ثم فإن التمكن من إدارته على المستوى المجتمعى سيعنى أن أفراد هذا المجتمع سيمارسون قدرًا أكبر من الأنشطة (معدل اكبر من القراءة، ومن الملاحظ فى الثقافات المتقدمة أن الأفراد يقرأون فى وسائل المواصلات العامة، وهو أحد أشكال الإدارة الرشيدة للوقت، والاطلاع على قدر أكثر من المعلومات ذات الطابع التطبيقى فى شبكة المعلومات الدولية، والتى يحتاجونها للتعامل مع قضايا ومشكلات معينة للاستفادة من الإسهامات العلمية بشأنها، والمشاركة بمعدل أعلى فى الشؤون المجتمعية حيث ثمة فائض من الوقت لديهم يسمح بذلك)؛ وهو ما يعنى فى النهاية مزيدًا من مؤشرات التقدم الاجتماعى والحضارى، فالخروج من دائرة الاهتمامات الشخصية إلى الشؤون العامة يعد ملمحًا بارزًا للتحضر، ولعل هذا الأمر يبرزه معدلات المشاركة المرتفعة فى الجمعيات التطوعية. وتبقى ملاحظة أخيرة قوامها أنه يوجد فى الثقافات الأقل تقدمًا أفراد نجحوا بكفاءة فى إدارة وقتهم بفاعلية، وأصبح لديهم فائض من الوقت يسمح لهم بالإسهام المؤثر فى تلك الأنشطة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة