قال سفير قبرص بالقاهرة، سوتس لياسيدس، إن قبرص تحتفل اليوم بذكرى عيد استقلالها الـ35، بعد أن حصلت على استقلالها عام 1960، واعترف بها كدولة مستقلة ذات سيادة، ولكن لسوء الحظ، منذ الغزو العسكرى من قبل تركيا عام 1974، واستمرار احتلال جزء من أراضيها، قبرص لا تزال مقسمة بشكل مأسوى وغير قانونى بسبب قوة السلاح التى تستخدمها قوى الاحتلال.
وأضاف لياسيدس فى بيان له وزعته سفارة قبرص بالقاهرة أن الشعب القبرصى حصل على الاستقلال بعد نضال سياسى اجتماعى شاق وطويل مناهض للاستعمار، ذلك الاستعمار الذى حرم الشعب من حقه فى تقرير مصيره.
"غزو تركيا لقبرص فى 20 يوليو 1974، هو بلا شك أكثر الفصول المأسوية فى تاريخ البلاد المضطرب. وكانت الضربة ثقيلة والمعاناة الإنسانية لم تكن لتوصف، ومع ذلك ورغم التراجع الكبير والمأسوى فى تطور الشعب الطبيعى، إلا أنه لم يتمكن فقط من الاستمرار، وإنما استطاع أن يتعافى ويواجه المستقبل بثقة وتفاؤل".
ومضى السفير القبرصى يقول إن قبرص تمكنت من الانضمام إلى الأمم المتحدة واستعادت وضعها الطبيعى ضمن المجلس الأوروبى لتظهر هويتها الأوروبية، كما ترأست الاتحاد الأوروبى فى الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2012.
وأشار فى بيانه إلى أن قبرص كانت مولدا لأفروديت، إله الحب والجمال، مما يعكس تاريخ الجزيرة العريق، فضلا عن موقعها الجغرافى المميز الذى يجعلها على مفترق ثلاث قارات؛ أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهو الأمر الذى آثر بدوره على تاريخ الجزيرة على مدار قرون.
أما عن العلاقة بين مصر وقبرص، قال لياسيدس إن هناك صداقة وعلاقة قوية تربط بين البلدين منذ العصر البرونزى، أو القرن الرابع عشر قبل الميلاد، "قبرص كانت دائما تحت التأثير المباشر، ولبعض الوقت تحت حكم مصر، مما يعكس قرب واستمرار العلاقات بين الشعبين القبرصى والمصرى بحكم تشابه الموقع الجغرافى والثقافى".
ومضى يقول إن الشعب القبرصى فى الوقت الحديث ممتن لدعم مصر وشعبها خلال نضالها ضد الاستعمار، "والرئيس جمال عبد الناصر كان داعما لحقوق كل القبارصة فى سعيهم لحقوق الإنسان، والحكم الذاتى، والاستقلال الاجتماعى الاقتصادى، ولهذا الرئيس ناصر ساعد بحسم فى عملية بناء الدولة ضد الاستفزازات التركية والعدوان. ومنذ ذلك الحين، مصر وقفت كصديق مخلص ضد الاحتلال التركى لـ37% من الأراضى القبرصية.
وبالمثل، يضيف السفير، ساعدت قبرص الشعب لمصرى خلال أزمة قناة السويس، عن طريق إمدادها معلومات لتحركات القوات البريطانية فى القواعد العسكرية فى قبرص، وإعاقة تحركاتهم على الأرض. ومن هذا المنطلق، أسست أحد أول السفارات القبرصية فى العالم فى القاهرة، فى ظل عهد الأسقف ماكريوس الثالث، أول رئيس قبرصى يحكم البلاد.
وكرر الرئيس القبرصى نيكوس انستسيادس، قبل عدة أسابيع، دعمه لمصر، قائلا " قبرص حكومة وشعبا، تقف مع مصر فى هذه الأوقات الصعبة، وتدعم جهودها لتأسيس نظام إدارة ديمقراطى يمكنه تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى".
ومضى يقول إن قبرص كدولة صديقة وكعضو فى الاتحاد الأوروبى، تتفهم أسباب المرحلة الثانية من الثورة التى اندلعت قبل عدة أشهر من أجل الكرامة والرخاء والتقدم السياسى، آخذة فى الاعتبار نضال الشعب القبرصى من أجل الاستقلال السياسى والاجتماعى والاقتصادى والتقدم.
وأضاف السفير القبرصى فى بيانه أن العلاقة بين الدولتين تزدهر فى مجالات متعددة كذلك، وتم تبادل الزيارات وتوقيع الاتفاقيات، أهمها تلك التى وقعت عام 2003، ترسيم المناطق الاقتصادية الخاصة، ليكون أول اتفاق من هذا النوع على مياه البحر المتوسط وبموجبها اتفقت مصر وقبرص على مشاركة حدودهما البحرية.
وأكد السفير متانة العلاقات وسعى قبرص لتحسينها مع مصر، من خلال العمل القريب مع الحكومة المصرية ومجتمع العمل، والمجتمع ككل بما يفيد الدولتين.
وختم السفير بيانه بالقول: "رغم ما تمر به قبرص من أزمة اقتصادية، ورغم التطورات السياسية فى مصر، نحن على قناعة أن الأزمات تخلق فرص جديدة، ولهذا السبب، نحن نشجع رجال الأعمال القبارصة بزيارة مصر واكتشاف الفرص المتاحة فى دولة النجاح مآلها. وفى الوقت نفسه، نحن نسعى لإيضاح ارتفاع احتمالات الاقتصاد القبرصى نظرا لإعادة هيكلته، والفرص الجديدة أمام المصريين لاستخدام قبرص كبوابة للاتحاد الأوروبى".
وعلمت اليوم السابع، من ناحية أخرى، أن سفارة قبرص بالقاهرة، وعدد من سفاراتها فى أماكن متفرقة من العالم لم تنظم حفلا للاحتفال بذكرى الاستقلال وذلك سعيا منها لمعاونة الحكومة فى تقليص النفقات نظرا لما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية. كما أن الحكومة القبرصية قلصت كذلك حجم الاحتفالات لنفس السبب.
سفير قبرص بالقاهرة بمناسبة ذكرى الاستقلال الـ35: عبد الناصر ساعدنا فى بناء الدولة ضد الاستفزازات التركية.. لياسيدس: ثورة 30 يونيو قامت من أجل الكرامة والرخاء والتقدم السياسى
الثلاثاء، 01 أكتوبر 2013 02:45 م
سفير قبرص بالقاهرة سوتس لياسيدس