شدد جيش الإسلام المتشكل حديثا، على أنه يسعى لتنظيم جيش قوى فى البلاد، وامتلاكه لمؤسسات فاعلة على الأرض، فى وقت اعتبر فيه قائد فى الجيش الحر، أن تشكيله يأتى فى خطوة لتحسين صورة الإسلاميين التى تشوهت بفعل تشدد تنظيم دولة الشام والعراق.
وأكد رئيس أركان جيش الإسلام، على عبد الباقى، أن الهدف من اندماج 43 فصيلا إسلاميا، يعود إلى رؤيتهم لوجود "شتات وخلافات بين فصائل عسكرية كثيرة تقاتل النظام، وهذا ما يعتبر عامل ضعف لدى المقاتليين، ليبدأ العمل على توحيد الكتائب المقاتلة، وجمعها داخل تنظيم جيش رسمى يحمل هيكلية تنظيمية، ولديه مؤسسات مدنية تكون فاعلة على الأرض، ومن أهم أولويات الاندماج، هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد".
وأوضح عبد الباقى، أن "اندماج أكثر من 43 فصيلا عسكريا عامل على الأرض، يعتبر بداية قوة كبيرة للمِّ شمل معظم الحركات والفصائل العسكرية، ونواة لتوحيد الجهود بين جميع الفصائل".
وعن أسباب اختيار هذه المرحلة بالتحديد لإعلان الجيش، شدد عبد الباقى بأن ذلك يعود إلى "تواطؤ الغرب مع النظام، وعدم أخذ موقف حاسم منه، خصوصا بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوى، فضلا عن تهميش وإقصاء الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية لهم، وتجاهل هيئة الأركان للكتائب المقاتلة على الأرض، وتشكيل حكومة دون الرجوع إليهم"، فى وقت اعتبر فيه بأنهم يمتلكون "قوة ضاربة على الأرض، فكان من اللازم تشكيل جيش رسمى، وتوحيد الجهود، من أجل الإسراع بإسقاط نظام الأسد، وحقن دماء المدنيين".
وأضاف قائلا: "نحن لدينا هيكلية للجيش الجديد، وآلية عمل وشروط خاصة للانتساب، ونحن نتعاون مع الجميع لبناء سوريا الجديدة، وإسقاط نظام الأسد".
ولفت عبد الباقى إلى أن "هناك ممارسات فردية ربما تضر بمصالح الثورة، وهذه التصرفات لا تمثل كافة الفصائل والتشكيلات العسكرية الأخرى"، ناصحا "بتوحيد الجهود مع كافة الفصائل العسكرية، وانضوائها تحت جيش الإسلام القادم"، معتبرا أن "النظام السورى انهار تماما، وأصبح على مفترق طرق خطرة بالنسبة له، فهو عسكريا أصبح بحالة الدفاع على جميع الجبهات، وهذا تراجع كبير بالنسبة للنظام، وهناك خطوات قادمة ستكون فاصلة فى مختلف إنحاء البلاد"، على حد تعبيره.
أما العقيد مالك الكردى، نائب قائد الجيش السورى الحر، فذهب إلى أن "جيش الإسلام يعطى رسالة واضحة على سماحة الإسلام، فى محاولة لتحسين صورة المقاتلين الإسلاميين الذين تشوهت سمعتهم نتيجة ممارسات متشددين فى دولة الشام والعراق، فى وقت حذر فيه من التسمية التى قد لا تطمئن المجتمع الدولى"، على حد تعبيره.
وقال الكردى فى اتصال هاتفى مع مراسل الأناضول فى إسطنبول "هناك قصور من الائتلاف الوطنى، والتعاطى الدولى مع القضية السورية، وخاصة بعد استخدام السلاح الكيمياوى، وعدم تصرف المجتمع الدولى بشكل ملموس، حتى أنه لم يعاقب النظام، بل تبين أن المجتمع الدولى يعطيه مساحة أكبر للتحرك، فقرأت الرسالة لدى الشعب السورى بأن هناك تآمرا على هذا الشعب، والثورة السورية".
وأضاف أنه "جنحت الثورة إلى التشدد أكثر لمواجهة تلك التصرفات من المجتمع الدولى، فظهرت تجمعات هنا وهناك تحاول المواجهة، وحذرنا كثيرا المجتمع الدولى من ذلك"، مؤكدا أن "هذه التجمعات تأخذ جانبا إيجابيا، ولكنها قد تنذر بشيء من السلبية من التصرف، وأنه رغم توحدها ضد النظام، ولكن ربما مستقبلا قد تكون له نتائج سلبية"، على حد وصفه.
وأعرب الكردى عن "امتعاض الشعب السورى الشديد مما تقوم به دولة العراق والشام الإسلامية، من تصرفات سلبية انعكست بشكل سلبى أمام المجتمع الدولى، وعندما شكل جيش الإسلام، نظر إلى الأمر بأنه إعطاء رسالة بأنهم ليسوا بنمطية تنظيم دولة العراق والشام، بل يريدون أن يعطوا انطباعا إيجابية، معترضين بذلك على هذا التنظيم".
وأشار إلى أن "تسمية جيش الإسلام ربما تعطى انطباعا سلبيا أمام المجتمع الدولى، مع العلم بأن المجموعات المتوحدة، هى مجموعات معروفة باعتدالها، وكذلك قائدها زهران علوش، ولكن ربما التسمية قد تثير حفيظة المجتمع الغربى وشكوكه ومخاوفه"، متمنيا أن يعطى جيش الإسلام "المثل الإيجابى للإسلام المعتدل الذى تعاطى مع كافة أطياف المجتمع السورى بروح الإسلام السمح".
واتهم الكردى تنظيم دولة الشام والعراق بأنه يقوم "بممارسات تخدم النظام السوري"، لافتا إلى أن "النظام السورى عندما أطلق المعتقلين المتشددين لديه، وقام بذلك مع نظام رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، كان لعلمهم ويقينهم بأن هؤلاء سيتصرفون بطريقة ستعطى انطباعا أمام المجتمع السورى، بأن الثورة السورية متشددة، وبالتالى ستدفع المجتمع الدولى لمواجهة تلك الثورة بالتخلى عنها، وكانت النتائج كما التوقعات، وتوقع النظام".
وأعلنت 43 مجموعة مسلحة معارضة قبل يومين فى منطقة الغوطة الشرقية بدمشق توحدها، معلنة مبايعتها لقائد لواء الإسلام "زهران علوش"ّ، وتشكيلها ما أطلق عليه "جيش الإسلام"، حيث تتضمن تلك المجموعات 37 لواء، و6 كتائب، ليتكون بذلك أكبر تشكيل مسلح، يحارب ضد نظام الأسد، فى جنوب سوريا.
ونفى أبو محمد العدنانى الشامى، الناطق باسم دولة العراق والشام الإسلامية، ما وصفها المزاعم المتعلقة بتهم ممارسات التنظيم لأنشطة ضد المعارضة المسلحة، متهما الدول الغربية بدعم عدد من الفصائل والمجموعات، من أجل قتال تنظيم الدولة، فى وقت شدد فيه على وجود حملة إعلامية كبيرة ضد الدولة، التى يتم التغطية على نشاطاتها ضد النظام السورى، والنظام العراقى، على حد وصفه.
واتهم أبو محمد، فى كلمة مسجلة بثت عبر الإنترنت، "بعض الفصائل بالتشويش على نشاطات الدولة العسكرية، بعد محاولات التغطية على تقدمها فى ريف اللاذقية، فى وقت لم تتناول وسائل الإعلام إنجازات الدولة فى تحرير المعتقلين فى سجنى التاجى وأبو غريب فى العراق، وعمليات التنظيم فى ريف حماة، بينما تركز تلك الوسائل، على أخطاء الدولة التى تعتبر صغيرة قياسا بالأخطاء التى ترتكبها بقية الفصائل فى المعارضة المسلحة".
جيش الإسلام السورى: نسعى لامتلاك مؤسسات مدنية فاعلة على الأرض
الثلاثاء، 01 أكتوبر 2013 02:34 م